جزء 13 - مدري صدك مدري جذب
اليوم يعتبر نهاية الشهر السادس في هذة الدائرة .
تعبت وتعذبت ولم استفد لاراحة بال ولاراحت جسد ولاتوفير مال .
البال مشغول بمجرد كيف الفت نظر أمرأة لي . وصار كل اهتمامي (همّي وغمّي) .
ان احصل على صديقة شرعية اوحبيبة دائمية تنتهي بالزواج .وكأن الهدف من خلقي هو هذا الشيء .
والمال .سرعان ماأستلم القبضة الشهرية ابعثرها على الملابس والاحذية وكأن الشركات لم تنتج الا على شاني .
مرة من المرات .جلسن خالاتي وعماتي وبعض الجيرة من المنطقة ودار حديث سريع عن الرجال الزينة والرجال الشينة .وكنت قريب منهن وانصت بدون الاشتراك بموضوعهن .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
قالت خالتي .
كنا في زمان .حين مايقدم على قريتنا الريفية رجل من العاصمة ننخبص ونحاول بكل مانستطيع من شطارة على ان ننظر الى شكله الخارجي .فنتعجب من حذائه وربطة عنقه وشكل وجهه الخارجي اللامع .حيث لم يصيبة شيء من لسعة شمس الجنوب .؟
ولكن عندما يطيل المكوث في القرية يتضح شكله الداخلي اي رجولته ويتبيّن صدقه من كذبه .من حيث اننا نسال العيال والكبار على كل صغيرة وكبيرة يقولها الرجل والاخبار كانت تصل الينا أول باول عنه .؟
فنعرف انه ليس بالرجل الذي يقاوم بالمشوار للاخير .مظهرة لايشبه جوهرة .
واجابتها عمتي .
يمكن حتى رئيس الدولة مافي خير مجرد مظهر . والدليل لوانه رجل حقيقي والسلطة بيده مثل مانعتقد لكان وصل الماء الحلو لقرانا ونصب اعمدت الكهرباء وادخل الالات .الزراعية الحديثة واراحنا من جهد كبير . بس وينه (اشوبس يصيح الوطن وابناء الوطن ) ليش احنه موعلى خارطة الوطن لواحنه نازلين من القمر مثلا .
قالت اخرى .
انا اعتقد هي هيك الدنيا .فقالوا عنها من زمن بعيد سوف يظهر في اخر الزمان اشباه الرجال ولارجال الا بالهوية .؟
ـــــــــــــــــــــــــ ــ
هكذا انا تحولت من صنف الرجال الى الجانب الاخر من شلّة اشباه الرجال .
كنت ارى الموديلات الجديدة على شاشة التلفزيون وعلى اغلفة المجلات وارى قصات الشعر الغريبة .فأضحك عليها .اعيبها واستهزء بها .وعندما نزلت وعملت مع البنات ففكرت على انه يجب ان البس بما يناسب الجو. والا فأخسر الربح بقلب فتاة .
ولبست الذي كنت اضحك عليه.
لاني غبي وساذج وكنت اعتقد اني ذكي وقريب من النابغة .الظاهر كنت ذكي لاني اماشي ابناء منطقتي ولاابدع بشيء يضايقهم .اليوم ابدعت بشيء ونسيت شيء
ياللغباء . ابدعت بتغيير مظهري ونسيت ان اي امرأة جميلة طبيعية تحب الفرد على سجيته ولاتحب المتصنّع الا اللواتي اللاتي يحبّن الخروج من تقاليد اهلهم .؟
انا اشعر بتعب غير طبيعي وكأني احتضر .
فكرت كثيرا بمخرج من هذة المشاغبات داخل عواطفي ومن هذة المهاترات من افكاري . ولم اجد حل سوى الاستقاله والعودة الى دائرتي القديمة اوالبحث عن عمل اخر .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
قبل يومين مرَّ عليّه اثنين من دائرتي القديمة .
كانوا مرسلين من الدائرة بأقصى الجنوب الى هذة الدائرة في قلب العاصمة .
لما مرّوا على المديرة لتصليح بعظ الاخطاء الصادرة من دائرتنا والواردة لهم .
