الزعرور
الزعرور نبات شجري ذو أوراق تسقط في الخريف، يصل طول الشجرة من 2-6 متر، كثيف التفرع من أعلى ساقه، شديد الصلابة، وله أشواك مدببة، وتحمل الأغصان باقات بيض من الأزهار الجميلة ذات رائحة عطرية، وثمار صفراء تميل إلى الحمرة تشبه ثمار التفاح الصغيرة، ينمو في المناطق الجبلية والغابات و في اربد وعجلون وجرش والسلط وعمان والكرك والطفيلة ومعان والزرقاء، فترة الإزهار من آذار إلى أيار.
النوع المستعمل طبياً هو الزعرور الشائك، أو ما يسمى بزعرور الأودية ويُعرف علمياً باسم Cratagus oxyacanthus، وهو من الفصيلة الوردية. أما النوع الموجود في الأردن فهو .C. aronia
الجزء المستخدم من النبات الأوراق والأزهار والثمار الحمراء.
في الزمان القديم لم يكن الناس يعرفون قيمة الزعرور، وكانوا يستعملونه لأموراجتماعية، وفي مناسبات الزواج، والرغبة في الخصوبة حيث كانت الوصيفات الاغريقيات يحملن باقات معطرة من الزعرور، كما كانت العرائس ينقلن أغصان الزعرور معهن.
والزعرور عشبة طبية مشهورة ذات قيمة عظيمة في علاج أمراض القلب، لذلك سميت “عشبة القلب”. كانت تعرف في القرون الوسطى، لاسيما عند الرومان والإغريق كرمز للأمل والسعادة والزواج والخصوبة، كان الرومان يضعون أوراق الزعرور في مهد الرضيع.
وكان الرواد الامريكان يستخدمون الزعرور في معالجة المشاكل القلبية، ومنها الذبحة الصدرية و مرض هبوط القلب الاحتقاني congestive heart failure، وقال العشاب البريطاني المشهور ديفيد هوفمان إن الزعرور هو أفضل منشط للقلب، ويمكن استخدامه بأمان تام لفترة طويلة في علاج ضعف القلب.
وفي ألمانيا حيث يحظى طب الأعشاب بمكانة مرموقة، يوجد نحو اربعين مستحضرا طبيا في الصيدليات يحتوي على مستخلص الزعرور لعلاج مشاكل القلب، وحسب قول الدكتور رودلف فرينز ويس : ان الزعرور هو أحد ادوية القلب الأكثر شعبية في المانيا.
و يستخدم الزعرور في الوقت الحاضر لعلاج اضطرابات القلب ودوران الدم خصوصا الذبحة الصدرية. يعتبر العشابون الغربيون نبات الزعرور غذاء للقلب، يزيد تدفق الدم إلى عضلاته ويعيد الخفقان السوي إلى القلب. وقد أثبتت الأبحاث الحديثة هذا الاستخدام.
المحتويات الكيمائية لنبات الزعرور:
يحتوي الزعرور على فلافونيدات حيوية أهمها الروتين والكويرستين وتربينات ثلاثية وجلوكوزيدات سيانوجينية وامينات وكومارينات وحمض العفص.
ماذا قالت الأبحاث الحديثة عن الزعرور؟
يقول فارد تيلر أستاذ العقاقير الأمريكي إن نبات الزعرور ذو قيمة عظيمة في علاج القلب حيث ينشط القلب دون اضرار جانبية. وفي دراسة أجريت على 120شخصاً مصابين بقصور القلب الاحتقاني، حيث اعطوا صبغة الزعرور وآخرين أعطوا علاجاً آخر بديلاً للزعرور، كانت النتيجة أن المرضى الذين تعاطوا صبغة الزعرور سجلوا نتائج جيدة وواضحة لوظيفة القلب، وبدا المرضى في تحسن كبير من ناحية اللهاث وضيق النفس.
