* أحد منازل الآخرة المهولة الصراط , وهو جسر ينصب على جهنم
ولا يدخل أحد الجنة ما لم يمرعليه وقد جاء في الرواية أنه أدق مــن
الشعرة وأحد من السيف وأحمى من النار , ويمر عليــه المـؤمـنــون
الخالصون بمنتهى السهولة كالبرق الخاطف , والبعض يمرون عليــه
بصعوبة لكنهم ينجون ,والبعض يسقطون من عقباته في جهنم , وهو
في الآخرة تجسيد للصراط المستقيم في الدنيا الذي هو الدين الــحــق
وطريق الولاية واتباع حضرة أمير المؤمنين والأ ئمة الطاهريــن مــن
ذريته صلى الله عليه وآله وسلم .

وكل من عدل عن هذا الطريق ومال الى الباطل بقول أو فعل فســيــزل
من تلك العقبة ويسقط في جهنم , والصراط المستقيم في سورة الحمـد
اشارة الى الفريقين .

* نقل العلامة المجلسي رحمه الله في حق اليقين عن ( عقائد الصدوق )
رحمه الله :
اعتقادنا في العقبات التي على طريق المحشر أن كل عقـبــة منهــا اســم
فرض وأمر ونهي , فمتى انتهى الا نسان الى عقبة اسمها فرض وكـان
قد قصر في ذلك الفرض حبس عندها وطولب بحق الله فيها فـان خـــرج
منه بعمل صالح قدمه أو برحمة تداركه نجا منها الى عقبة أخرى , فــلا
يزال يدفع من عقبة الى عقبة فيسأل عما قصر فيه ( الفرض ) من معنـى
اسمها فان سلم من جميعها انتهى الى دار البقاء فيحيا حياة لا موت فيــها
أبدا وسعد سعادة لا شقاوة معها أبدا , وسكن في جوار الله مــع أنبيـائـــه
وحججه والصديقين والشهداء والصالحين من عبــاده , وان حبــس علـى
عقبة فطولب بحق قصر فيه فلم ينجه عمل صالح قدمه ولا أدركته من الله
عز وجل رحمة زلت به قدمه عن العقبة فهوى في جهنم نعوذ بالله منها .

وهذه العقبات كلها على الصراط واسم عقبة منها الولا ية يوقـف جمــيــع
الخلا ئق عندها فيسألون عن ولا ية أمير المؤمنين والأ ئمة عليهم السلام
من بعده فمن أتى بها نجا وجاوز ومن لم يأت بها بقي فهوى , وهو قول
الله عز وجل : ( وقفوهم انهم مسؤولون ) .

وأهم عقبة منها المرصاد وهو قول الله عز وجل: ( ان ربك لبالمرصاد )
ويقول الله عز وجل :
( وعزتي وجلا لي لا يجوزني ظلم ظالم ) واسم عقبة منها الأ مانة واسم
عقبة منها الرحم واسم عقبة منها الصلاة وباسم كل فرض أو أمر أونهي
عقبة يجلس عندها العبد فيسأل .

* وروي عن الامام الباقر عليه السلام :
لما نزلت هذه الآ ية ( وجيء يومئذ بجهنم ) سئل عن ذلك رسـول اللـه
صلى الله عليه وآله وسلم فقال :
أخبرني الروح الأ مين أن الله لا اله غيره اذا برز الخلا ئــق وجــمــيــع
الأ ولين والآخرين أتى بجهنم تقاد بألف زمام يقودها مائة ألف ملك مــن
الغلا ظ الشداد , لها هدة وغضب وزفير وشهيق , وانها لتزفر الـزفــرة
فلولا أن الله عز وجل أخرهم للحساب لأ هلكت الجميع ثم يخــرج مــنهـا
عنق (لسان عظيم من نار) فيحيط بالخلا ئق البر منهم والفاجر فما خلق
الله عز وجل عبدا من عباده ملكا ولا نبيا الا ينادي ربي نفســي نفســـي
وأنت يا نبي الله تنادي أمتي أمتي , ثم يوضع عليها الصــراط أدق مــن
الشعرة وأحد من السيف عليها ثلا ث قناطر , فأما واحدة فعليها الأ مانة
والرحم وثانيها فعليها الصلا ة وأما الثالثة فعليها عدل رب العالمين جــل
وعز وهو قوله تعالى: ان ربك بالمرصاد , والناس على الصراط فمتعلق
بيد وتزل قدم ويستمسك بقدم والملا ئكة حولها ينادون : يا حليم اغــفــر
واصفح وعد بفضلك وسلم سلم ,والناس يتهافتون في النار كالفراش فاذا
نجا ناج برحمة الله عز وجل مر بها فقال الحمد لله وبنعمته تتم الصالحات
وتزكوالحسنات والحمد لله الذي نجاني منك بعد اياس بمنه وفضله ان ربنا
لغفور شكور .

* روى الثقة الجليل الحسين بن سعيد الأهوازي عن الامام الباقر (ع) :
أتى أبا ذر رجل فبشره بغنم له قد ولدت فقال : يا أبا ذر قد ولدت غنمـــك
وكثرت فقال : ما يسرني كثرتها فما أحب ذلك فما قل وكفى أحب الي ممـا
كثر وألهى اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :
على حافتي الصراط يوم القيامة الرحم والأ مانة فاذا مر عليه الــوصــول
للرحم المؤدي للأ مانة لم يتكفأ به في النار وفي رواية أخرى اضافة قوله
واذا مر الخائن للأ مانة القطوع للرحم لم ينفعه معهما عمل وتــكــفــأ بــه
الصراط في النار .