مرحبا
مداواة الأسنان conservative dentistery
هي جزء من طب الأسنان يهتم بتشخيص الأمراض والآفات الناجمة عن إصابة العاج أو اللب السني والنسج المحيطة به ومعالجتها. والغاية من تلك المعالجة، هي أن تعود نسج الأسنان المريضة مقبولة من الناحية الحيوية، وهذا يعني أن تكون خالية من الأمراض السريرية والعلامات الوظيفية.
أقسام مداواة الأسنان
تقسم مداواة الأسنان إلى قسمين رئيسين مرتبط أحدهما بالآخر ارتباطاً وثيقاً، يصعب معه الفصل بينهما إلا من قبل طبيب الأسنان نفسه.
1 ـ مداواة الأسنان الترميمية: وتهدف أساساً إلى إزالة النسج السنية القاسية المصابة وهي الميناء والعاج والاستعاضة عنها بمادة حاشية، وذلك بعد القيام بتهيئة مكان لهذه المادة الحاشية تدعى الحفرة، ولتهيئة الحفر السنية مبادئ رئيسة تهدف إلى إعادة شكل السن ولونها إلى حالتهما الطبيعية قبل تعرضها للإصابة.
2 ـ مداواة الأسنان اللبية endodontics: وتهدف إلى المحافظة على السن حية أو ميتة، بعد إزالة العوامل الممرضة المسببة لآلام الالتهابات اللبية، الناجمة عن الخمج infection بالطريق الدموي أو اللمفاوي أو الطريق المختلط الدموي اللمفاوي، وكذلك يمكن للخمج أن يكون مسبباً عن الطريق الموضعي مثل النخور السنية أو اندخال الجراثيم عن طريق الكسور والصدوع والتآكل والسحول الميكانيكية وكذلك عن طريق الأمراض التنسيعية (انكشاف اللثة عن الأسنان)، ومن الأسباب المؤدية أيضاً إلى التهابات اللب الأسباب الفيزيائية المنشأ سواء كانت عامة كاختلاطات الارتفاعات الجوية والضغط الجوي أو موضعية مثل الرضوض المفاجئة أو الرضوض الصغيرة المتعددة والتحضيرات السنية، يضاف إلى ذلك الأسباب الحرارية الناجمة عن التحضيرات السنية وردود الفعل تجاه الحرارة الخارجية أو المطبقة بوساطة المواد السنية، ويمكن أن تذكر الأسباب الكهربائية وتدعى هنا بالكهربائية الفموية، كما تذكر من جملة الأسباب المؤدية لالتهابات اللب التسممات الداخلية والخارجية، وكذلك الأدوية السنية التي تطبق في المعالجات الفموية السنية مثل الفورمول وبلا ماء الزرنيخ والفينول ونترات الفضة وكذلك المواد السنية مثل الاسمنتات وبعض الحشوات الأكريلية وغيرها.
إن إزالة النسج الرخوة soft tissues كافة من الأفضية السنية ضرورية جداً لضمان معالجة لبية جيدة مع الإصرار على ملء هذه الأفضية بمادة غير نفوذة، هدفها منع تسرب أي سائل من خلال الأنسجة الخلالية المحيطة بالذروة، التي يمكن أن تنفذ إلى داخل السن وتسبب لها الضرر في المستقبل.
ويلجأ إلى مداواة الأسنان في جميع حالات إصابات اللب والعاج، وإصابات النسج المحيطة بالسن periodontal affections ذات العلاقات بالنسج اللبية نفسها مثل: الانكشاف العاجي والانكشاف اللبي، وأمراض اللب المستعصية على المعالجة، وفي الامتصاص السني والكسور الجذرية، وكذلك الإصابات الجذرية وإصابات المنطقة المحيطة بالذروة. وتطبيقاً لهذه الاستطبابات يمكن أن تُسجل أهم الأعمال التي تجري في مداواة الأسنان اللبية، ومنها: التغطية الطبيعية natural pulp cappin، والتغطية غير المباشرة indirect pulp cappin، والتغطية المباشرة direct pulp cappin، وبتر اللب pulpotomy، واستئصال اللب pulpectomy، ومعالجة الأقنية الجذرية، والمعالجات الجراحية اللبية surgical endodontics.
مضادات استطبابات المعالجات اللبية
وتقسم إلى قسمين:
مضادات استطبابات موضعية: lndications local contra ومنها:
ـ استحالة إعادة بناء التاج السني بوسائل التعويض الثابتة.
ـ الجذور القصيرة: إلا في الحالات التي يرى فيها الطبيب ضرورة أن تبقى هذه الجذور داخل النسيج العظمي حفاظاً على السنخ، وذلك كما هو متبع في تعويض الأسنان المتحرك.
ـ في الأسنان التي لا مقابل لها من الناحية الاطباقية ـ في الحالات التي يشعر فيها الطبيب بأنه لا ضرورة لاستخدام هذه الأسنان دعامة في تعويض الأسنان المفقودة.
ـ في الأسنان ذات الإصابات الرعلية (النسج المحيطة بالسن) المتقدمة جداً.
مضادات استطباب عامة: وتقسم إلى قسمين:
أ ـ مضادات استطباب تعود إلى المريض أو إلى الممارس: فليس من المفيد، أن تمارس معالجة لبية معقدة عند مريض لا يسهم في إنقاذ أسنانه من براثن النخر والتدمير، باستعمال معجون الأسنان والفرشاة، وكذلك فإن نقص الخبرة عند الطبيب، ونقص تكوينه الجيد، هما سببان رئيسيان للامتناع عن إجراء أي مداخلة لبية تتميز بالدقة والصعوبة.
مضادات الاستطباب الأخرى: وهي حالات نادرة، منها:
ـ العمر age: يمكن القول، وبتحفظ إن المعالجة الجراحية عند المتقدمين بالعمر أفضل من المعالجة اللبية الدوائية.
ـ الحمل pregnancy: يمكن أن تمارس المعالجات اللبية فقط في الثلث الثاني من مدة الحمل، وتؤجل الأعمال الأخرى إلى فترة ما بعد الولادة باستثناء بعض الأضمدة المسكنة فقط. ومن المسلم به أن إزالة النسيج اللبي بكامله والتوسع الجيد، عمل أساسي في سبيل الوقاية من الآفات الذروية apicals وخطوة رئيسة في شفائها ولايجوز أن ينسى تخليص القناة من سائر المواد والأدوية التي أدخلت إليها بغية المعالجة والشفاء.
وتعد الصور الشعاعية من الضرورات الملحة في مداواة الأسنان، وذلك من أجل تجاوز العقبات التشريحية من جهة، ومن أجل مراقبة سير الأدوات اللبية أثناء اختراقها للفراغات المختلفة من جهة أخرى ومن أجل تطور المعالجات اللبية كافة وإنذارها في المستقبل.
كما تعد مراقبة الألم في أثناء سير المعالجة من الأمور البدهية في المداخلات اللبية أو الترميمية، إذ يعتمد مبدأ التخدير أولاً، ومبدأ تطبيق الضماد الزرنيخي ثانياً.
ولابد من ذكر الحالة العامة للمريض والمعرفة الطبية الكاملة للمبادئ الصحية العامة وتطبيقاتها الرئيسة، وانعكاساتها على المعالجات اللبية المستقبلية، كذلك دور عمر المريض والعوامل الفيزيولوجية المتعددة كدور الغدد الصم والفيتامينات والغذاء. وغيرها، لما لها من قوى حقيقية كامنة تؤدي في المستقبل إلى نجاح مثل هذه المعالجة أو إخفاقها.