ويقول الدكتور ويس: أن التأثير العلاجي للزعرور ليس لحظياً بمعنى أنه لا يشفي حال استخدامه، لكن الشفاء يحتاج إلى وقت طويل من استعمال هذا العشب.وتعود فائدة نبات الزعرور إلى الفلافونيدات الرئيسية فيه، فهذه المكونات ترخي الشرايين وتوسعها، خصوصا الشرايين التاجية، وذلك يزيد تدفق الدم إلى عضلات القلب، ويخفض أعراض الذبحة الصدرية. والفلافونيدات الحيوية مضادة قوية للأكسدة.
إن الزعرور ليس علاجاً قيماً لفرط ضغط الدم فحسب، بل يرفع أيضاً ضغط الدم المنخفض، حيث وجد العشابون الذين يستخدمون نبات الزعرور أنه يعيد ضغط الدم إلى حالته السوية. كما وجد أن الزعرور يقوي الذاكرة إذا أخذ مخلوطاً مع نبات الجنكة، حيث يعملان على تحسين دوران الدم ضمن الرأس ومن ثمَّ يزيد كمية الأكسجين في الدم.
هل يوجد مستحضرات من نبات الزعرور؟
نعم يوجد عدة مستحضرات على هيئة أقراص وكسبولات ولها جرعات محددة، ومستحضرات الزعرور تباع في الصيدليات وفي محلات الأغذية الصحية التكميلية.
هل للزعرور أضرارا جانبية؟
يعتبر الزعرور من الأدوية الآمنة التي لم تظهر أية أعراض جانبية، لكن على مرضى القلب عدم استخدام أي مستحضر من مستحضرات الزعرور إلا بالتنسيق مع الطبيب المختص، لأن هناك تداخلات دوائية عشبية بين الزعرور و بعض أدوية القلب، فهو يقوي مفعول دواء القلب المعروف Digoxin، مما يؤدي إلى مشاكل صحية غير حميدة .
كما تشير الدراسات إلى احتمالية زيادة مفعول عدد من الأدوية الأخرى: مثل خافضات الضغط من نوع beta-blockers، مثل التينورمين ، وخافضات الضغط من نوع calcium channel blockers Theoretically,
such as verapamil, nifedipine , and diltiazemوموسعات الشرايين التاجية مثل الايزوزوربايد ، ايزورديل.
المحتويات الفعالة في الزعرور:
يحتوي الزعرور على فلافونويدز مثل vitexin, rutin, quercetin, and hyperoside، و مواد أخرى عديدة ، وتتوافر مستخلصات مقننة من الزعرور بتركيز متفاوت حسب ماد الفلافونويدات. وتشير الأبحاث إلى أن للزعرور دورا مهما في زيادة قوة ضربات القلب وتحسين فترة الاستراحة القلبية، وتزيد من تدفق الدم في الشرايين التاجية، وتخفض استهلاك الاكسجين، كما تشير الدراسات إلى أن الزعرور يزيد نفادية عضلات القلب للكالسيوم. كما تشير بعض الدراسات ان للزعرور دورا في تهدئة ضربات القلب غير المنتظمة antiarrhythmic activity ، مع توسيع الشرايين الطرفية peripheral vasodilation .
طريقة الاستخدام : تنقع ملعقتين صغيرتين من أوراق الزعرور المسحوقة، أو من ثماره المدقوقة لكل فنجان من الماء المغلي ويترك المزيج منقوعا لمدة 20 دقيقة من مرة إلى مرتين يوميا فقط.
هناك استخدامات أخرى للزعرور مثل تهدئة الأعصاب وتخفيض الكولسترول والدهنيات في الدم، كما يعتبر مدرا للبول ومضادا للمغص ومنشطا لإفرازات المعدة .
كما يستعمل موضعيا للقروح والجروح على شكل لبخات وغسول للفم، وضد تقرحات البرد، و يدخل في صناعة بعض أنواع الكيك والحلويات.