كان ولازال .كلام ومشاعر .مرة يتفقان ومرة يتناقضان .
احدهم يمدحك تشعر بارتياح . اويشتمك تشعر بأختناق . هكذا الوجود وهكذا المطلوب منا .
حتى في يوم القيامة .قيل انك اشد ماتحاسب عليه هو الغيبة اكل لحم اخيك في ظهر الغيب .
البهتان الكذب التشيدق .والمدح والشكر والحمد .كلام اما تعاقب عليه .واما تجازا بالخير ايضا عليه .؟
ــــــــــــــ
كل بلد عربي .لابد وان فيه كبيرين.احدهم رسمي حكومي يتعامل بمنطق وضعي يأمر وينهى على الارض.
والاخر .ديني روحي .يتكلم بما يليق بك حينما تصعد للسماء .
ولهذا يكون التقدم بالتحضر بالنسبة لنا .خجول .؟
لاننا نعيش تحت رأيين متناقضين نوعا ما. ولايلتقيان الا بشيء لربما يشوبه النفاق او مانسميه تسهيل امر وعبور بعض المطبات في الحياة اليومية .
وكل منطقة من البلد لابد وان هناك شيخ كبير .هنا هي المؤسات وهنا تتألف المتناقضات .
فشيخ المنطة له اراء احيانا لاتشابه شيخ المنطقة المجاورة .اوربما تشط بعيدا عن رأي شيخ البلد الكبير .
يبقى التصديق والتسليم لامر شيخ المنطقة والمنفرد بأرائه اوشكل تعبيرة يعتمد على ماموجود في داخلك . كيف ذلك .
مثلا .
يتكلم الشيخ عن الطنطل .الجني .وكيف يدخل بالانسان وكيف يخرج ومتى يلاقيك وكيف تتجنبه .
فلايصدقه الجميع .ولربما انت منهم .اي من غير المصدقين بترهات الشيخ .
لانك تسمع كثيرا عن هذا الجن اللعين .ولكن لم تحظى بلقائه الغير مشرف .
ثم تسال .كل من حولك .ياترى هل صادفك جني على طول حياتك .الجواب كلا ثم كلا .اذا يكون كلام الشيخ .لايعنيك ولاله معنى بالنسبة اليك .
اما في حاله اخرى .
مثلا .تمشي اوتعيش في بيت وحدك وفي نصف الليل تفيق فتترائى لك صغار اشجار البيت اشباح وصوت صفير الرياح .ككلام مبهم .وحتى الورود كأنها مخلوقات اكبر من العصفور اصغر من الصقر .وحتى اواني المطبع كأنها عيون لمخلوقات غريبة .
في هذة الحالة .تكون مصدقا الى كلام الشيخ وان كذبه الجميع .
والحقيقة لاكلام الشيخ صحيح ولاتلك الاشياء اشباح .
انما انت جبان وارتعش قبلك من الخوف لانك كنت وحدك في تلك اليلة.ومع الشيخ وجدت تبريرا لذاك الموقف الذي كنت فيه منكسرا .؟
ـــــــــــــــــــــــــ
كلام ياجماعة .كله كلام . حتى المبادئ يثبتها الكلام .ويخترقها الفعل الملموس .
يقول لك احدهم .ان لحم الغزال دواء فيه شفاء .يبقى هذا الوصف من الكلام عالق في ذهنك متمسك به .حتى تعلم اولادك عليه على اعتبار .انه دواء فلو حظى احدهم بشريحة من لحم الغزال لايفرط بها نعم لانها دواء .هذا كلام .؟
في يوم من الايام يقدمون لك طبق من لحم الغزال .يصادف غير ناضج وتشم منه رائحة عفنه .ولربما ترى بعض الغدد الصغيرة المكروهه في ذاك الطبق .
تلعب نفسك .تتذكر ذاك الكلام وتقارن بين الفعل والكلام .
