النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

تقاليد بغدادية..يمارسها الناس ايام الصيف

الزوار من محركات البحث: 12 المشاهدات : 265 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 83,720 المواضيع: 80,349
    التقييم: 20820
    مزاجي: الحمد لله
    موبايلي: samsung j 7
    آخر نشاط: منذ 2 ساعات

    تقاليد بغدادية..يمارسها الناس ايام الصيف


    تقاليد بغدادية..يمارسها الناس ايام الصيف


    في لحظة من السأم وفقدان الامل بعودة المعشوقة الغائبة ابدا (الكهرباء ) قررنا سوية انا والاسرة ان نحيي عادة تقليدا شعبيا قديما كان يمارس منذ الاربعينيات وهو النوم فوق سطع الدار . القرار لقي اعتراضا من الجيل الجديد باعتبار ان ذلك سيحرمهم من متابعة ( الانترنت ) او مشاهدة مباريات كأس العالم ،لكنهم في النهاية وجدوا انفسهم مضطرين عندما توالت انقطاعات الكهرباء وخمدت انفاسها تماما فوجدت نفسي اصيح بشماتة (ها ..اشكلنا ). للنوم فوق سطوح المنازل عادات وتقاليد عند البغداديين خاصة في مطلع الثلاثينيات وما قبلها ،حيث لم يأبه احد حينذاك على ربط مصيره بالكهرباء وعندما كانت الاجواء لطيفة فوق السطع والهواء على ما اظن كان نسيما عليلا لاسيما في ساعات الليل المتأخرة وحتى طلوع الفجر ..تلك الطقوس.. (اعني بها طقوس النوم فوق السطح ) انحصرت في اشياء واشياء كثيرة تتخلل ساعات الصعود ..من بينها ان امهاتنا العزيزات وشقيقاتنا الطيبات كن يهرعن منذ ساعة الغروب الى (مد الفراش )لكي يترطب بنسمات الهواء الليلي .
    وكان من عادة الناس انهم لا يسهرون طويلا كما هو حاصل الان باستثناء من كان ينكب على الدرس والتحصيل الدراسي او المطالعة او من قبيل البحث الاكاديمي .
    وبعد العشاء حيث يتجمع افراد الاسرة دورن غياب احد منهم على المائدة ويشكلون حلقة عائلية جميلة تتخللها الطرائف وذكر الغائبين ..والاقارب فيما تكون الايدي قد علمت عملها ب(ثريد البامية ) او (ثريد المحروك اصبعه )وهذه الاخيرة اكلة بغدادية وريفية ايضا لم تكن تقتصر على الفقراء والمعوزين اطلاقا وانما كانت تعد من الاكلات المشتهاة واعدادها ليس بالامر العسير والصعب ..اذ لا تتطلب سوى الخبز الجاف الذي تحرص الامهات على جمعه في كيس ..ومع الخبز يوضع البصل والبهارات وقليلا من (الدهن )..اي زيت الطعام وعلى ذكر عادة النوم فوق السطح ..لا ادري كيف تحول صيف العراق الى هذه السخونة والحرارة غير الاعتيادية بعد ان كان لطيفا مع الناس .. حتى اننا في حينه لم نعرف خاصة في الخمسينيات ما يحدث الان من تقلبات الطقس الحراري ..فمرة (ثقب في الاوزون ) وفي المرة الاخرى (التغيير المناخي الحاد )وفي مرة ثالثة نزوع قشرة الارض الى بث حرارتها ..وفي الاخير حدوث جملة من البراكين ،بينما كان الصيف ممتعا حقا ..النوم فوق السطوح كما اسلفت عادة تجذرت في تقاليدنا البغدادية وامتدت الى عقود طويلة ..حيث كانت العوائل تحرص على انعاش تلك العادة والتي لا تحمل ضررا للمواطن قياسا الى ما يحدث حاليا من منغصات ..كما لم تكن العادة المذكورة مقتصرة على عائلة دون اخرى ..بل ان جميع مناطق بغداد وازقتها ومنازلها من التي لديها سطوح تمارس عادة النوم فوق السطح الى الحد الذي اصبحت فيه جزءا لا يتجزأ من حياتهم الاجتماعية اليومية .. وكنت اسمع امي (رحمها الله )تقول لنا ونحن نهم بالصعود الى سطح الدار (يمه ..