TODAY - September 30, 2010
عصائب أهل الحق» تتبنى مسؤولية هجمات على القوات الأميركية في الجنوب
مزاعم الجماعة المرتبطة بإيران تعزز الشكوك حول النفوذ المتزايد لطهران
بغداد
تظهر مقاطع فيديو مهتزة مدتها ما يقرب من 4 دقائق قنابل على جانبي الطريق تضرب دوريات أميركية، وعددا من صواريخ «الكاتيوشا» وجنديا بدا أنه لقي حتفه جراء الإصابة بطلق ناري من بنادق أحد القناصة. وعلى الجانب الأيسر من التسجيل يبدو شعار البندقية المرفوعة لميليشيا شيعية مرتبطة بإيران.
ويلقي الإعلان المزعوم بالمسؤولية عن الحادث من جانب الجماعة المعروفة باسم «عصائب أهل الحق» والتعهدات بالقيام بمزيد من أعمال العنف الأضواء على إمكانية استعراض جديد للقوة من جانب الفصائل الشيعية المسلحة، في الوقت الذي تنسحب فيه القوات الأميركية. وجرى اتهام إيران منذ سنوات بمساعدة العصابات الشيعية التي تمارس أعمال العنف، وهو الاتهام الذي أنكرته طهران. بيد أن السلطات الأميركية والعراقية تقول، حسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس»، إن التمزق المحتمل للفصائل الشيعية في العراق قد يفتح مزيدا من القنوات أمام إيران لدعم الهجمات بالوكالة.
وكان من الصعب دوما قراءة خريطة المسلحين الشيعة، في ظل وجود مجموعة من الفروع والفصائل المنافسة. والآن، يحاول مسؤولو أمن أميركيون وعراقيون فهم أعمال العنف الأخيرة المتصلة بالشيعة والمرتبطة بجماعة «عصائب أهل الحق»، أو المقاتلين الموالين لحزب الله اللبناني المدعوم من قبل طهران.
وقال مستشار أمني أميركي لدى الحكومة العراقية، إنه من غير الواضح ما إذا كانت الادعاءات من جانب جماعة «عصائب أهل الحق»، التي جرى نشرها على الموقع الإلكتروني المرتبط بالجماعة، تمثل عودة للهجمات من جانب عموم المسلحين بها، الذين كانوا مسؤولين عن بعض أسوأ المذابح الطائفية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة. أو ربما يكون فصيل منشق هو من يستخدم اسم وشعار الجماعة، الذي جرى صياغته على غرار راية حزب الله: ذراع مرفوعة عاليا وبندقية هجوم..
ويدعي مسؤولون بارزون في الأمن العراقي مرارا وتكرارا أن إيران توفر الدعم المالي واللوجيستي للخلايا الشيعية المتطرفة، مثل «عصائب أهل الحق» وهي جماعة على غرار حزب الله يعتقد أنها بقيادة أبو مصعب الشيباني، الذي تتهمه واشنطن بتهريب صواريخ وأسلحة من إيران وتنسيق هجمات على القوات الأميركية. وفي يناير (كانون الثاني) عام 2008، جرى إضافة الشيباني إلى قائمة العقوبات التابعة لوزارة الخزانة الأميركية. وقال مسؤول بارز في الاستخبارات العراقية، طلب عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية القضية، «هذه الجماعات الآن هي القوات المسلحة الرئيسية بين الشيعة. تزداد الهجمات، وقد يعني ذلك أن إيران تقوم بزيادة المساعدة التي تقدمها».
ومنذ الغزو الأميركي، كان لدى إيران اتصالات قوية داخل العراق من خلال رجال الدين الشيعة، أمثال آية الله العظمى علي السيستاني، الإيراني المولد، ومقتدى الصدر، الذي كان منفيا في إيران منذ عام 2007. وكان جيش المهدي التابع للصدر الميليشيا الشيعية الرئيسية في بغداد لمدة أعوام قبل استئصالها في سلسلة من الهجمات الأميركية والعراقية وموافقتها على اتفاقية عام 2008 أوقفت هجماتها بصفة عامة. ويشتبه مسؤولو أمن عراقيون الآن في أن شبكة الشيباني قد تكون استوعبت مقاتلي جيش المهدي المنشقين في هجمات مختارة في بغداد، تشمل قذائف «الهاون» الأخيرة على المنطقة الخضراء التي تحظى بالحماية.
ولم تفعل جماعة «عصائب أهل الحق» كثيرا لإخفاء إعجابها بإيران وحلفائها. ويضم موقع إلكتروني مرتبط بالجماعة صورا للأب الروحي للثورة الإسلامية الإيرانية، الراحل آية الله روح الله الخميني، والقائد بحزب الله عماد مغنية، الذي لقي حتفه إثر انفجار سيارة مفخخة في سورية عام 2008.
وقال الجيش الأميركي إن معظم الادعاءات بالهجمات التي أطلقتها جماعة «عصائب أهل الحق» خلال الأسابيع الأخيرة كانت زائفة أو مبالغا فيها، بما في ذلك رواية الجماعة لوابل صواريخ «الكاتيوشا» على قاعدة أميركية خارج بغداد. وذكر الجيش أن انفجار قنبلة أصاب عربة «همفي» أميركية في مدينة البصرة جنوب البلاد، لكنه تسبب فقط في إفراغ الهواء من الإطارات، وأصيب جندي أميركي بطلقات أحد القناصة في العمارة (320 كيلومترا جنوب بغداد).
«الشرق الأوسط»