أحداث الربيع العربي لم تأت بالتناقضات السياسية فقط التي أفرزتها الحرية، وإنما أيضا بمزيد من الفتاوى، خاصة في المشرق العربي، وإذا كان أردوغان هو أول رئيس تركي يدخل عالم الفتوى بالقول بأن بشار الأسد كافر، ولا ينتمي لأمة الإسلام، لأنه يقتل المسلمين، فإن عام 2012 كان للفتاوى، خاصة عبر الفايس بوك أو الفضائيات، وكانت
- خرجة الشيخ مرجان سالم الجوهري وهو قيادي بالدعوة السلفية للجهاد وأحد أنصار وأصدقاء أسامة بن لادن قد هزّ السياحة في القاهرة خلال الشهر الماضي عبر حصة العاشرة مساء التي يقدمها الإعلامي الأبراشي في قناة دريم عندما دعا الرئيس المصري محمد مرسي لتهديم الأهرامات وأبو الهول، معتبرها أصناما قد تعبد في قادم السنوات، مع الإشارة إلى أن الشيخ مرجان كان قد شارك منذ سنوات في تهديم تمثالي بوذا في افغانستان..
- كما دخل الداعية الكويتي المعروف مبارك البذالي عبر موقعه في الفايس بوك عالم الفتاوى التي لا تتبع سؤالا أو استفسارا بطلب تغيير إسم الفنانة المصرية الراحلة أم كلثوم، لأن هذا الإسم أطلقه الرسول صلى الله عليه وسلم على ابنته من زوجته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، ولا يصح أن نطلقه على فنانة تؤدي أغاني العشق أمام الرجال، واقترح أن يُطلق عليها إسم أم الثوم،
-وفي مصر أفتى شيخ أزهري خلال الانتخابات الخاصة بالدستور الأخيرة بجواز أن تكذب الزوجة على زوجها من أجل أن تخرج لأداء الانتخاب، لأن صدقها قد يُحرمها من حقها الانتخابي، وتحولت بعض الفتاوى إلى القضاء،
- كما حدث للشيخ عبد الله الحامد الذي نشر في موقعه تويتر فتوى بتفاهة القضاء السعودي، وهو ما أحدث له زلزالا وتحولت محاكمته في المملكة العربية السعودية إلى شبه دراسة رسالة دكتوراه، قال فيها القاضي للحامد لماذا تتدخل فيما لا يعنيك؟ فردّ عليه ولماذا انتم القضاة لا تتدخلون في ما يعنيكم حتى تركتم لنا الفرصة.
أما في الجزائر، ففي غياب دار الفتوى، مازالت الفتاوى تتهاطل وتأخذ أبعادا متناقضة، خاصة حول ما يجري في سوريا، حيث اختلفت الآراء تماما، كما اختلفت بين الشيخين البوطي الذي يعتبر الخارجين عن بشار إرهابيين، والقرضاوي الذي يعتبر أنصار بشار إرهابيين، ولكن الفتوى التي استوقفت الجزائريين هذا العام هي التي أطلقها الشيخ فركوس عبر موقعه الإلكتروني والتي أجاز فيها زواج المسيار ردا على سائل، وجاءت الردود بين مرحبة ومعتبرة الفتوى في غير محلها،
- كما أثار إمام خطيب في وادي سوف ضجة لدى الشباب عندما حرّم التواصل بالفايس بوك، واعتبر محادثة شابة لشاب أو العكس خُلوة يحرمها الله، ولكنه في الأيام الأخيرة لسنة 2012 عقد قرانه من شابة اتضح أنه تعرف عليها عبر التواصل الاجتماعي.