النبتة الخضراء هى مصنع كيميائى عجيب، وبفضل " الكلوروفيل " الذى تحويه، تغدو قادرة على أستعمال آشعة الشمس فى صنع غذائها الخاص، متخذة بعض العناصر الأكثر بساطة كمواد أولية : الماء، بعض المعادن المركبة المذابة فى الماء، بعض الغازات الموجودة فى الهواء، وثانى أكسيد الكربون. أما الفطور فهى خالية من الكلوروفيل، لذا لا يمكنها صنع غذائها. ولتؤمن حاجتها الغذائية تحتاج، إلى مواد مصدرها أجسام أخرى، حيوانية أو نباتية.
ويلاحظ كذلك أن الفطور تكدس مادة الغليكوجين، التى لا تتوفر عادة فى النباتات، إنما نجدها مثلاً فى كبد الإنسان. و أخيراً، تتألف الفطور من خلايا ذات غشاء يحتوى على درعة، مادة تشبه تلك التى تتكون منها القرون و الشعر و الأظافر و الريش أيضاً. و بالرغم من أن خصائص الطيور البيولوجية تكون أحياناً غريبة الأطوار
( اذ لا تنبت جميعها من الأرض )، فإنها نباتات، و سنرى كيف ذلك.
وهكذا، فالفطور تتكاثر على العموم بالتناسل، هذا يعنى إنه يتكون فطر جديد برعم أو من قطعة فطر أصلية. فضلاً عن ذلك فإنها تغرز خلايا خاصة، الغبيرات، تستعمل فقط للتكاثر، فالنباتات وحدها تتكاثر هكذا. ولهذا يمكننا التأكيد، ودون خوف من الخطأ، أن الفطور تنتمى إلى المملكة النباتية.
فطور مجهرية :
من الصعب رؤية بعض الفطور بالعين المجردة : هذه هى الفطور المجهرية، و هناك الألوف منها. ومع ذلك، فبقليل من الأنتباه، نميز مجموعة الألياف التى تتكون منها.
وهكذا، فالعفونة، التى هى فطور مجهرية، تكون نوعاً من التبلد على قشرة الفاكهة و الخضر، وعلى الأجسام المتروكة فى أماكن مقفلة ورطبة، وعلى المنتجات السكرية.
وكذلك الخمائر العديمة اللون، و التى عرفها الإنسان و أستعملها منذ العهود القديمة. و نتذكر منها خميرة البيرة التى تستعمل فى تخمير العجين، و الخمائر التى تحول عصير العنب إلى خمر، و الخمر إلى خل.
و تحصل الفطور على غذائها بطرق مختلفة، تبعاً للفئة التى تنتمى إليها :
فطور رمامة:
إن أغلبية الفطور تتغذى على مواد عضوية منحلة، ولذلك يقال إنها فطور رمامة ( كلمة يونانية الاصل أى النبات الفاسد ). هناك فطر معروف جداً هو الغاريقون الريفى.
الفطور المتضامنة:
تعيش مجموعات كبيرة من الفطر متآلفة مع نباتات أخرى. وتتخلى هذه الفطور لتلك النباتات عن جزء من الماء التى تأخذه مشيجاتها بخاراَ أوسائلا. كما تتخلى النباتات بدورها للفطر عن قسم من الغذاء الذى صنعته بفضل الكلوروفيل. إن نتيجة هذه اللحمة الحميمة هى نموذج خاص نجده عن نموذج خاص نجده عند أجسام نباتية مثل حزازات الصخر، قادرة على العيش وحتى التكاثر، فى أماكن قليلة الملاءمة. فالتآلف بين شكلين للحياة من فئتين مختلفتين، والذى يكون مجدياً للشريكين، يسمى تكافلاً أو تضامناً.
فطور طفيلية :
و يحدث أيضاً أن ينمو فطر على جسم حى حيوانى أو نباتى، أو فى داخله. و يمكنه حينئذ أن يلحق به ضرراً وقد يميته. فالفطور التى تنيت فى أجسام أخرى دون أن تنفع هذه الأجسام منها، تسمى طفيلية.
فطور لا تأكل :
المقصود بها تلك الأنواع غير السامة، لكنها لا تؤكل بسبب قساوتها أو طعمها الغير مستحب.
فطور سامة غير قاتلة :
هذه الأنواع سامة نوعاً ما، لكنها على العموم غير قاتلة.
فطور سامة قاتلة :
هذه الأنواع النادرة يمكنها أن تسبب الموت للذين يأكلونها.
فطور لا تؤكل :
- لبنية صهباء
- مثلمة
- ستير عفن
- فقع الذئب الشائك
- روسيلية المقيئة
- كلاتروس
فطور سامة :
- الأمانيت المذهبة
- المثلمة المخططة
- المغرية النتصبة
فطور سامة مميتة:
- الأمانيت السامة
- الامانيت الربيعية
- القدرية
* كيف نجمع الفطور؟؟؟
عندما تجمع الفطور، يفضل أن لا تتلف المشيجة المخبأة تحت الأرض. و لتجنب أقتلاع الأجسام المثمرة، يستحسن قطع ساق الفطرة بسكين، او فى حالة توفر سكين يبذل الجهد لقطعها من أصلها.
تشكل الفطور احدى أضخم المجموعات النباتية. فتتضمن تقريباً مئة ألف نوع. وقد صنفت أصطلاحاً ثلاث فئات كبيرة تبعاً لخصائص أجسامها المتميزة :
- البيضيات : تشكل أجساماً مجهرية مثمرة مستديرة، وكثر منها يعيش فى الماء.
- العاميات : تكون غبيرتها فى طرف قواعدها العضوية الشكل و تدعى دعاميات.
- الزقيات : تكون غبيرتها فى خلاية خاصة تسمى أزقاقاً.