نوم السطوح يرد الروح ). وبالفعل فأن الهواء الطبيعي يدفعك لكي تنام قرير العين دون قلق بانتظار ما اذا كانت الكهرباء ستأتي ام لا .. برغم ان الكهرباء على تلك السنوات الخوالي لم تخضع لقطع مبرمج ولا هم يحزنون . كما ان الاحترام كان متبادلا بين العوائل المتجاورة فلا يجرؤ احد على الاطلالة على جاره لان ذلك يعد في قاموس العرف الاجتماعي من الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها باي حال من الاحوال . لذلك تقوم النسوة بعد ان (يمدن )الفراش بعزل كل مجموعة عن الاخرى بواسطة (البواري )وجمعها (باريه )وهي الستارة المصنوعة من الحصران وجريد النخيل .. وكثيرا ما كان البيت البغدادي يضم اكثر من عائلة صغيرة في البيت الواحد ..فمثلا الابن وزوجته ،الاب والام ، والاولاد العزاب في جانب اخر .. لهذا ترى ان (العزل )كان ضروريا وينبع من صميم التربية الاجتماعية المحتفظة والتقاليد والعادات التي درجنا عليها خلال المرحلة الماضية من تاريخ بغداد وناسها ..وكنت تستيقظ صباحا ترى تلك الكائنات البشرية التي تضمها السطوح بين (الحصران )وكأنها خلاصة رائعة لحميمية البيت البغدادي المعطرة برائحة المحبة وعدم الانزلاق الى مهاوي التجاوز على حرية الاخرين وفضول التطلع على خصوصياتهم والخروج عن مالوفها الشعبي التاريخي .ومما يمتزج ويرافق عادة النوم فوق سطوح المنازل البغدادية وفي احيان فوق سطوح الفنادق الشعبية حيث ترصف الاسرة او (الافرشة )ابان تلك الفترة الزمنية الممتدة حتى مشارف الثمانينيات .. قيام الامهات بـ(قطع )الرقي الى نصفين ووضعها على ( التيغة ) لكي تبرد ويطيب مذاقها وبالتالي تناولها حيث نرى على امتداد ( تيغة )المنازل ( وهي السياج المبني من الطابوق ) ويحيط بالسطح من الاعلى ترى ذلك المنظر الاخاذ للرقي العراقي الخالص الذي كان يأتي من سامراء بحلاوة شكله وطعمه ومذاقه .
    ناهيك عن وجود (التنكة )الفخارية المملوءة بالماء والتي توضع هي الاخرى على (التيغة )ويبدو منظرهن الى جانب قطع الرقي كما لو انهن راقصات حالمات يؤدين رقصتهن على ايقاع ضوء النجوم وتلاعب الهواء . ويستفاد من ( التنكة )بوضعها ذلك لحصول الناس على الماء البارد الطبيعي في الصباح والذي اكدت الدراسات على صحته على الابدان . والجدير بالذكر ان سطوح المنازل العراقية – البغدادية تختلف تماما عن سطوح مباني مصر . التي تظهر بحالة مزرية جدا ومنظرها مقرف .في حين ان سطوحنا كانت نظيفة ومرتبة حيث ان العوائل الميسورة الحال عندنا كما العوائل الاخرى هي التي تمتلك ( اسطح ) رائعة باعتبار ان البيوتات البغدادية معقودة سقوفها بالشيلمان والطابوق وترتفع عليها السطوح مما يشجع على النوم عليها او وضع ( القريولات )اي (الاسرة الحديدية ). وكانت (الكلة ) يأخذ مكانها في تقليدنا الشعبي بالنوم فوق السطح وهي عبارة عن (قطعة قماش خفيفة )عادة ما تكون بيضاء فتضم بين جوانحها من ينام وسطها.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    اٌلِـفّــًرُاٌشْة
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الدولة: آلِّعَّــرِآقٍّ
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 23,852 المواضيع: 7,454
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 8021
    مزاجي: اٍّلَّحّْمُّدٌّ الَله
    أكلتي المفضلة: آلِّعَّصِّآئرِ
    موبايلي: ☎☎☎
    شكرا كثيرا لك

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: November-2019
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 40,178 المواضيع: 14,307
    صوتيات: 462 سوالف عراقية: 8
    التقييم: 33939
    آخر نشاط: 30/August/2021
    مقالات المدونة: 4
    شكرا لك عيوني انت

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال