بغداد، هي عاصمة جمهورية العراق، وكذلك عاصمة محافظة بغداد. عدد سكان العراق في 2011، كان حوالي 7.216.040 نسمة، مما يجعلها أكبر مدينة عراقية، وهي ثاني أكبر مدن العالم العربي (بعد القاهرة، مصر)، وثاني أكبر مدينة في غرب آسيا (بعد طهران، إيران). حسب الحكومة، والتي تستعد لإجراء تعداد، عدد سكان البلاد وصل إلى 35 مليون، منهم 9 ملايين في العاصمة بغداد
الإحداثيات: 33°20′00″N 44°26′00″E
البلد العراق
المحافظة بغداد
تأسست 762 م
أسسهاأ بو جعفر المنصور
المساحة • الإجمالية 204٫2 كم² (78٫8 ميل²)الارتفاع34 m (112 ft)
التعداد • تقدير (2011)7٬216٬040
الرمز البريدي10001 - 10090الموقع
تشرف بغداد على نهر دجلة، تأسست العاصمة في القرن الثامن وأصبحت عاصمة الخلافة العباسية. في غضون فترة زمنية قصيرة منذ إنشائها، تحولت بغداد إلى مركز ثقافي، تجاري وفكري هام في العالم الإسلامي. هذا بالإضافة إلى أنها تضم العديد من المؤسسات الأكاديمية الرئيسية (مثل بيت الحكمة)، اشتهرت المدينة عالمياً "كمركز للعلم". عبر سنوات العصور الوسطى المتأخرة، أعتبرت بغداد أكبر مدينة في العالم حيث كان عدد سكانها 1.200.000 نسمة.[5] تبعاً لبعض علماء الآثار كانت أول مدينة يصل عدد سكانها لأكثر من مليون نسمة.[6] تعرضت المدينة لدمار كبير على أيدي المنغول عام 1258، مما أدى لتراجع دورها عبر القرون بسبب الضربات المتوالية والامبراطوريات المتعاقبة المتعددة. مع الاعتراف بالعراق كدولة مستقلة (كانت في السابق تحت الانتداب البريطاني) عام 1938، استعادت بغداد تدريجياً أهميتها السابقة كمركز للثقافة العربية.
في العصر الحديث، كثيراً ما تعرضت المدينة لتدمير كبير لنيتها التحتية، وآخرها أثناء غزو العراق 2003، ولاحقاً أثناء حرب العراق التي استمرت حتى ديسمبر 2011.
اسماء المدينة
اختلفت الآراء حول أصل التسمية بغداد، فمنها من قال بالأصل البابلي، من كلمة «بعل جاد» أي «معسكر بعل» و«بعل داد» أي «إله الشمس» باللغة البابلية الأمورية، ومنها من أرجع الكلمة إلى أصل كلداني نسبة إلى «بلداد» و«بل» الإله الكلداني. أو إلى أصل آرامي يتألف من كلمتين «ب» أي «بيت». و«كدادا» بمعنى الغنم فيكون معناها «بيت الغنم». [7]
ويرى بعض المؤرخين، أن الكلمة تعود إلى أصل فارسي هو «باغ داد» أي بستان «ذا دويه» أو «بغ دادي» وهو اسم بستان أنشأه كسرى أنوشروان ملك الفرس (532 - 579م) في هذا المكان الذي صار قرية سميت باسمه. أو أنه يعود كما جاء عند ياقوت الحموي في «معجم البلدان» إلى كلمة تعني بالفارسية «عطية الصنم» وربما قيل «عطية الملك».
وهكذا يتبين أن الأصل في اسم بغداد له أكثر من مرجع، لكنه في كل الأحوال موجود بالتأكيد، سواء بلفظه أو بشبيهه، ولاسيما أن الاسم نفسه، قد ورد في كتب الفتوحات، ومنها أن القائد العربي المثنى به حارثة الشيباني، قصدها عند فتح العراق، لما ذكر له سوق بغداد التي يجتمع فيها التجار كل سنة. كذلك ورد اسم «بغداد» في أخبار الدولة الأموية مما يؤكد قدم استيطان الموضع.
وتعرف المدينة بأسماء أخرى، مثل مدينة «المنصور» نسبة إلى بانيها الخليفة المنصور، كذلك سميت «المدينة المدورة» لشكل بنائها الدائري، و«مدينة السلام» لأن نهر دجلة يقال له «وادي السلام» وقد أمر المنصور باستخدام هذا الاسم الأخير في سك الدنانير والدراهم العباسية، وفي المراسلات الحكومية، لكن ألسنة الناس درجت على استخدام اسم «بغداد» القديم حتى اليوم.