طبعا انا مسؤول فرع الصادر .؟
وكانت الاخطاء من حضرتي . من حيث جل اهتمامي ليس بالصادر والوارد فقط بكيف اكسب قلب أمرأة .
فقالت لهم المديرة سهى .
اذهبوا الى غرفة الصادر وتكلموا مع الموظف وهو يتحمل المسؤلية ويصلّح الاخطاء . انا كنت مشغول وبجنبي موظفات كاللحم المنثور على الكراسي وكالشحم المشرور تحت الشماسي .
دخل الاخوة والا هم (كريّم وعويّد) الياء مشددة للاسمين .؟
طرقوا الباب وبكل احترام .
رفعت رأسي ومااشوف اللا عويّد وكريّم .
نظرت لهم ولم ابتسم . كتمت ابتسامتي بقوة تحت شفافي .
ثم قال لي عويّد .
استاذ اننا جئنا اليك بغرض تصليح بعض الاخطاء بكتبكم الصادرة لنا .؟
عرفتهم لم يعرفوني .
نظرت بعيونهم بشكل ازدرائي .تبسم عويّد .وقال الى كريّم شيء جعله يضحك ويدير بوجهه الى الجدار خجلا . لانه ابن اصل .
وانا عرفت ماذا قال عويّد لكريّم .
ثم قلت لهم .
شنو انتوا من ياملّه .بنطروناتكم كأنها ملابس الكابوي اللذين يركبون الثيران الهائجة .ووجوهكم ملحه جلحة ولحاياكم مبعثرة كأنها غمده لطبخة شاي عراقي .
ماتخجلون من هذا الطلب .
طبعا استغربوا لان لهجتي كانت لاتشبه مظهري .والبنات ايضا استغربوا وشعروا بالخوف ظنّوا سوف يحدث تشابك بالايدي .
المهم .
تعصّب كريم واراد الهجوم عليّه الا ان عويّد همس له بشيء فأضحكه وسكت .
انا تقريبا عرفت ماذا همس له .
ثم ابتسم عويّد وقال لي .استاذ الله يخليك بدون تعصب المسالة ماتحتاج هيك غضب مجرد تصليح والسلام .
فصرخت بوجهه .اسكت لااطردك بالكفخات (والجلاليق)
لما صرخت .البنات همّن بالهروب من الدائرة وراحوا ركض للادارة .
وكريّم مابين ضحك وغضب اراد ان يقفز عليّه ليمرغلني على الارض .
ثم ضحك عويّد وادار الحديث .
فقال يارجل انا اعتقد شايفك من قبل .
فقلت له .
انت كم مرة تزور العاصمة .
فقال هذة اول مرة .
فقلت له .اذا اين رأيتني .
فقال لاادري ولكن اشعر اني قابلتك من قبل .فقال كريّم حتى انا اشعر بذلك .
فقلت لهم .انا لااعرف رعاع مثلكم واستعيب صحبتكم الهمجية .
تعجبوا من هذة اللهجة .
وقال عويّد .((شنهو كل اهالي العاصمة مثلك)
فقلت لهم طاح حظكم .انا خليف )قليلا ثم تبسمروا وبعدها ضحكوا بكل ماعندهم من قوة .
ولما جائت المديرة مع شرطة الباب الرئيسي استغربت وجدتنا نضحك بدموع ونتعانق بكل حب واشتياق عنيف .؟
ثم قلت الى عويّد ماذا همست الى كريّم وضحك بداية اللقاء .
فقال لي .
قلت له (هو هذا المخنّث هل يستحق يقول له واحد استاذ)
فقلت له وماذا همست له بالمرة الثانية عندما تعصّب .
فقال .
قلت له اتجاهلة يمعوّد . اعتبرة وحده عاهرة ونتعامل معها .
فضحكنا سويتا لهذة العبارة الباشطة والمخجلة .
ثم قال لي كريّم
نحن ارسلناك للعاصمة بوجه فريد الاطرش عندما شاخ
كيف انقلبت الى هيفاء وهبي وهي شباب .؟
الظاهر المديرة كانت بالجنب مع الموظفات من دون علمنا ولما سمعوا هذا التعبير تمددوا بالارض من الضحك على حضرتي .؟
يتبع
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ᓆjgᓄ⍺
