حكى لي صديقي قصته .
يقول انا اشرب عرك (خمر ) كثير وموبإنصاف .
قال لي ولدت وترعرت وسط عائلة لاتعرف غير الله ولاتهتم الا بالصلاة . الا اني صاحبت بعض الاصدقاء فتجرأت بطريقة من الطرق وشربت العرك معهم .
هكذا بدأ مشواري مع هذا السم المحرم القاتل .؟
نعم اشرب الخمر . اذا لم أشربه في كل يوم فكل اسبوع لابد وان اشربه . صارت عادة وجرأة عندي بحيث لااهتم لحرامه ولاحلاله .
انني اشرب الخمر ولكن لاادنو للغيبة ولاافكر بالقتل نهائيا ولااحب ان اجرح انسان لابمشاعره ولا بجسمه .
يقول في يوم من الايام .
كنت مارا بالشارع وشاهدت اطفال يربطو قط ويضربوا عليه . المشكلة كنت سكران بعض الشيء . وعند رؤيتي الى ذاك المشهد هجمت على الصغار بكل قوتي وضربت كل من لحقت بهِ ثم خلّصت القط المسكين من مأزقه . حتى لازال جرح القط عميق على ظاهر يدي كان يظن انني اريد ان اضربه .
واتذكر يوم من الايام حدثت مشاجرة بين شخصين بالشارع فضرب احدهم الاخر بسكين . وعند رؤيتي تلك اللقطة سرعان مافقدت الوعي حتى نقلوني الى المستشفى .
انا قلبي رقيق وحنين . لكن نفسي ضعيفة أمام الخمر . وهذه نقطة ضعفي .؟
كم اتعبت ابي وامي واخوتي من هذة العادة السخيفة . والمشكلة انني لاأفكر بالاقلاع عنهُ.
وفي يوم من الايام . اصابني مرض خطير . كاد يؤدي بي الى الهلاك .
وهنا تغيّر منحى حياتي .؟
فرحت ادعو الله بالخفية والعلن . حتى فكرت ان اقلع عن الخمر واتوجه الى ربي لعلّي اجد شيئا امتع من نشوة الخمر المرة العفنة .
أطال المرض مكوثه في حضرتي تجاوز الاسابيع حتى يأست من العودة الى الحياة . فنذرت الى ربي بأن اقلع نهائيا عن الخمر وسوف اقيم الصلاة الى الممات .
حتى استجاب الله دعائي . وشفيت من مرضي وفعلا رفعت الوضوء واقمت الصلاة .
وفي تلك الايام فرحوا اهلي وهنئوني على عودتي الى الطريق الصحيح .؟
لكن دناءة نفسي وضعف شخصيتي . سرقت نفسي عن انظار اهلي وتسللت الى مكان صحبي . الهتلية . وشربت الخمر معهم من جديد . يعني كسرت العهد مابيني وبين الله .
ولكن الله عظيم فبطريقة سترني ولم يشهرني امام عائلتي . عدّت هذه المرّة .؟
ثم رجعت الى غرفتي وفي اليوم الثاني قضيته كله بكاء واستغفار . ولم البث بضعة ايام حتى عدت من جديد وايضا شربته من جديد . ولكن هذة المرّة كشفني والدي . وطبعا شاط غضبا وتوعدني بالزعل الذي لاوراءه صلحا ابدا .
ثم قررت هذة المرة ابدا لاأقربه من فمّي حتى لوكان دواء لي .؟
وبدأت استغفر . واستغفر ولكن من غير قناعة بداخلي ولانني افكر بكسر عهودي مع الله مرتين ولربما اكثر . فقلت في نفسي يجب ان اعمل شيئا كبيرا ليرضي الله مثلا عمل جهادي ومنه الشهادة في سبيل الله او اتبرع بجزء من جسدي الى محتاج ولوجه الله . اما جالس بالبيت واستغفر فهذا لايكفيني ولااشعر بقناعة ولابرضا عن نفسي .
لكن ياترى . اين هو الجهاد واين هم الكافرين حتى اقاتلهم .
تركت التفكير بالجهاد وبدأت ابحث عن شخص مؤمن اومسلم اواي انسان ومن كل دين يحتاج قلب او اي شيء لاعطيه مقابل يسامحني الله على كسر عهودي .
الايام تمر والظروف تتقلب حتى نسيت كل شيء . ثم في لحظة تذكرت ليالي الانس والايام الصفراء فحنّيت للخمر من جديد .
آه من هذة الرغبة البشعة . ثم اضطربت مابين اشرب خمر أو لا .
حتى قررت ان اشرب . لانني اشتهيت العبث من جديد . فرحت الى احد اصدقائي السرسرية . وسالته ليعطيني شيئا منه . فقال لي .
يابه انت شتحجي صارنا اسبوع مقطوع عنّا الخمر ولاتتعب نفسك فهذه الايام لايوجد خمر بالمدينة .