فيخترق الفعل ذاك الكلام المسلّم له .
ــــــــــــــــــــــــ
كانت اشياء كثيرة في رأسي كلها كلام في كلام .
عن السافرة وعن الحجاب . الحجاب تربيت معه عاصرته حتى صرت استسيغ منظره ولااعرف اتصور اليوم الذي اعيش ولاارى الحجاب على رأس اوصدر أمرأة .
اما السافرة .كنت اسمع عنها واعرفها كما اعرف الغزال .
معرفتي بالغزال .بالصور فقط عمري مانظرت الى غزاله ولو عن بعد كيلو متر من مساحة الارض بيني وبينها .
انما صور من بعيد وكلام كثير عنه .؟
ـــــــــــــــــــــــــ
شيخ المنطقة .لم يدرس لغة .ادب نحو.رياضيات .ولم يدرس في مدارس الدين العليا ولكن نحمد الله ونشكره انه يقرأ ويكتب .وهذة الاخيرة تعرفه بالقرآن الكريم .
الشيخ .
كان صادق وشريف الا انه يفسر الاشياء كما يتصور وهذا غير صحيح اولربما هو الصحيح وانا لااعرف .
كان يقول ويفصل مابين الحجاب .والسفور .
فيضع المسافة مابينهم بلاحدود ولالقاء في نقطة ابدا .لااعرف هل هو محق ام كان كلامه بعيد عن مايريده الله وملائكته .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
لنترك الشيوخ وارائهم .
متعب انا اشعر بتعب عجيب لم يمر عليه تعب مثله .
انني لازلت شاب لم اصل حتى الثلاثين فمن اين جاء هذا التعب المهلك .
تذكرت مدينتي الجنوبية وتذكرت قريتي وتلك النسائم العذبه تذكرت تلك الارض المفروشة بالاخضر وحتى .تذكرت معاه الخراف واصوات الديكه وعراك العصافير على شجرة النبق والبمبر والتكي .تذكرت اصدقائي .
وتذكرت ديني .ثم راجعت نفسي محاولا ان اتذكر كم صلاة مطلوب من يوم دخولي العاصمة الى هذا اليوم .وقررت ان اعيدهن .؟
وانا في تلك الدوامة من التفكير. والارهاصات مابين التفكير بلفت نظر امرأة ام لفت نظر الملائكة من حولي .
كنت جالس على كرسيي في العمل .في الساعة العاشرة صباحا .حيث كانت الشمس ترسل خيطا ذهبي رفيع من النافذة الى جهة احد الكراسي الفارغة من امامي .
وانا صافن ونظري اتجاه ذاك الكرسي وتلك المنضدة .
جائت احداهن تحمل بعض الاوراق وكانت مشغولة بقرائتهن لااعرف مايحملن في طياتهن .لايهمنا هذا .
المهم .
انها جلست .كان شعرها الاسود منسدل على كتفيها .وتلبس قميصا ابيضا ..جلست مقابيل نظري مباشرة
جلست وحنت رأسها للاسفل .تتطلع باوراقها
كان خيط الشمس الذهبي يضرب على جمالها القرمزي.
كان لون بشرتها عراقي خليجي تجانس مع لون الشمس الذهبي النتيجة نار لهيب في قلبي ثم عدت من دون شعور الى مخالفة الشيخ اوالشيوخ جميعا وحتى مخالفة كل اولياء الامور وكل القوانين الوضعية .
ومن جديد نسيت كم عدد الصلاة التي فاتتني .قبح الله مشاعر للشياطن حصة بها .
وسرعان ماتذكرت الجل ومشتقاته .ومحل الكماليات وصبغ الاحذية .
فلا ذكرى لوطن ولا. لارض ولاحتى الى دين .
في عقلي تلك اللحظاة الملعونة .
وانا في تلك الحالة . نظرت لي تلك الفتاة .وتبسمت
وقالت ..
يتبع