سئمت من المرآة، قطعة الزُجاج الطويلة هى أبرزُ شئٍ فى غُرفتي الخاوية من البشر، صُممت بطلاءٍ على الخلف لتعكسَ وجهى وأصيرُ أمَلّ جليسٍ لوحدتى حين النظرِ إليها.
سئمتُها، وسئمتُ ذاك الجلدِ الذى تشكّل على هيئةِ وجهى، وسئمتُ نظرة السُخرية التى أرمقُ بها ندوبي، وسئمتُ ملامحى التى تُلازمنى منذُ وُلدت والتى تواجهُ عيناىَ باستفزاز حين ألمحُ المرآة، كأنها تُخبرني أننى لن أتخلّص من ذاك الوجه وذاك الجسد ابداً، سأظلّ عالقة فيهما أراقبهما حين أواجهُ مرآتى، لن نفترق ما حييت.. لن نفترق ما حييت..
لن نفترق ما حييت، لذا يجبُ على روحي التحرُر فى أسرعِ وقتٍ ممكن.
م