تقع بغداد بمحاذاة ضفتي نهر دجلة، في سهل لحقي منبسط ارتفاعه نحو 34م، بين خطي عرض 33 درجة و16 دقيقة و33 درجة و35 دقيقة شمالاً، وخطي طول 44 درجة و32 دقيقة شرقاً. وقد تعرضت المدينة لفيضانات النهر التي أحدثت فيها أضراراً كبيرة، وانتهت في عام 1956 بعد بناء سد سامراء شمال بغداد. وهذا الإجراء سمح للمدينة بالتوسع السريع والكبير شرقاً وغرباً، وتوسعها شمالاً إذ سمح بابتلاع بلدات مثل الأعظمية على الضفة الشرقية، والفاطمية على الضفة الغربية لدجلة، أقرب نقطة من نهر الفرات، حيث المسافة بين النهرين لا تزيد على 40 كيلومتراً، وذلك قبل التقائهما عند القرنة في جنوبي العراق.
وكان الرافدان دجلة والفرات، بعد وصلهما بقناة تصلح للملاحة النهرية، يؤلفان وسيلة نقل مائية تربط المدينة بالمناطق الشمالية والجنوبية.
ولعل نظام ري بغداد من أبرز مؤثرات الاختيار في النشأة الأولى، فقد جعلت شبكة الأنهار التي كانت تخترق موقعها على جانبي نهر دجلة، من ذلك المكان بقعة مثالية مناسبة لمتطلبات الري والزراعة المروية، فالجانب الغربي لهذا الموقع كان يروى من نهر سماه العباسيون باسم «نهر عيسى الأعظم» يأخذ مياهه من الفرات ويصب في دجلة جنوب بغداد اليوم بعد أن تتفرع منه عدة جداول. وكان هذا النهر صالحاً أيضاً لملاحة السفن القادمة من مدينة الرقة، تحمل التجارة من الشام ومصر. أما الجانب الشرقي للموقع فكان عامراً أيضاً بشبكة نهرية، يستقي أبرزها من نهر عرف باسم (النهروان) بجداوله الكثيرة، ويتفرع من نهر دجلة بجوار مدينة سامراء إلى الشمال من بغداد، ويسير بمحاذاة الأصل (دجلة) حتى يصب فيه مرة أخرى جنوب مدينة الكوت اليوم.
بنى أبو جعفر المنصور على نهر دجلة عاصمته بغداد (145- 149 هـ) 710 ميلادية على شكل دائري، وهو اتجاه جديد في بناء المدن الإسلامية، لأن مـعظم المدن الإسلامية، كانت إما مستطيلة كالفسطاط، أو مربعة كالقاهرة، أو بيضاوية كصنعاء. ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أن هذه المدن نشأت بجوار مرتفعات حالت دون استدارتها. ويعتبر تخطيط المدينة المدورة (بغداد)، ظاهرة جديدة في الفن المعماري الإسلامي ولاسيما في المدن الأخرى التي شيدها العباسيون مثل مدينة سامراء وما حوته من مساجد وقصور خلافية فخمة. وإلى جانب العمارة وجدت الزخرفة التي وصفت بأنهما لغة الفن الإسلامي، وتقوم على زخرفة المساجد والقصور والقباب بأشكال هندسية أو نباتية جميلة تبعث في النفس الراحة والهدوء والانشراح. وسمي هذا الفن الزخرفي الإسلامي في أوروبا باسم أرابسك.
العباسيون والمدينة المدورة
مدينة بغداد المدورة بين عام 767 و912 م
الحاكم فترة الحكم حياة الحاكم ملاحظات أبو جعفر المنصور عبد الله بن محمد الأمام 754-775 714-775 أبو عبد الله المهدي محمد بن عبد الله المنصور 775-785 746-812 أبو محمد الهادي موسى بن محمد المهدي 785-786 766-787 أبو جعفر الرشيد هارون بن محمد المهدي 786-809 766-809 أبو عبد الله الأمين محمد بن هارون الرشيد 809-813 787-814 أبو العباس المأمون عبد الله بن هارون الرشيد 813-833 787-833
وفي عهد الرشيد بلغت بغداد قمة مجدها ومنتهى فخارها، وأمتدت الأبنية في الجانبين امتداداً عظيما، حتى صارت بغداد كأنها مدن متلاصقة تبلغ الأربعين. وبعد وفاة الرشيد عام 193هـ / 809م. بويع الأمين في طوس أولاً ثم في بغداد، ومرت بغداد في عصره بأهوال أنتهت بقتلهِ عام 198هـ / 814 م، ثم بويع المأمون على إثر قتل أخيه، ولكنه لم يبرح خراسان وبقيت بغداد تئن تحت كابوس الحكم العسكري على ما بها من أوصاب الحصار وآثار الحجارة والنار. حيث بعد عامين من وفاة الرشيد وقع الخلاف بين ولديه الأمين والمأمون، وحوصرت بغداد لأول مرة في تاريخها ودام الحصار أربعة عشر شهرا. وفي نهاية عام 196هـ /812.