رجعت الى البيت كأني خائب وخاسر بعض الشيء . ثم جلست في غرفتي . وسمعت الاذان يكبر بأسم الله الواحد الصمد وسرعان مامر على خاطري الموت والقبر والجنة والنار ثم راجعت شريط يومي فوجدت نفسي خسيس ناكث العهد . حيث انا الذي ذهبت بنفسي لاشرب الخمر وكان الخمر لايريدني .
ثم دعيت الله من جديد بأن يغفر لي فأنني كنت من المذنبين .؟
بقيت حائرا وماذا اعمل حتى احصل على مغفرة من رب رحيم . ثم غلقت باب غرفتي ورحت اجلس القرفصاء تارة ابكي واخرى اتباكى . وكان التلفزيون مفتوح لكنني لااعير اهمية له .
وكانت قناة تسمى (الرافدين) هي التي مفتوحة امامي .
فسمعت خبر كدت اطير من الفرح . ياربي رحماك فلقد استجبت دعائي . وكان الخبر يقول .؟
نزف للشعوب الاسلامية بقيام الدولة الاسلامية . وبهمة المجاهدين سوف نرفع علم لاالله الا الله ومحمد رسول الله على كل بلاد العالم .
يايابه يافرحتك ياأنا اليوم اثبت الى ربي كم اتوق الى الشهادة في سبيله ........ بعد دولة اسلامية . مااحلى هذا الاسم العظيم .
كدت اخرج نصف الليل من اجل ان اتبعهم .طبعا من فرحتي بالجهاد تحت لواء الله ورسوله العظيم .
وفي الصباح خرجت مبكرا ومسرعا لاستقصي عن هذا الخبر العظيم . لكنني لم ارى اي شيء بالشارع وكل من أسأله لايعرف شيئا . عجيب . هل انني كنت احلم .
ثم التقيت ببعض الصحبة الطيبين فقالوا ان جيش الاسلام قادم من جهة تركيا ومستقر بالفلوجة . فرحت كثيرا ودعوت لهم بالنصر المجيد . طبعا لانهم يرفعوا راية الله ورسوله .
وما الشيء الذي افضل من ذلك .؟
ثم جهزت نفسي للسفر حتى لاحظني ابي مابين البسمة على وجهي من الفرح ومابين الحزن الدفين . فسالني واعترفت له بما اريد ان اقوم به من عمل .
صاح ابي بوجهي . لا يولدي انا الذي اريد التحق بهذا الجيش المسلم العظيم .؟
ثم تناقشنا انا وابي وتزاحمنا على الذهاب لنصرة الاسلام . لنصرة الدولة الاسلامية .
وبالاخير وافق ابي على ان اذهب بشرط ان لااعود الا شهيد . يالله الشهادة يارب .
وبطريقة واخرى وصلت الى بغداد ثم استأجرت سيارة نحو الفلوجة من اجل الالتحاق بجيش الاسلام .
حتى وصل صاحب السيارة الى منطقة بعيدة عن مشارف حدود الفلوجة وقال لي . يااخي الى هنا ولااستطيع التقرب فانهم يقتلونا . تعجبت من كلامه . وقلت له كيف يااخي تقول هذا انهم جيش الله المختارون يزهقون الباطل ويرفعون الحق . الرجل شعرت به خاف مني . اعوذ بالله هذة اول خطوة صرت أخوف العامة .
ولكن فكرت بنفسي لربما هذا كافر . ويعتقد جيش الاسلام يرعب العباد . المهم .
نزلت من السيارة وانطيته حقه ثم عاد من حيث اتى وانا ذهبت راجلا لالتحاقي بجيش الاسلام الذي سوف يمد النور على آفاق المعمورة .؟
مشيت مايقارب ثلاث كيلو متر وكنت افكر في نفسي فأن كل خطوة عند الله بالف حسنة . طبعا لانني ملتحق بجيشه صح وسوف اموت في سبيله وانا كلي قناعة وتفائل برضا الله ثم افوز بجنته .؟
وانا امشي وفجئتاً . خرج بعض الرجال وهم يحملون البنادق ويصرخون عليّه بصوت اسمعه ولاافهمه . حتى وقفت واحاطوني وهم يتكلمون بلغة لاافهمها . ثم بعد لحظة جاء رجل حتى قال لي (يلخو شوتعمل هون) انا خوك هذا موعراقي . ثم وبعد ذلك عرفت ان اللذين اوقفوني افغانيين وهذا الرجل سعودي . فحمدت الله وقلت في نفسي شوف الاسلام من رحمته لايفرق بين عربي اواعجمي .
سالني الرجل وقال لي شنو انت . انا ماعرفت سؤاله بعدين عرفت مايقصد فقلت له انا شيعي من الجنوب وقادم لاتطوع مع الجيش الاسلامي لرفع الحق وزهق الباطل . ولااعود الا وانا محمول ع الاكتاف .
تبسم الرجل وباركلي قدومي وقال لي تعال سوف اقدمك للخليفة .
يا الله للخليفة مرّة وحده . اعوينت ابو اصلي انوخذنا . وسوف اصل للجنه سريعا حين مااتبارك بوجه خليفة المسلمين .
