المولود الجديد ضيف جميل على البيت.. لكن وجوده يُحدث -أحياناً- ربكة وقلقاً للآباء، خاصة إذا كان الطفل الأول، ومع انعدام الخبرة والرغبة في توفير كل سبل الراحة والأمان للرضيع، نجد الآباء يجربون عدداً من التجارب والوصفات التي سمعوها من دون التفكير بمدى مناسبتها للطفل أم لا.. من هنا يتربى الرضيع على عادات سيئة، يدفع ثمنها الأهل، وتكبر مع الرضيع حين يشبّ. الدكتور إبراهيم شكري، استشاري طب الأطفال، يحدثنا عن بعض هذه العادات السيئة للرضيع، والتي اعتبرها من المشاكل، ووضع لها الحلول.
1- مشاركة الأبويْن السرير
نوم الرضيع وسطهما من عادات الرضيع السيئة، حيث إنها تمده بالاطمئنان والهدوء.. وقد يستيقظ بمجرد مغادرة الأم السرير، حيث يتعود الطفل في أول شهوره على وجود الأم بجانبه وقت النوم.. وهزّه إن بكى، أو السير به، أو إرضاعه بشكل مستمر طوال الليل؛ حتى يغرق في نومه، وهذه العادة مجهدة للأم، وخطر كبير على الرضيع؛ فهو بصغر حجمه ووجوده بين الوسادات والأغطية الثقيلة؛ معرّض للاختناق، والأبوان المرهقان قد لا يشعران بطفلهما أثناء
تعبهما، مما يُلحق بالرضيع الضرر من دون قصد، لذا عليكِ بتدريب طفلك على النوم بسريره خلال ستة الأشهر الأولى.
2- اعتماد الرضيع على "اللهاية"
حيث تستعملها الأم في تهدئة رضيعها قبل النوم، مما يؤدي إلى استيقاظه صارخاً باكياً فجأة، في حالة عدم شعوره بها داخل فمه، وأمام هذه العادة السيئة؛ يُنصح بتجنب إعطاء الرضيع "اللهاية" قبل أن يتم 6 أشهر؛ حتى لا يرفض لبن الأم، إضافة إلى أن "اللهاية" قابلة للتلوث، فتكون مصدر ميكروبات لفم الرضيع، كما تؤدي أحياناً إلى تشويه في الفك العلوي والأسنان، وتسبب للرضيع غازات بسبب دخول الهواء.
هناك طرق أخرى لتهدئة الرضيع غير "اللهاية"؛ إذ يُمكنك تغييرُ وضع جسم الرضيع، وإعطاؤه ماء، وتدليك ظهره، أو مسك يده، أو تخليصه من الغازات التي تضايقه، وإذا كان الغرض منها إشباع غريزة الرضيع في المص.. فمن الممكن أن يلجأ إلى يديه؛ فيمص ظهر اليد، أو أصابعه، أو إبهامه.. تجنبي بقدر الإمكان استخدام " اللهاية".
3- عدم انتظام الرضيع في النوم
قلق نومه، نهاراً أو ليلاً، من عادات الطفل السيئة، والمعروف طبياً أن انتظام نوم الرضيع يبدأ من سن ثلاثة أشهر حتى 6 أشهر، وهي ليست قاعدة.. فقد يتأخر انتظام نومه عن هذه المدة، وقد
ينام الرضيع ساعات طويلة ليلاً وساعات أقل خلال النهار، أو قد ينام بشكل متقطع.. ويرجع السبب في ذلك إلى تأخر أو قلة حركة الرضيع، خاصة لو كانت سنه تسمح بممارسة بعض الأنشطة البسيطة واللعب، مما يؤدي إلى عدم تفريغ طاقته خلال اليوم، كما أن شعوره بالغازات والانتفاخات التي تسبب له المغص؛ تشغله عن النوم الطويل.
ينام الرضيع بعد الولادة من 16-20 ساعة، ولكن تأكدي من عدم إصابته بالصفراء أو العدوى، التي قد تسبب له الشعور بالخمول، خاصة بعد عملية الختان أو الطهارة، هنا عليكِ بالحرص على اتباع روتين يومي للرضيع، يتضمن حماماً دافئاً، وتدليكه؛ ليشعر بالاسترخاء،
وعدم وضعه على السرير الخاص به إلا بعد 30 دقيقة من الرضاعة، واجلسي بجانب السرير، واتركيه يساعد نفسه على النوم بهدوء.
