إليك
أبدا لذكرك أدمعي تترقرق
وجوى يفيض وخافق يتحرق
قد جف عودي وانطوت أوراقه
من ذا الذي يحنو عليه ويشفق
هل من سبيل كي أضمك لحظة
فلعل عودي قرب عودك يورق
أنا إن تركتك مبحرا في غربة
فلأن قلبي في ضلوعك يخفق
ولقد بكيت على ذراعك ساعة
كالطفل يجهش بالدموع فيشهق
ضاع الكلام أفي لساني عقدة
أم أن دمعي بات عني ينطق
عيناك يا بحرا تتابع موجه
ياليت أني في بحارك أغرق
سافرت أبحث في البلاد منقبا
فلعل ظني في مرادي يصدق
وركبت في سفن الفراق مصابرا
إذ رب شمسي من جراحي تشرق
ليلي يهيج أدمعي ومواجعي
وبكل ألوان الضنى يتأنق
سابقت عمري كي أنال سعادة
لكن حظي للتعاسة أسبق
طيرت نفسي في الفضاء فراشة
تدنو من اللهب الحريق فتصعق
لا تقطعي حبل الوداد فإنني
يوما سأرجع حاملا ما أرزق
ولقد حملتك يا هموم ثقيلة
لو أن صخرا ناب عني يفلق
شيبتني قبل المشيب بغربة
وفتحت جرحا لا أراه سيغلق
أدري بأنك تحملين مواجعي
لكن جراحي من جراحك أعمق
لشاعرها...