كالمعتاد .في كل جمعة يخطب الشيخ . خطبتين احدها سياسية والاخرى دينية اجتماعية .لايهمنا من السياسية .فاننا ننزل من سيء الى اسوء.
من حيث ولاواحد بالبلد طبّق للشيخ .بكيف الوقاية من تحريف الساسة للقانون وتسييره حسب مايشتهون .
وحتى في اتباع الدين بالصورة الصحيحة .ايضا لانطبق الا ماتمليه علينا الاعراف والقوانين الوضعية .
كنت انا من الذين يحضرون كل جمعة خطبة الشيخ المغفور له .
اتذكر كانت خطبته الاخيرة .الاجتماعية الممزوجة بالدينية عن الحجاب والسفور .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
في يوم من الايام .حين ماكنت في اوج مرحلة المراهقة .
كنت امشي في احد شوارع المنطقة (الحارة) اتذكر كان وقت الضحى .ولااتذكر اين كنت قاصد لكني اتذكر كنت هناك في ذاك الشارع اسير .؟
وانا امشي .رأيت فتاتان واقفتان على احد ابواب البيوت من الشارع .
انهن محتشمات بشكل مرضي .
طبعا كنت مراهق وعندي شيء من الحماقة الطبيعية التي تلازم ذاك العمر .
فكنت لااعير أهمية الى كل منظر امامي الا الى منظر فيه بنت .اروح ارسل نواظري واود ان اشلعها من المقله وارميها داخل المنظر الخاطف من امامي .
وحينما اقتربت من تلك الفتاتان . فصادفت ضربة هواء خاطفة قوية وسريعة .
وهذة الفتّالة من الهواء رفعت ثوب احداهن بسرعة مذهلة ومفاجئة .
صرخت البنت واستحت وسرعان مامالت بكل ثقلها على الجهة التي رفعت الرياح منها ثوبها .
الا ان المصيبة .
فأني رأيت الجزء التي كشفته الرياح .الصراحة انه لاشيء مجرد الساق وقليل جدا من الاعلى . ومالمشكلة .
انه حادث طبيعي حادث عابر .
البنت محترمة .سابقت الريح بتصليح الموقف وعاد كل شيء الى مكانه . وعدّت القضية على خير وانتهى الامر .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
اما انا . فالامر لم ينتهي ولم يمر على خير بالنسبة لي لانني مراهق احمق ولربما يسموني في البلاد الاخرى محروم .ولوقال لي احدهم من قبل انت محروم سرعان مااأصدقه .والحقيقة هي العكس .فهوالمحروم وانا الملك .لانني اعيش في مدينة بناتها محشومة وحشمتها تشبعنا آمال واحلام طيبة .
وبالاخير وان حصل احدنا على زوجه منهم .فأنه وصل الى غاية الهدف باللذة والارتخاء والفخر .
انه يشعر امتلك ورده لم يشمّها شخص اخر .اما الغربي فأنه دائما يحضر اخر الزوار ويكون قطفه لوردة آيلة للذبول من كثر ماشممها الناس من قبله .
اذا هوالمحروم وانا المتأمل .والامل افضل مافي الحياة .؟
ــــــــــــــــــــ
منظر البنات والرياح لم يمر بسلام عليّه .
تمرمرت تدمرت تبهذلت .طاح حظي بالمعنى الكامل للعبارة .
انها حركة لاارادية وخاطفة .تغيّر من احوالي النفسية بشكل لاتفسير له .
حيث اني بدأت اتمرد على ابي وامي واعتزلت اصدقائي .
بالاحرى اعتزلت الناس اجمعين .رحت ابحث عن اي مكان اختلي بهِ لحالي .
لاشيء في بالي ولافكرة سوى ذاك المنظر اللعين . قبح الله تلك اللحظاة ولابارك الله بمشوار مثل ذاك ولعن الله الشيطان الرجيم .
ـــــــــــــــــــــــ
رحت افكر واتمنى ان اكون ابن لابوين غربيين . كرهت العرب اجمعين وافكارهم حتى صرت اتمنى احارب الدين وافكاره لانه يأمر بالحشمة والشرف ويطالب بتوثيق الثقة والامانه .وانا انقلبت احوالي وصار فكري يقول لي .
ان الشرف والاخلاق والحشمة لاتنفعك اليوم وانت في هذة الحالة ينفعك التسيّب والملاهي والخمور والتعرّي على البحر .
ثم تمنيت ان اعود الى عصر الجاهلية .حتى سلمت امري للواقع هذا مااعتقدته .
وهو ان اخرج من البلد الى بلاد الغرب وانقلب من مسلم الى مسيحي .حيث ان المسيح اراهم على الشاشة نساء رجال وهم عراة على البحر .ثم افضي الى نتيجة مااتعبني . لاشيء اتعبني سوى ذاك المنظر الخاطف العابر .
احمق ويفكر .
كنت انا .؟
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
انني ترعرت بين عائلة دينية محتشمة ربّوني وعلموني على ان اغض النظر عن كل نساء العالمين .وخاصتا بنات الجيران .وانا اصغي لهم وشربت تعاليمهم حتى صارت تسري بدمي .
