هذا اليوم الثاني في هذة الدائرة الجديدة عليّه .
لما اوصلني صاحب التكسي على باب الدائرة الخارجي .
نزلت من العربية السيارة .ورحت داخل الدائرة مباشرةً .
اوقفني حرس الباب .وسالني من جديد .
اخونا وين رايح قبل الدوام .هذا سؤال الحرس .
تبسمت في وجهه .ثم قلت له .
العفو اخي انا الموظف الجديد الذي رأيتني بالامس .
نظر الى وجهي وراح يتأمل وكأنه يتفرس الى شيء مافي داخلي .
ثم تبسم .وقال لي كثير مختلف شكلك عن يوم امس .ثم خرج صوت مع ابتسامته اي ضحكة صغيرة .؟واعتذر مني .كان الرجل متحضر ومتفهم للوضع .
وقال لي تفضل .؟
طبعا .هذا الموقف لم يمر سريعا في خاطري .
بل فكرت كثيرا .على اني جبت النقش المطلوب .يعني سوف الفت نظر البنات داخل الدائرة واسلب قلوبهن .
ثم قلت في نفسي .ياترى كيف اختار من الزحام الذي سوف يكون عليّه من المعجبات .وايهم تفوز برضاي .
فقط كان هذا همي .
اني نسيت نفسي نسيت اصلي نسيت ديني نسيت حتى امي واخوتي .
نسيت الوطن نسيت دوري بالحياة .كنت وكأني اعتبر المعنى من الحياة هو كيف اجذب لب امرأة نحوي .
فتواي من عقلي وتفكيري مني فيني .
......
طبعا لم اذهب الى مكاني بل ذهبت الى ناحية المغاسل مباشرة .ادقق على ملامحي واتابع تصفيف شعري .وادقق ببياض اسناني وثم انظر الى حذائي هل لازالت تلمع ام خف لمعانها .
وانا على هذة الحالة .
بدأ الدوام وكل واحد اخذ مكانه ليمارس عمله .
ثم عرجت على غرفتي اي مكاني المخصص .
وكنت اتوقع اول ماأدخل من الباب افاجئ الجميع بمنظري الجديد .حتى اتذكر قلبي يخفق وكأن سوف يتركو البنات عملهم ويظلوا يتطلعو بي .
كانت ارهاصات ومهاترات بالتفكير .وكنت كالاثول .فلم افكر لماذا انقلبت من حال الى حال .وكنت كأني وصلت الى نهاية حلم كنت اتبعه .
.
دخلت الباب .طبعا رفع الجميع راسه لينظر من الذي دخل .
فنظرت البنات الي نظرة سريعة خاطفة ثم عادوا الى عملهم .
ولاوحده اعترفت فيني ولاعبرتني ولاكأن بشر دخل للتو .كلشي ماكو والجو طبيعي لاشيء جديد سوى الجل يلمع على شعري وحذائي تلمع تحت الكرسي .
هذة اول خيبة .انتكاسة من حرب ضروس في افكاري السخيفة .الا انني كنت اعتقد انها افكار راقية عالية وفوق الطبيعية . ياغبي ياأنا .؟
.........
جلست على كرسيي وتناولت الاوراق وبدأت ادقق .الصراحة .
راحت ضحايا كثيرة من المواطنين في ذاك اليوم لانني اضع الاشياء من النقاط والكلمات بالمكان الغير مناسب .ليس بقصد ولكن عقلي مشغول بأمور اخرى قد يكون من كماليات الحياة الا اني .يجب ان ابحث عنها في مكان اخر .
ولكن من اين اتي بالعقل حتى اصبر .؟
...............
انتهى اليوم وانا في كل لحظة انتظر احداهن تميل علي .حتى ولواستعطاف .ماكو
ابد وكأني جالس لحالي .
لاالكماليات نفعت ولا سواد عيوني نفعوا .
ثم نفذ صبري وفكرت بطريقة اخرى .
تذكرت أمثال سمعتها في قريتي .طبعا كانت الامثال تقصد شيء اخر ولكني اريد ان استعملها لامشي اموري وارتبط باحداهن .
احد الامثال يقول (فاز بالذات من كان جسور) والاخر (اللي مايفتح زبيله ماكو واحد يعبّيله)
ففكرت ان افتح زبيلي واكون جسور .
وهو التحرش بأحداهن .طاح حظك على هذا التفكير .
المهم .
ياترى من الذي اتحرش بها .اولا اراهن كلهن بنفس الجمال ولكن بصورة مختلفة ثانيا كلهن محترمات غير عاهرات .
ولكن هذة الخصال لاتستثنيني من فكرتي .فيجب ان اتقرب الى من لايتقرب لي .
نظرت للجميع بشكل تلصلص يعني خد وعين مثل مايقولون .
حتى انتخبت احداهن كانت جميلة بنظري ومجامله وسريعة البديهية في الجواب .
فقلت ابدأ تحرشي عند الاستراحة .
ياترى ماذا اقول وكيف بدايتي .
وانا في هذة الحالة .وكنت ملئت اوراق المراجعين بالاغلاط .وقضيت نهاري كله بالتفكير خارج العمل . هداني الله ولابارك بنفسي المريضة الضعيفة
فطبطبت احداهن على متني .وقالت .
استاذ الدوام انتهى .
تبسمت في وجهها وشكرتها ونهضت اهم بالخروج .
اتذكر حين خرجت اشعر بتعب في رجلية وفي ظهري ولااشبه نشاطي الاولي
ثم خرجت الى الشارع .فالجميع تبخروا ولاوحده فيه .
اخذت تكسي ورجعت للبيت .
يتبع