أَيْنَ أَنْتِ يَا أَيَّتُها الطُّيُورْ
أَيْنَ أَنْتِ لَقًدْ ضِقْنا ضَرْعًا
وَضَاقَ بِنَا هَذَا البَيْتُ المَهْجُورْ
أَيْنَ أَنْتِ يَا أَيَّتُها الطُّيُورْ
أُنَاسٌ ظُلاِّلٌ يَدَّعُونَ خَيْرًا
لَكِنْ بَشَاعَتَهُمْ دَمَّرَتْ كُنْهَ المَعْمُورْ
أَيْنَ أَنْتِ يَا أَيَّتُها الطُّيُورْ
نَمْشِي ثُمَّ نَمْشِي وَكَأَنَّنا
لاَ نَدْرِي مَتَى العُبُورْ
أَيْنَ أَنْتِ يَا أَيَّتُها الطُّيُورْ
هَذِهِ هِيَ طَبِيعَةُ البَشَرْ
يَخَافُونَ مِنْ مَا لاَ يَفْهَمُونْ
أَيْنً أَنْتِ يَا أَيَّتُها الطُّيُورْ
يَشْكُونَ ثُمَّ يَشْكُونَ جَهْرًا
بلْ يَخَافُونَ وَلاَيَسْتِحْيُونْ
أَيْنَ أَنْتِ يَا أَيَّتُها الطُّيُورْ
مِنَ الصَّعْبِ أَنْ نُفَسِّرَ أَمْرًا
يَتَعَلَّقُ بِحَقِيقَةِ وَخَيالِ البَشَرِيُّونْ
أَيْنَ أَنْتِ يَا أَيَّتُهَا الطُّيُورْ
يُفَتِّتُونً الصَّخْرَ جَهْلاً
وَيُصيبُونَ القَلَمَ بِما لاَ يُبْصِرُونْ
أَيْنً أَنْتِ يَا أَيَّتُها الطُّيُورْ
الجَهْلُ يَمْشِي هُنَا وَهُنَاكْ
وَالعِلْمُ تَائِهٌ وَبِهِ يَسْتَهْزِؤُونْ
أَيْنَ أَنْتِ يَا أَيَّتُها الطُّيُورْ
أَسَرَابُ جَحَافِلِ الجَهْلِ تَغْزُوا
أَمْ طُوفَانُ تَضَارُبِ الجُهَّالِ يَطْفُوا
أَيْنَ أَنْتِ يَا أَيَّتُها الطُّيُورْ
أَتُرَاهُ حِدَادُ السَّجِينِ يَبْكِي
أَمْ ذِئْبُ البَرَائةِ الحَنُونَةِ يَعْوِي
أَيْنَ أَنْتِ يَا أَيَّتُها الطُّيُورْ
أَتُرَاهَا الشَّخْصِيَّةُ المُغْتَصَبََةُ تَشْكِي
أَمِ البَرَائَةُ تَنْدُبُ حَظَّ المُشْتَكِي
ميلمي إدريس