من منا لم يذهب لزيارة مريض يومًا ما، أو ذهب ليواسي صديقًا أو قريبًا في أزمته الخاصة؟ بالتأكيد تعرضنا جميعًا لهذا الموقف؛ وشعرنا بالقلق والحزن وربما الشفقة على صاحب الأزمة، لكننا في هذا الموقف ربما لم نرَ كل التفاصيل واضحة، فهل خطر ببالك يومًا مقدار معاناة أهله أو أصدقائه النفسية والبدنية.
كلنا نعطى الاهتمام لصاحب البلاء فقط، نشعر تجاهه بالألم ونقدر معاناته دون النظر للآخرين، فمن منا لم يكن له الأخ أو الأم أو الصديق الذى وصل معه الأيام واقفًا بجوار حتى يشفى، أو يجد حلولاً له فى فترة ألمه وأزمته. ستجد نفسك تعاني في اتجاهٍ آخر، وقد يصل الأمر بك أن تتمنى أن تكون صاحب الأزمة؛ حتى لا ترى ولا تشعر بمعاناة أحبائك.
اطمئن ياعزيزى، فهذه ليست مشاعرك وحدك، فشعورك موجود فى كل بيت، لا يوجد بيننا أحد لم يذقه يومًا، حتى أنا مررت به وعانيت منه لأيام طويلة فى مواقف مختلفة، واستخدمت عدة طرق لأعبر من هذه المحنة بسلام ورفضت أن أستسلم، سأذكرلك هذه الطرق ربما تساعدك فى محنتك التي لن تدوم العمر كله مهما طالت.
دع المشاعر السلبية جانبًا
حاول أن تنزع من قلبك الندم والحزن، وازرع فى قلبك الأمل والرضا. النتيجة الوحيدة لهذه المشاعر السلبية أنها ستعيقك فى حياتك فقط، فما حدث هو ماضٍ لا يمكن تغييره، وليس أمامك إلا أن تتأقلم مع الحاضر وتتغلب عليه، وتصنع مستقبلًا أفضل، فيا عزيزى شعورك السلبي هذا ناتج عن الأزمة التى تمر بها، وسينتهى بمجرد أن تنتهي الأزمة، فلا تترك نفسك فريسة لليأس.
اختر بعض الأنشطة المختلفة
اخرج قليلًا من هذا الجو؛ حتى لو بعقلك، اشغل عقلك بنشاط يأخذك فى رحلة بعيدة عن هذا الواقع الأليم، وإذا كانت لك هواية تخرج فيها طاقتك وإبداعك، لا تنقطع عنها وتتركها، مارسها حتى وإن كان في أضيق الحدود.
دون أحلامك
لا تجعل هذه الأزمة تنسيك أحلامك، اكتب أهدافك وحلمك على ورقة، ولاتظن أن هذة الأزمة ستقف بينك وبين تحقيق أحلامك، تمسّك بحلمك وامضي في طريقك، ولو بخطوة صغيرة، خيرٌ لك من أن تقف مشاهدٌا يائسٌا لحلمك الضائع .
عش حياة متوازنة
عندما تقرأ هذه الجملة ستشعر أني أتحدث من أرض الخيال، أنا أعلم معاناتك وما تواجهه وشعورك، لكن رد فعلك تجاه الأزمة هو من خيارك، فأنت من تختار أن تجالس مريضًا وأنت تقرأ كتابًا أو ترسم أو تمارس رياضة تتخلص بها من طاقتك السلبية. أمامك طرق كثيرة لتتغلب على الحياة البائسة، والاختيار متروك لك: إما أن تمر الأزمة وأنت بعقل وجسد سليمين، أو أن تمر وتتركك محطمًا.
تقبّل أزمتك كما هي
أزمتك ستظل كما هي لن تتغير إلا عندما تنظر إليها من طريق آخر، تترك فيه الماضي والندم عليه، وتستمتع بالحاضر وتخطط لمستقبلك، فلا تجلس لتشتكي من ظلم الحياة والمعاناة، فقط انتفض وقاوم، فتغيير حاضرك سيغير مستقبلك، أما جلوسك منتظرًا من الحياة أن تبتسم لك فيتغير ماضيك! هذا فيلم من صنع خيالك لن يحدث سوى في مخيلتك البائسة.
عش اللحظة الراهنة
كلنا فى الأزمات يدور في أذهاننا أفكار كثيرة، مثل “ماذا يحدث لو لم تحدث لي هذه الأزمة؟”، كان من الممكن أن أكون في هذه اللحظة أصنع مشروعي الخاص. تخلص من هذه الأفكار، وعش في واقعك ووضعك الحالي، أنت الآن هنا عش هذه اللحظة أيًّا كانت ماهيتها، فإذا كانت مؤلمة فعشها بصبرٍ ورضى، وقاومها ولا تستهلك مشاعرك و أفكارك في التفكير في الماضى لتخرب حاضرك، فقط تعلم كيف تتعايش مع حاضرك.