ثم اخذني بيده وادخلني للمعسكر وكان كل المجاهدين ينظرون لي بتعجب .لان لحاهم قريب من الصرة وانا ضاربها موس وبالمقلوب .؟
ثم اوقفني مع شخصين من حرس باب الخليفة . وانا كم اتمنى اللقاء مع الخليفة . كان في نيتي اقبل يديه واقدامه ولانه زعيم الدولة الاسلامية .وانا ابحث عن التوبة من معاقرة الخمر اللعين .
فخرج واعتذر مني وقال سوف تلتقيه غدا والسبب انه في حالة جهاد ...........؟
عجيب الزعيم الاسلامي في مخبأه ويجاهد .ففكرت بنفسي لربما جهادة من خلال الكمبيوتر ..أي هذا عصرحديث والتواصل من عبر النت .
ثم اخذني الرجل وادخلني الى دار وكان فيها مايقارب العشرين رجل . وقال لهم هذا يخصني اريده منكم غدا معافى فاعتنوا به . الحمد لله .
ذهب الرجل ورحب بي المجاهدون .؟
عاد المجاهدون الى مكانهم . وكان الوقت عصرا قريب من الغروب . وبعد برهة من الزمن رفع الاذان وذهب الجميع يصلي وطبعا ذهبت معهم لكن المشكلة انهم عابوا صلاتي وقالوا انك قادم من جهة الجهل فالصلاه الصحيحة هكذا . تعجبت . وتحسرت على ابي حيث ان عمره ستين سنة ولازال يصلي غلط . طبعا غير جيش اسلامي ويعرف كل شيء عن حركات الدين .؟
ثم رجعنا الى الدار . وجلس الجميع على شكل حلقة ثم اخرجوا لفافات ورق تتن وتبغ وبدأوا يلفّون جكاير . كسروا خاطري . كلت في نفسي خطية انهم يتواضعون . ولذلك يدخنوا جكاير لف .انا كنت ادخن مارلبورو . فأستحيت اطلّع باكيتي . كلت مايصير اتعالى عليهم وهم جيش اسلامي عظيم .
ثم صاروا كل مجموعة عددها ثلاث اشخاص اواربعة . وصارت الجكارة تفتر مابينهم . عجيب انهم لفي درجة عظمى من الصبر والتواضع والاقتصاد . كل ثلاثة ابجكارة وحده .
ثم قالوا لي تعال اشترك معنا . انا لااشرب اللف . ولكن قلت لهم .لا توني ذبيتها ومااكدر .
حتى قالوا وكأنهم يجبروني على التدخين . ياخونا هذه من ضمن الجهاد تعال دخن معنا .
طبعا سمعت جهاد وبركات . وشوية شفتهم جادّين على ان ادخن معهم . المهم دخنت . اول مصّه كحيت بقوة واختنقت كنت اشم فيها رائحة الروث . سرجين الهوش .
ولكن قلت في نفسي بارك الله بهم حتى التتن من الرخيص شنو هذا الايمان شنو هذا الشرف .
ثم افترّت الجكارة وعادت الي من جديد . فدخنتها . وبعد هذه الجذبه من النفس . راسا قلت لهم . ياجماعة ماهو جهاد الخليفة وهو في غرفته .؟
نظر الي الجميع بعيون حمراء جاحظة . وبعد لحظة . ضحكوا بصوت عالي ضحكة طويلة . استغربت . ثم قالوا لي انه مع ثلاث نساء . يجاهد بالنكاح في سبيل الله .
هنا ضحكت كثيرا وهم ينظرون لي وحين سكتت فضحكوا اكثر مني .
الظاهر كنا ندخن حشيشة . انا اخوك انا والجيش الاسلامي نضرب بالحشيش .؟
ثم رحنا نتكلم . لااتذكر ماذا كنت اقول ولكني اتذكر ان بعضهم قال .
آخ لو الرئيس صدام حسين حيا لفرح بنا كثيرا وجعلنا اسياد العراق .؟
تعجبت كثيرا ماعلاقة الرئيس بالدولة الاسلامية . ثم قال احدهم لايهم سوف نأخذ بثأره من كل العراقيين حتى البعثيين الموجودين هناك عجيب .؟
ثم قال احدهم وسوف نمحي معالم كربلاء والنجف نهائيا . عجيب .؟
كيف دولة اسلامية بلا وجود آل بيت رسول الله ص . المهم كنت محشش ولاافهم بالضبط وكنت اتصور انهم يتكلمون صح ..... نعم لانهم جيش اسلامي وفاهم كل شيء .؟
حتى نمنا كل واحد منّا كأنه كلب بلا مأوى . لاننا شبعنا حشيش في ليلة البارحة .
ثم اصبح الصباح . وشعرت وكأني كنت متخوم بكيلوين من روث الخيل اضافة الى الشعور بالبهوت التام . طبعا لانه كنت متخوم حشيش .؟
القصة لها تتمة