أطبق جند هرثمة وطاهر قائدي المأمون على الأمين في بغداد وعزل هرثمة الجانب الشرقي الذي لم يكن يحميه سوى سور سرعان ما أزاله، بينما عسكر طاهر أمام باب الأنبار فسيطر بذلك على الجانب الغربي، ووجد الخليفة نفسه آخر الأمر منعزلاً في قصر الخلد على شاطئ دجلة وما لبث أن وقع في الأسر وهو يحاول الفرار وقتل في أوائل عام 198هـ / 814 م، وبموته رفع الحصار وأصبحت بغداد المزدهرة خرائب ورماداً، وأثار موت الأمين سخط أهل بغداد، وتمكن إبراهيم بن المهدي العباسي بفضل الخلاف بين الناس من أن يستولي على بغداد ويصبح صاحب الأمر فيها ما يقرب من عامين غير أن خيانة قواده أجبرته على تسليم المدينة وزمام الحكم إلى الخليفة المأمون.
وكانت بطانة المأمون من الفرس تحاول نقل عاصمة الخلافة إلى خراسان ليتم لهم التغلب على شئون الدولة، وتولى الحسن بن سهل العراق والحجاز واليمن فاضطرب حبل الأمن ودبت الفتن في بغداد إلى أن دخلها المأمون عام 204هـ / 820 م، وعادت لبغداد شيء من نضرتها إلى أن أدركته منيته عام 218هـ / 834 م، وقد عهد المأمون بالخلافة من بعده لأخيه المعتصم، وظلت بغداد تموج بالفتن حتى أنه في عام 552هـ/1157م. لم يبق من تلك المملكة المترامية الأطراف إلا بغداد وأعمالها وقليل مما يتصل بها.
المعالم الرئيسية
تحدد الاختيار الأول لوظيفة بغداد عند إنشائها في عهد الخليفة المنصور، بأهداف عسكرية واقتصادية وتجارية. وإذ تراجعت الأهمية التجارية العالمية للمدينة بعد فتح قناة السويس، فقد كان لمد سكة حديد بغداد التي تربط الشرق بأوربة مروراً بسورية وتركية الذي استكمل عام 1939، أثر في السعي لاستعادة بعض من ذلك الدور. وبقيت بغداد مركزاً روحياً ودنيوياً وثقافياً للعالم الإسلامي حتى سنة 1258م، وحفلت بعدد كبير من المعاهد والمدارس الكبرى فضلاً عن الجامعات التي تعددت اسماؤها وأهدافها.
وتحدد مؤسسات بغداد وخصائصها الراهنة، طبيعة وظائفها الحالية وآفاق تطورها في المستقبل، فقد اعتاد العراقيون، بتأثير المناخ، السكن في بيوت منفصلة لكل عائلة وتستخدم في بنائها مواد محلية معظمها من الآجر والجص، وتحيط بكل منها حدائق واسعة، مما أدى إلى إفراط في المساحات السكنية، وإلى امتداد أفقي واسع، وتسبب في مشكلات جمة في الإسكان وتوفير الخدمات، وفرض واقعة على التصاميم الحديثة للمدينة وعلى وظيفتها السكنية.
وتتفرع عن بغداد شبكة واسعة من طرق السيارات الحديثة التي تربطها بسائر أرجاء العراق والدول المجاورة، كما تتفرع عنها ثلاثة خطوط رئيسية للسكك الحديدية، شمالاً نحو مدينة الموصل ثم إلى سورية وتركية فأوربة، وجنوباً نحو البصرة والمحافظات الجنوبية الأخرى، وخط ثالث نحو مدن كركوك وأربيل في شمالي العراق، مما يجعل منها عقدة مواصلات مهمة في العراق.
تيسر الحافلات والسيارات الأخرى التنقل بين أرجاء المدينة الواسعة بعد تراجع النقل النهري الذي كان يستخدم قديماً وسائل بدائية في التنقل مثل «القفه» وهي زورق صغير دائري، «والكلك» الأقرب إلى طوف خشبي. وهناك مشروع قيد الدراسة لإنشاء «مترو الأنفاق» بخطوط يبلغ طولها 22 كيلومتراً للتخفيف من أزمة النقل الداخلي في المدينة.