4- يبكي الرضيع عند ابتعاد أمه
أعطيه الفرصة ليتعامل مع مشاعره.. فقد يكمل نومه بعدها.. فلا داعي للتسرع في الاستجابة، واكتفي بالتربيت برفق على ظهره دقائق قليلة، وتعرفي على أفضل وضعية لنوم طفلك، واستخدمي الأضواء البيضاء التي تساعد على النوم، وما رأيك في وضع شيء ترتدينه مثل: بلوزة، أو جاكيت خفيف، أو شال؛ ليتمكن الرضيع من
شم رائحتك والشعور بالاطمئنان بأنك بجواره طوال الليل؟ وحتى لا يعتاد سرعة الاستجابة؛ فيستخدم البكاء وسيلة للضغط عليكِ.
5- حمل الرضيع وعادة" الشيل والهز"
حنان الأم من المستلزمات الأساسية لانضباط الطفل واستقراره، إضافة إلى حاجته إلى فترات ثابتة من النوم والراحة، والرضيع يحصل على الحنان بالرضاعة والمداعبة والحمل.. وهو ليس ممنوعاً، ولكن على الأم ألا تعوّد رضيعها من أول يوم أن يستجدي الحمل ويطلبه عن طريق البكاء؛ بمعنى ألا يقترن الحمل في ذهن الرضيع بالبكاء، بل العكس؛ وهو: أن يقترن الحمل بالهدوء والسكوت.. وعلى الأم البدء في تطبيق هذه النظرية بعد الأسبوع الأول خلال فترة التأقلم قبل الانضباط، فإن أتقنت تنفيذها؛ بكّرت بحلول فترة الانضباط والاستقرار.
عليكِ تنظم ثلاث فترات ثابتة لرضيعك، تحملينه فيها، وتغمرينه بحنانك بين ذراعيك؛ لتوثيق أواصر الارتباط الطبيعي بينكما، وللعلاقة السامية التي تربطكما.. هيا ضميه إلى صدرك، وأحيطي جسمه بذراعيك، في الأوقات التي تلاحظين فيها أن طفلك في حالة تؤهله لاستيعاب حنانك وتذوقه؛ أي وهو مستيقظ بعد إتمام رضعته وهضمه لها، وإتمام غيار حفاضاته وفي أثناء سكوته لا وهو يبكي، وتعودي أن تتمالكي أعصابك، ولا تحمليه عندما يبكي؛ فيربط بعد ذلك ارتباطاً شرطياً بين الحَمل والهدوء.
"هز الرضيع" ليهدأ أو لينام خطأ كبير، ومن العادات السيئة التي يتعود عليها الرضيع؛ فهي تسبب له القيء، صعوبة في التنفس، الإحساس بالنعاس، الكسل، وفقدان الوعي، كما يتسبب في شحوب الجلد أو زرقته، كما أن هناك خوفاً من أن يؤدي الهزّ العنيف للطفل إلى تلف الدماغ أو الإصابة بالعمى.
عادات يكتسبها الرضيع لراحته
وهي نابعة من إرادته... فالرضيع لا يستطيع إجبار أمه على البقاء إلى جانبه، أوالاستمرار في احتضانه.. مهما وفرت له من راحة، وهي عادات تعطيه الإحساس بالاستقلال، وتوفر له الأمن والاستقرار.. وأغلبها يعتاد الطفل على ممارستها لغرض النوم، ولكن الإفراط فيها والاعتياد عليها تجعله معزولاً وغير متفاعل مع من حوله، وتنبئ بحالة من الاضطراب النفسي، مثل: مص الأصابع، وهي عادة شائعة، فالطفل يمص إصبعه بدلاً من البكاء، ويحصل على الراحة في عدم وجود الأم.
وأحياناً يلجأ الرضيع إلى الحركات الإيقاعية؛ من أجل إراحة نفسه وتهيئتها للنوم؛ كـ"لمس" الأذن، لمس الشعر، وهز الأيدي والأرجل، وضرب رأسه في السرير، أو يقوم الطفل بضم بعض الأشياء الطرية القوام، أو حضنها قبل الخلود إلى النوم، وقد تستمر هذه العادات مع الطفل خلال السنين الأولى من العمرويتخلص منها الطفل تلقائيا عندما ينشغل بالمدرسه ..