اصحاب المهدي افضل الأصحاب
إن لكل ولي من أولياء الله تعالى انصار واعوان قاتلوا معه في جهاد اعداءه فأصحاب الرسول من خيرة الأصحاب ولكنهم لا يصلون إلى درجة اصحاب الحسين (ع) واصحاب الإمام الحسين خيرة الأصحاب ولكنهم لا يصلون إلى منزلة اصحاب المهدي (ع) والتفاوت هذا في الدرجة والقرب من الله تعالى يكون بسبب الضرف الذي يمرون به هؤلاء حيث كلما كانت الفتنة أشد كان الأجر اكثر والقبول الإلهي أوسع وبالتالي تكون الدرجة ارفع فمن قاتل اعداء معلنين ليس كمن خفي عليه من هو عدوه فعلاً .
اصحاب الحسين (ع) افضل من اصحاب الرسول محمد (ص)
بالرغم من ان اصحاب الرسول (ص) تحولوا من الشرك إلى الإيمان ومن عبادة الحجر الذي يرونه بأعينهم إلى عبادة الله الذي لا تدركه الأبصار ومن تقاليد واطباع كانت سائدة عندهم إلى تغيير جذري في اكثر التصرفات والمعاملاة وهم ايضاً من هجروا الآباء والأبناء والأخوان والزوجات وتركوا بلادهم وبيوتهم عرضة للخراب وتحملوا العذاب والتعذيب إلى ان قوي الإسلام واستقرت دولته فكيف يكون من لاقى كل هذا بدرجة اقل من اصحاب الحسين الذين اصبحت منزلتهم افضل منهم ؟
إن المسلمين الأوائل كان عدوهم اناس مشركون يعبدون الأصنام وهم على حال واضحة من الشرك والكفر فعندما قاتلوهم كان الأمر جلي ليس به خفاء لذلك قال الحسين (ع) (..... ليس هناك اصحاب خير من اصحابي ولا اهل بيت خير من أهل بيتي ) فأصحاب الحسين(ع) كان الأختيار عليهم صعب جداً لأنهم وقفوا في قبال اناس يدعون إنهم مسلمون موحدون مصلون وكان عليهم قتالهم حتى الموت الأمر الذي سقط بسببه الكثير من الناس فقد وقفوا حيارى مع من يقفون مع الحسين (ع) الذي هو ليس الخليفة المنتخب من قبل الناس بل هو ابن بنت رسول الله وذو مكانة عند الله أم يقفون مع الخليفة الذي انتخبه الناس وصار حاكماً عليهم مع ما به من انحرافات .
إن ألكثير من الذين زحفوا مع جيش زيد الملعون ضد الحسين(ع) هم ممن قاتلوا تحت راية الإمام علي (ع) في حروبه الداخلية ضد الخوارج واصحاب الجمل وصفين ولكنهم الآن في صدد قتال ولده الحسين(ع) .
لقد راقت لهم الدنيا بعدما ملوا الحرب مع علي وأولاده حيث لا عطاء مفرط تمتلئ منه الجيوب ولا تخمة بل مساواة بين الكل وهذا ما لا يريده هؤلاء الدنيويون فقرروا قتل الحسين ليتحول الأمر إليهم ويتقاسمون مع يزيد البلاد والعباد .
والدليل على ان الاختيار لم يكن سهلا وقوف الحر ابن يزيد الرياحي محتاراً مع من يقاتل واصبح يرتجف مثل السعفة وعندما سأله احدهم ما بك ترتعش والله لو سألوني من اشجع اهل الكوفة ما عدوتك فقال له الحر والله اني اخير نفسي بين الجنة والنار فالأختيار كان صعباً على الذين صمدوا وبقوا على موقفهم المناصر للحق .
اصحاب القائم (ع) هم خير من اصحاب الحسين
بشهادة ما جاء في بحار الأنوار ج52 ص122 عن يحيى بن أبي قاسم قال : سألت الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام ) عن قول الله عز وجل { ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب } فقال المتقون هم شيعة علي (ع) والغيب فهو الحجة الغائب .
وقد جاء في السنة ما يؤيد أن اصحاب المهدي افضل الأصحاب .
بصائر الدرجات عن النبي (ص) قال رسول الله ذات يوم وعنده جماعة من اصحابه اللهم لقني اخواني مرتين فقال من حوله من اصحابه نحن اخوانك يا رسول الله فقال لا انكم اصحابي واخواني قوم من اخر الزمان امنوا بي ولم يروني لقد عرفنيهم الله بأسماءهم واسماء آبائهم من قبل ان يخرجهم من اصلاب آباءهم وارحام امهاتهم .
وقوله (ص) لقد عرفنيهم الله تعالى باسمائهم واسماء آبائهم دليل على إنهم افضل ولقد وعد الله تعالى بهم المهدي(ع) وهم في الأصلاب لينصروه .
وجاء في قول آخر للرسول (ص) في مدحهم ووصفهم بأنهم احبابه (ص)
فقد ورد في كنز العمال عن أنس قال قال رسول الله (ص) متى ألقى اصحابي متى ألقى احبابي فقال بعض الصحابة أوليس نحن احباؤك قال انتم اصحابي ولكن احبابي قوم لم يروني وآمنوا بي أنا إليهم بالأشواق .
وقوله لعلي عندما ارسله إلى اليمن : يا علي إن افضل الناس إيماناً واعجبهم يقيناً قوم يكونون في آخر الزمان لم يروا رسول الله وحجب عنهم الحجة فآمنوا بسواد على بياض .
والسبب في الأفضلية هو كون هؤلاء الأصحاب سوف يكون الأختيار عليهم اشد ما يكون لأنهم سوف لن يقاتلوا مسلمون فحسب بل سيقاتلون اناس في ظاهرهم مسلمون موالون يقولون بالأئمة والولاء لهم والأكثر من ذلك ينادون يا مهدي .
إن اصحاب المهدي عليهم معرفة إمامهم الذي لم يروه من قبل بل يعتمدون اوصافا وعلامات من خلال ما لديهم من روايات كذلك يعتمدون على قلوبهم التي سوف ينورها الله ليعرفوا مولاهم و إمامهم المهدي (ع).
وهذا أشد الأختبارات فإذا نجحوا به اصبحوا قد قطعوا شوطاً كبيراً من الأختبار ويبقى عليهم تحمل السير مع المهدي (ع) وهل تعلمون ما هو السير معه(ع) هو اشد صعوبة من كل الماضين من الرسل والأولياء والصالحين لأنه يقوم غاضباً ولا يقبل التوبة حتى يقتل الكثير من الناس فيقول الناس هذا ليس من آل محمد ولو كان من آل محمد لرحم إضافة إلى تحمل أمره الذي يكون على مثال سير موسى (ع) مع الخضر (العبد الصالح) عندما لم يتحمل موسى ما قام به الخضر (ع) مع انه من أولي العزم من الرسل فكيف بمن هو أعلى مكانا من الخضر وامره اكثر شدة واتساعاً ولا يكون تحمله(ع) إلا من خلال التسليم المطلق والحب في الله والبغض في الله واحاطتنا بما سيقوم به من افعال من خلال الروايات والتفكر بها حتى تكون لدينا ولو جزء يسير من الأستعداد لتحمل امره (ع) وقد ورد : ( من تمنى القائم فليتمناه بعافية من دينة )