وظائف المستقبل في عصر الإنسان الآلي
منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تتوقع استحواذ الروبوتات على أكثر من 47 في المئة من المهن الحالية في السنوات القريبة.
الروبوتات أيضا تحتاج إلى رعاية
لندن -
عدد هائل من المهن والوظائف التقليدية اندثرت أو في طريقها إلى الاندثار، وتقدر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن مليارا ومئة مليون وظيفة قابلة للتغيير الجذري بسبب التكنولوجيا في العقد المقبل، وتوقعت أن تستحوذ الروبوتات على أكثر من 47 في المئة من المهن الحالية في السنوات القريبة.
تحولات كبيرة فرضتها التغيرات على سبل عيش وعمل الناس، وتخوض دول العالم سباقا محموما استعدادا لثورة يشار إليها على أنها ثورة صناعية رابعة، يتم فيها توظيف الذكاء الاصطناعي والخوارزميات في مختلف مجالات الحياة، مثمنين ما سيقدمه هذا التحول من تسهيل وتطوير في حياة البشر.
ولا غرابة أن نعلم أن الصين هي المنافس الأول للولايات المتحدة، وأنها خصصت مبلغ 22 مليار دولار ينفق على مدى خمس سنوات للبحث والتطوير. فيما رصدت فرنسا مبلغ 1.5 مليار يورو.
لكن هذا التطور السريع الهائل، ينعش مخاوف لدى مختصين حول مستقبل الإنسان، حيث يعتقد باحثون أن فكرة سيطرة رجال آليين على العالم، التي طرحتها أفلام الخيال العلمي في الثمانينات، ستتحول إلى حقيقة واقعة قريبا.
إنه عالم تستحوذ فيه الروبوتات على وظائف 800 مليون عامل في العالم، بحلول عام 2030، وهو ما كانت قد كشفت عنه دراسة لشركة ماكينزي، الدولية التي أجريت عام 2018، وشملت 800 مهنة في 46 دولة، سيحل فيها الروبوت والذكاء الاصطناعي محل الإنسان.
إنه عالم تستحوذ فيه الروبوتات على وظائف 800 مليون عامل في العالم، بحلول عام 2030
والمنتدى الاقتصادي العالمي أيضا توقع اندثار نحو 7 ملايين وظيفة بدءا من العام الحالي 2020، فما هي الوظائف التي سيحتاجها العالم إذا في المستقبل؟ إليكم أهم خمس وظائف توقع الخبراء أن يتزايد الطلب عليها:
- مطور تطبيقات ذكية: جميعنا يلاحظ تزايد الاعتماد على التطبيقات الذكية في مختلف المجالات، ويتوقع تحميل 222 مليار تطبيق حول العالم عام 2022.
- أخصائي بيانات: صارت البيانات عصب الحياة، لذا فإن جمع البيانات وتخزينها وتحليلها إلى معلومات ستكون المهنة الأكثر طلبا.
- أخصائي نانو تكنولوجي: التكنولوجيا متناهية الصغر، التي باتت جزءا أساسيا في معظم صناعات الأجهزة الحديثة، كذاكرة الكمبيوتر والخلويات، ومجالات أخرى كالطاقة والطب وغيرها.
- صيانة الروبوتات: بديهي أن يتزايد الطلب على خبراء في صيانة الروبوتات والتعامل معهم مع تزايد الاعتماد على الروبوت في مجالات واسعة.
- أخصائي أمن معلومات سيبراني: فمع التوسع التكنولوجي، يتوقع زيادة عمليات القرصنة، التي ستجعل من أخصائي حماية البيانات كنزا ثمينا.
بالطبع هذا لن يخفف من مخاوف علماء الاجتماع وعلماء النفس، حيث تبقى القضية الأساسية التي تؤرقهم، هي الانعكاسات السلبية الناجمة عن التحول الكلي للذكاء الاصطناعي، والتي تطال إنسانية الإنسان وأخلاقياته.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة ألفا بت، الشركة الأم لغوغل، قد طالب الحكومات بوضع ضوابط للموضوع، محذرا من أنه في غياب ذلك سيكون العالم كله عرضة لفوضى الذكاء الاصطناعي، وستكون سيطرة حكومات الدول هشة أمام سيطرة الآلة، ما يهدد الكوكب كله بالفناء.
فهل يكون الذكاء الاصطناعي آخر الابتكارات العظيمة التي تقضي على البشرية، بدلا من دفعها للأمام؟
الجواب على ذلك تملكه النخب المثقفة، من مفكرين وعلماء ومنظمات مجتمع مدني، إلى جانب حكومات الدول، يجب أن يقبل الجميع أن الذكاء الاصطناعي أصبح قدرا لا فكاك منه. أي من الأجوبة نختار سيكون الذكاء الاصطناعي برفقتنا.