TODAY - September 30, 2010
باب الحارة» و «مراد علم دار» اسماء لعصابات في ميسان
ميسان - أصوات العراق
انتشرت في محافظة ميسان خلال الآونة الأخيرة عصابات للسرقة تتخذ من أسماء المسلسلات العربية والمدبلجة التي تعرض في القنوات الفضائية ألقابا لها، مثل "عصابة باب الحارة". وقال مدير شرطة قضاء قلعة صالح إن القضاء "شهد خلال الشهرين الماضيين عمليات سرقة لمنازل مواطنين من قبل عصابات متخصصة تستعمل أسلحة كاتمة للصوت وتتحدث بلهجات عربية قريبة للهجات مسلسلات عربية وتركية عرضت خلال شهر رمضان ومازالت تعرض من قبل بعض القنوات".وأوضح العقيد جمعة دحام أنه "بعد ورود شكاوى من قبل سكان القضاء حول وجود عصابات للسرقة المنظمة تتخذ من أسماء وابطال بعض المسلسلات أسماء وعناوين لها تشكلت مفارز من مديرية شرطة قلعة صالح وقامت بدوريات ثابتة ومتحركة في المناطق الرئيسية من القضاء بالإضافة إلى مراقبة بعض أصحاب السوابق في جرائم السرقة".
وسبق لمديرية قلعة صالح أن تمكنت خلال هذا الأسبوع من اعتقال عصابتين متخصصتين بالسرقة من اهالي القضاء كانت الأولى تطلق على نفسها "عصابة باب الحارة" والأخرى عصابة "مراد علم دار".
وأضاف دحام أن "الخطة أسفرت عن اعتقال سبعة أشخاص بأعمار تتراوح مابين 15 – 18 عاما ينتمون إلى عصابتين احداهما تطلق على نفسها عصابة باب الحارة، والأخرى تطلق على نفسها عصابة مراد علم دار"، لافتا إلى أن "أفراد العصابتين تأثروا بأحداث المسلسلتين لدرجة أنهم خلال التحقيق ذكروا مفردات من بعض اللهجات الشامية التي ترجمت اليها تلك المسلسلات".
ويقول المواطن أبوعلي (47عاما) والذي تعرض منزله للسرقة في القضاء "كنت وأفراد عائلتي نتابع احداث المسلسل التركي وادي الذئاب المدبلج عندما داهمت منزلي احدى العصابات التي كانت تتحدث بلهجة مشابهة للمسلسل والتي قامت بحجز العائلة في إحدى الغرف وقامت بسرقة بعض قطع الأثاث".
وأوضح أن "الشيء الملفت للانتباه هو أن معظم افراد العصابة من الشباب، وكانوا يرتدون ثيابا مماثلة لثياب ابطال المسلسل".
وأعرب عن شكره لشرطة ميسان لتخليصهم أهالي القضاء من "حالة الرعب التي كانوا يعيشوها، خاصة خلال شهر رمضان وأيام العيد"، مطالبا بإنزال "أقسى العقوبات بحقهم لكي يكونوا عبرة لغيرهم".
ويقول الدكتور محمد حسين علي وهو اختصاص في طب المجتمع إن "تأثير المسلسلات المدبلجة التي تعرض حاليا عبر القنوات الفضائية، وخاصة التركية، كبير؛ إذ يغلب عليها طابع العنف والقتل والعاطفة والتي أخذت تستحوذ على قلوب الشباب الذين اخذوا يتابعون تلك المسلسلات بشغف واهتمام وخاصة في الآونة الأخيرة".
وأوضح علي أن "الاهتمام تعدى ذلك وأصبح مصدر إلهام وتوجيه، فتسمى الفتيات والذكور بأسمائهم ويقلدهم البعض الآخر في طريقة الاكل واللبس، ولانستغرب أن تستغل بعض عصابات السرقة أحداث البعض منها للقيام بعمليات سرقة واختطاف وقتل منظمة مشابهة لما يحدث في تلك المسلسلات".
وأضاف أن "هناك آثارا أخرى على من يقوم بمتابعة تلك المسلسلات أو الأفلام التي قد تحتوي على مشاهد غير محترمة، إذ تجد العائلة من أعلى هرمها إلى أخمص قدميها متصلبة أمام شاشة التلفاز غير مبالية بما لهذه المشاهد من دعم للانحراف الأخلاقي".
ولفت الدكتور علي إلى أن متابعة هذه المسلسلات "تسبب في ظهور بعض الآفات الاجتماعية مثل تلك التي باتت تطفو على السطح بين الآونة والأخرى كالانتحار والاغتصاب والاختطاف والسرقة، وغيرها من الآفات الدخيلة على المجتمع العراقي".
من جهته، قال حسين محمد علي وهو موظف متقاعد وله ثلاثة ابناء إن "آثار المسلسلات المدبلجة بدأت تظهر على كافة الاجيال، فقد دهشت عندما اشترى اولادي ثيابا للمدرسة فيها قطع مماثلة لما يرتديه أبطال إحدى المسلسلات المدبلجة التي مازالت تعرض حلقاتها إلى الآن".
وأضاف "عندما سألت زوجتي عن سبب شرائهم هذه الثياب، قالت إن ما موجود من بضائع في الاسواق المحلية هي ثياب مشابهة للثياب التي تظهر على شاشات التلفاز، وصار الامر كالموضة، وكأنها آخر صيحة والجميع يفضلها".
وأوضح أن "الامر تعدى الثياب، فقد صار الاطفال يتشاجرون فيما بينهم ويلفظون كلمات كالتي يسمعونها في المسلسلات المدبلجة، ويشترون الالعاب الخطرة كالمسدس الكاتم للصوت للعب به والتظاهر بقتل الآخرين كما يفعل أبطال وشخصيات المسلسلات المعروفة".
العالم
رد مع اقتباس
