الحنظل
الحنظل: نبات عشبي زاحف معمر يتبع الفصيلة القرعية cucurbitaceae، والحنظل من النباتات الشديدة المرارة، وعادة يضرب به المثل فيقال (أمر من حنظل).. وهو من النباتات التي يجب التعامل مها بحذر شديد حيث توجد فيه سمية.
للحنظل أزهار صفراء وثمار تشبه في حجمها البرتقالة، وفي شكلها مثل البطيخة الصغيرة، وهي ذات لون مخضر مخطط ببياض قبل النضج، ثم تتحول إلى اللون الأصفر. والثمرة ملساء.. تحتوي على لب اسفنجي|، وهو الذي يعزى اليه التأثير المسهل القوي، ويعتبر الحنظل من أقوى المسهلات على الإطلاق، كما يحتوي على عدد كبير من البذور بين اللب الاسفنجي.
الموطن الأصلي: حوض البحر المتوسط، وينمو بريا على السواحل البحرية لشمال إفريقيا وجنوب أوربا وغرب آسيا. وأهم البلدان المصدرة لثماره مصر وتركيا وإسبانيا، وينتشر في المناطق الصحراوية في العديد من البلاد العربية ويوجد في الأردن في مناطق الأغوار، ووادي رم ووادي عربة والصحراء الشرقية والعقبة.
يستعمل من نبات الحنظل جميع أجزائه، إلا أن المادة المستعملة في تخفيض سكر الدم هي البذور. ولنا تعليق على ذلك بعد قليل.
تحتوي ثمرة الحنظل على لب فيه المواد الفعالة من مواد راتنجية وقلويدات ومواد صابونية ومن أهمها مادة كولوسنثين colocynthin، و كولوسنثتين colocynthitin، كما يحتوي على قلويدات وبكتين ومواد صابونية أخرى.
يستعمل الحنظل كمادة مسهلة قوية، كما يدخل في تركيبات عشبية لعلاج الأمراض الروماتزمية وبعض الحميات.
وتحتوى البذور على زيوت بنسبة 15 ـ 20 % ، حيث يستخدم في علاج بعض الأمراض الجلدية وكطارد للعتة.
وكان الأعراب يستخدمون البذور في علاج الماشية المصابة بالأمراض الطفيلية، ويقوم بعض اهل السودان بتقطير بذور الحنظل بطريقة بدائية، فتخرج نتيجة لذلك خلاصة ممزوجة بالكربون تسمى(قطران الحنظل)، يستخدم في علاج الحيوانات، وبخاصة الابل من(الجرب)، و(القراد)، بجانب معالجة الجروح القديمة عند الإنسان.
كما تقوم نسوة في بعض القبائل باستخدامه لإضفاء السواد على شعورهن، وتأخير ظهور الشيب!!
للأسف لا توجد دراسات حديثة سريرية طبية عن نبات الحنظل، ومعظم المعلومات المتوافرة عنه هي من خبرات الشعوب و تراثها القديم، بالطبع نحن نحترم هذا التراث، ونستفيد منه كثيرا ولكن تبقى الفائدة محدودة بالخبرة المتناقلة، فتقوم الدراسات بوضع الكثير من النقاط على الحروف في هذا المجال.
ذكر في الطب القديم أن لب ثمار الحنظل وبذوره تستخدم كمسهل، ولكنها تحدث مغصا شديدا ونحن نفضل تناول نبات السنامكي بديلا أفضل وأكثر أما نا بحيث يضاف اليه شيء من الشبث، أو اليانسون أو الشمر، لتخفيف المغص المتولد عنه، كما ورد في الحديث النبوي: “عليكم بالسنا والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام، قيل: يا رسول الله وما السام؟ قال: الموت.” رواه الترمذي وابن ماجه.
كما ورد في التراث الطبي أن الحنظل مفيد في مرض «اللقوة» أي شلل الوجه – و«الفالج» – وهو الشلل الناتج عن جلطة الدماغ، وهذا يعني أن للحنظل فوائد منشطة للجهاز العصبي !! وحقيقة هذا أمر مهم جدا في حال ثبوته، لأن هذه المشاكل الصحية عجز عن علاجها الطب الحديث،
كما ورد ان نبات الحنظل يعالج أيضاً مرضى «الشقيقة» (الصداع النصفي)، كما أثبت نجاحاً في علاج مرض(عرق النساء)، وآلام المفاصل والظهر، والفخذ، وهذا يعني وجود مواد مسكنة قوية ومعدلة لعلل الأعصاب أيضاً.
الزيت المستخرج من بذور الحنظل يفيد في علاج بعض الأمراض الجلدية ومنها مرض الجرب، ويستخدم في طرد القراد العالق بجلد الحيوانات والمواشي الزراعية والطيور المنزلية.
يقول أبو داود في التذكرة :حنظل : هو الشري والضابي وباليونانية دوفوفينا، وقد يسمى أغريسوفس وحبه يسمى الهبيد، وهو نبت يمد على الأرض كالبطيخ إلا أنه أصغر ورقاً وأدق أصلاً، وهو نوعان : ذكر يعرف بالخشونة، والثقل والصفار وعدم التخلخل في الحب، والأنثى عكسه، وجملة الذكر والأخضر من الإناث والمفردة في أصلها رديء، يفضي استعماله إلى الموت، وهو ينبت بالرمال والبلاد الحارة، وأجوده الخفيف الأبيض المتخلخل المأخوذ من أصل عليه ثمر كثير المأخوذ أول آب إلى سابع مسرى بعد طلوع سهيل…(وسهيل هو نجم في السماء تعرفه العرب أيام الخريف).. ولم يخرج شحمه إلا وقت الاستعمال، وما عداه رديء وقوة ما عدا شحمه تبقى إلى سنتين، والشحم ما دام في القشر يبقى إلى أربع سنين وهو حار في الرابعة أو الثالثة يابس في الثانية، يسهل البلغم بسائر أنواعه، وينفع من الفالج واللقوة والصداع والشقيقة وعرق النسا، والمفاصل والنقرس وأوجاع الظهر والورك شرباً وضماداً، وطبيخه يطرد الهوام، وإن ملئت الحنظلة دهن زنبق بعد نزع حبها، وطينت بالعجين وأودعت النار حتى يحترق، ثم خضب به الشعر ثلاثة أيام وشرب على الريق في الحمام سود الشعر جداً، وأبطأ الشيب، وإذا دلكت به القدمين نفع من أوجاع الظهر والوركين، وأسهل كيموسا رديئا، وأوقف الجذام.
وقد وردت وصفات طبية قديمة تذكر دور الحنظل في علاج الأمراض النفسية، حيث يكمل دواود الأنطاكي قوله: (وكذا إن مليءء بماء العسل وغلي وشرب ورقه مع الأفتيمون والقرفة يستأصل السوداء، ويبريء الماليخوليا والصرع والجنون).
ويقول أيضاً: ورماد قشره يبرىء أمراض المقعدة ذرورا، وطبيخ أصله (جذوره) للاستسقاء، والرياح والدم الجامد وداء الفيل، و كأنما له خاصية إدرار البول، وتحسين الدورة الليمفاوية!!!
وسائر أجزائه تنفع من البواسير بخوراً والنزلات أكلا، وهو يضر الرأس ويغثي ويقيء ويسهل الدم ويصلحه اليانسون والملح الهندي والكثيرا والنشا.
ويقول ابن سينا كلاما شبيها فلا داعي للتكرار.