لا تترك عملك
إياك أن تترك عملك مهما كان الضغط الذى تواجهه، وإذا كانت ظروفك تتعارض مع طبيعة عملك، ابحث عن عمل آخر يلائم ظروفك الجديدة، فعملك هو طريقك للتخلص من الضغوط، وحتى إن كنت فى عملًا لا تحبه، فتذكر أن وضعك المادى سينهار وستزداد قائمة الأمور التي تعاني منها، وأنت فى غنى عن كل هذا.
لا ترفض العالم
لا تبتعد عن أصدقائك وأحبائك، مجرد حديثك معهم عن أزمتك ومعاناتك سيساعدك؛ ربما يقترح أحدهم طريقةً لتتخلص من معاناتك، حتى لو كان حديثك معهم دون هدف، فستتخلص من مشاعرك السلبية وضغوطك، بمجرد مشاركتها مع الآخرين.
لا تفقد قيمة الوقت
الوقت كالسيف سيقطع طريقك للمستقبل دون رحمة بك أو بمعاناتك الشخصية، فكثير منا في الأزمات تمر عليه أيام وشهور وهو لا يعطي للوقت أهمية. احترم وقتك وقدّره، فاللحظة السابقة لن تعود لك ثانيةً، إما أن تستغلها أو تخسرها، لا خيار ثالث أمامك.
لا تنتظر أحدًا
لا تنتظر مساعدة ومساندة أحد. تعلم أن تواجه أزماتك بمفردك، وأن تتخطاها دون الوقوع فى دائرة البحث عن مساعدين لك.
لا تتعامل مع السلبي
التعامل مع أشخاص إيجابيين يمتلكون مشاعر وأفكار إيجايبة، هو طريقك الوحيد للتخلص من أزمتك، ابتعد عن السلبيين ومتصيدي الأخطاء لتنجو من هذه الأزمة.
عدّد إيجابيات أزمتك
فمرض أصدقائك وأحبائك يمكن أن يكون إشارة لك؛ فتهتم بصحتك وتقوم باختبارات للكشف المبكر عن الأمراض الخطيرة والوراثية، وأزمتك المالية من الممكن أن تكون طريقك لممارسة حرفة أو هواية محببة لك، تساعدك في المستقبل على امتلاك مشروع خاص بك وتحقيق أحلامك، والكثير من الأزمات يمكنها أن تتغير بمجرد أن تغير نظرتك لها.
تعرف على أزمتك
إذا كانت أزمتك في مجال الصحة أو مجال الاقتصاد أو غيرهما، أقرأ عنها و اجمع معلومات عن طبيعتها، وطرق عن كيفية مواجهتها والتخلص منها، لتتعرف على أزمتك وتواجهها.
ابحث عن متحدي الأزمات
اقرا وشاهد عن أخرين مروا بتجارب مماثلة لتجربتك، فأنت لست أول من مر بهذه التجربة السيئة، ستجد آخرين مروا بهذه التجربة المريرة تعلم منهم أساليبهم المختلفة لتخطيها، وتجنب أخطاءهم خلال الأزمة.
انظر حولك
العالم لن يتوقف يومًا مهما حدث، مرت الحروب والأوبئة وغيرها الكثير من الأزمات على كوكبنا؛ ولم تتوقف الحياة يومًا، لذلك لن يقف العالم أثناء أزماتك، سيستمر ويتقدم، فتعلم كيف تثتثمر أزمتك لتمر بها بسلام، ولا تتأخر عن عالمك.
نصائح ليوم أفضل في ظل الأزمة
- كتابة مذكراتك يوميًا، وخصوصًا مشاعرك السلبية.
- حاول أن تأخذ قسطًا كافيًا من النوم.
- تناول فاكهة وخضراوت طازجة لتساعدك على التوازن الصحي والنفسي.
- إشرب الماء بكميات مناسبة لك.
- حافظ على نظافة منزلك، فالمنزل غير المرتب والمتسخ يجلب طاقة سلبية.
- اجلس في الشمس يوميًا، ليتحسن مزاجك .
- ابتعد عن تناول المشروبات المنبهة بكثرة مثل: الشاي والقهوة.
- اترك السهر واستقيظ باكرًا، فانتظام ساعتك البيولوجية سيحسن مزاجك.
- اهتم بنظافتك الشخصية ونظافة ملابسك.
هذه النصائح لن تساعدك في جعل أزمتك تختفي، أو تجعلها تتلاشى من ماضيك، ولكنها ستغير حاضرك ومستقبلك، وستعلمك كيف تتعايش مع الأزمة وتستغل إيجابياتها، وتعدّك لمستقبل أفضل عندما تنتهي أزمتك.
آية سعيد - اراجيك