ولبغداد وظيفة صناعية إذ فيها معظم الصناعات العراقية، وتشمل صناعة الأدوات المنزلية وبعض الأجهزة الكهربائية، وصناعة المشتقات النفطية، وصناعة الجلود، والنسيج، والإسمنت والآجر، والتبوغ، والأسمدة، وتقطير الخمور، ويجرى العمل في إنشاء مصنع للحديد والصلب.
وتتمثل الوظيفة الثقافية لبغداد بجامعة بغداد التي تأسست عام 1958، وتقع اليوم في ضاحية الجادرية جنوبي بغداد، وجامعة المستنصرية التي تأسست عام 1963 وتقع وسط المدينة قرب قناة الجيش، وقد أصبحت جامعة الحكمة الخاصة التي كان يديرها المبشرون الأمريكيون مقراً لمعهد التكنولوجيا عام 1972.
وتسهم المكتبات في التكوين الثقافي للمدينة، وأهمها المكتبة الوطنية التي تأسست عام 1925، ومكتبة الأوقاف التي تأسست عام 1929 ومكتبة الآثار العامة والمكتبة المركزية التي تأسست عام 1960 وغيرها من المكتبات الملحقة بالكليات والمعاهد العراقية.
كذلك تؤلف المتاحف إضافة أخرى إلى الحياة الثقافية، ومنها متحف القصر العباسي والمتحف العراقي ومتحف الآثار العربية والإسلامية ومتحف التاريخ الطبيعي ومتحف المدائن ومتحف الأزياء ومتحف الطفل.
ومن المعالم المهمة في المدينة شبكة من الطرق المعلقة والأنفاق والجسور على نهر دجلة وقناة «الجيش» ومجموعة من الأسواق العصرية والشعبية في مناطق مختلفة من المدينة.
وقد ابتنى في بغداد «قصر المؤتمرات» وافتتح عام 1981 ويشمل القاعات المخصصة للمحاضرات والاحتفالات.
ومن المشاهد السياحية ببغداد مشروع «البانوراما» الذي يقع قرب الموقع الأثري المسمى «طاق كسرى» شرق المدينة، ومتنزهات أبرزها «الزوراء» والجزيرة السياحية وحدائق «قناة الجيش» وبحيرة الثورة، وأبو نواس، والمسبح، إلى جانب الكثير من الآثار السياحية مثل المدرسة المستنصرية، والقصر العباسي، وخان مرجان، ومرقد الست زبيدة، ومنارة سوق الغزل.
وتمثل الأنصاب التي تصور بعض المشاهد التاريخية، مدرسة فنية مميزة للنحاتين العراقيين أسسها الفنان العراقي الراحل جواد سليم ونصبه (الحرية) القائم في ساحة التحرير الذي أنشئ عام 1961، من الأعمال المعروفة عالمياً. وقد انتشرت في شوارع بغداد وساحاتها شواهد للشعراء أبي نواس، والمتنبي، والرصافي، والملك الكلداني نبوخذ نصر، والخليفة المنصور، وللعلماء الرازي، والفراهيدي، ومسلة حمورابي، والعربة الآشورية، ونصب شهريار وشهرزاد من أدب «ألف ليلة وليلة» الذي ظل ملازماً لتاريخ بغداد.
وتعد «مدينة الطب» من أبرز المنشآت الصحية في بغداد، إلى جانب المراكز الأخرى العامة والخاصة للعيادة والاستشفاء، التي تؤلف البنية الصحية للمدينة.
تضم مدينة بغداد العديد من المعالم الشهيرة منها الحديث والترفيهي والخدمي ومنها الديني والأثري. ومن هذه المعالم:
- مدرسة الآصفية
- جامع مرجان
- جامع القبلانية
- المدرسة المستنصرية
- جامع الخلفاء
- الحضرة الكاظمية
- جامع حسين باشا
- جامع أبو حنيفة
- ساعة بغداد
- برج بغداد
- مرقد الشيخ عبد القادر الجيلاني
- المحطة العالمية في بغداد (محطة قطارات)
- نصب الحرية (في ساحة التحرير)
- تمثال كهرمانة
- جزيرة بغداد السياحية
- المقبرة الملكية في الأعظمية
- ملعب الشعب. (أكبر ملاعب العراق لكرة القدم)
- مكتبة بيت الحكمة
- ساحة الاحتفالات (اقواس النصر)
- نصب الجندي المجهول
- قصر المؤتمرات
- الجسر المعلق والجسر ذو الطابقين
- بالاضافة إلى اسواق بغداد القديمة في وسط المدينة كسوق الشورجة وسوق الغزل