وعندما صادفت ذاك المنظر اللعين .تفاجئت انصدمت .ونتيجة الصدمة وتعاليم الاهل والدين .اصبحت صراع لارادع له سوى البحث عن مخرج اوقرار .
اما اتبع نفسي فاقلب الموازين على عقب وارتكب جريمة .
واما اتبع عقلي واعود الى الصواب والطريق الصحيح .
ــــــــــــــــــــ
عندما كبرت وتجاوزت مرحلة المراهقة فصرت كل مااصفن اتذكر شريط حياتي وانسى اواتناسى كل جميل واركّز على اخطائي .
وعندما اتذكر ذاك المنظر وماتبعه من تعب نفسي وصراع ذهني .اروح اشكر الله واحمده واترحم على امي وابي واصلي على النبي واله وصحبه .لتثبيت الدين العظيم لانني لو لم اكن من هذة الملّة ولولم يعلموني والديه على الاحترام والتجنب وغض النظر .لارتكبت جريمة في ايامها .جريمة لاتغتفر .فياترى كيف الخلاص من هذة الغلطة لو ارتكبتها .
انني ارى كل اخطائي يغفرها الله بسهولة لاني لاآتي بمثلها وهي هينه .
فياترى كيف لو تبعت نفسي وشهوتها واخطأت ايامها مع من رفع الريح ثوبها .
يكون خطأ من النوع الثقيل لاني اشرك احداً اخر بخطأي .
ولكني تراجعت من خلال نعمة وصايا الدين الاسلامي ومن خلال الطريق الصحيح فاختم بفكري بالحمد والشكر الى الله وحده لاشريك له .
ـــــــــــــــــــــــــ ــ
اتذكر وانا احمل تلك الافكار المتعبة في ايام مصادفتي الى ذاك المنظر الخاطف .
ذهبت الى الجامع لاسمع خطبة الشيخ .من حيث انني معتاد الى ارتيادي الجامع كل يوم جمعة .
فقال الشيخ
ايها الاخوة . ان الحياة خير وشر .حق وباطل .واين مايوجد الحق يوجد الباطل بقربه ويوازيه .والله اخبرنا بكتابه فأن الاكثر بالدنيا هم للحق كارهون .
ومن هذا المعنى .
آخذ لكم موجز عن الصراع النفسي .الصراع الذي ينفرد بهِ الشخص وحده ويتعذب به وحده .فأن لم يكن له رادع .لربما يؤدي به الى ارتكاب الفواحش ثم ينتهي ويكون من اللذين ذكرهم الله بكتابه .بالمغضوب عليهم ونعوذ بالله من ذلك .
فأفرض لكم .
فرضا احد ما قتل شخص عزيز عليك .طبيعي القضية تتصاعد ثم تنتهي بدفع الديّة والتصالح وتسيير الامور بشكل طبيعي مثل ماكانت .
الا انك الوحيد أي قريب جدا من المقتول وتحبه بشكل لامحدود .تبقى حسرة في نفسك حرقة بفؤادك على حبيبك المفقود الى الابد.
وعندما يراك الناس حزين يعرفون انك حزين لفقد الحبيب .وهذا ايضا شيء شرعي ومن الممكن علاجه .
لكننا في مشكلة لاخلاص لنا منها وهي السفور التي تخرج مفاتنها وخاصتا في مجتمعنا المحتشم .
ياترى كيف نعالج الفتى المراهق الذي يصيب نظره جزء من مفاتن امرأة نصف عارية .
عندما يحزن ويأسى وينزوي بحاله ويدخل في دوامه من التفكير الموحش والفارغ من المعنى .فلو سألناه مابك منطوي على نفسك .يخجل ان يجيبنا بالصحيح وان تركناه يروح يتعذب . هذا هو الشر وهذة المصيبة القادمة الينا .
ـــــــــــــــــــــــ
عندما تكلم الشيخ بهذا الموضوع .
الناس وجوهها غائمة وانا ابتسمت واستحيت وكأنه يعرف مافي داخلي .
ثم استمر يتكلم فوصل الى مرحلة على ان .من الممكن ان يتمنى شبابنا ينتموا الى دين اخر من اجل اشباع رغباتهم .
هو لما قال ذلك . راسا ضحكت بصورة لاارادية .
لكزني صاحبي من بجانبي ارادني اسكت .لكن ضحكت بصوت اعلى .لكزني الاخر من جانبي الاخر من اجل ان اسكت .فضحكت باعلى صوت .حتى الشيخ ترك خطبته وراح ينظر لي وهو يبتسم .
فضحكت وسكت الجميع وضحكت باعلى ثم ضحك الجميع لضحكي .ثم ضحكت وتمددت وسط الناس وانا ارفس برجلية واضحك .
ترك الشخ خطبته وغطّى وجهه وراح يضحك وعندما راى الجميع الشيخ يضحك فضحكوا جميعا .
ولم يخلصوا الا طردوني من الجامع .وانا يدي على بطني وعيوني تهل بالدمع الغزير وخرجت اضحك بشكل جنوني .
يتبع