تويوتا تشعل معركة صناعة بطاريات السيارات الكهربائية
خبراء: البطارية ستكون المعركة الفاصلة للسيطرة على سوق صناعة المركبات الصديقة للبيئة بعد أن أصبحت الشغل الشاغل للشركات منذ فترة.


مركز ثقل السيارات الصديقة للبيئة
أشعلت شركة تويوتا اليابانية معركة عمالقة صناعة السيارات المتعلقة بطرح نماذج صديقة للبيئة ببطاريات أكثر قوة من مختلف الطرازات الكهربائية التي لا تزال أسعارها مرتفعة بشكل كبير، ما يجعلها بعيدة عن متناول شريحة واسعة من المستهلكين حول العالم.
أعلنت شركتا تويوتا موتور كورب أكبر منتج للسيارات في اليابان، وتويوتا إنداستريز للآلات ومكونات السيارات اعتزامهما مناقشة خطط إنتاج طرز سيارات معينة ومواصفات البطاريات اللازمة للسيارات الكهربائية.
ويكافح المصنّعون مخاوف المستهلكين من استخدام السيارات الكهربائية، التي لا تزال تواجه تحديات شاقة لإقناع الناس بجدواها بسبب العمر الافتراضي لبطارياتها في ظل جنوح الحكومات لخفض الانبعاثات الضارة بكوكب الأرض.
وتأتي خطوة تويوتا، التي كشفت عنها وكالة بلومبرغ قبل أيام، في الوقت الذي تعكف فيه إنداستريز على تطوير بطاريات سيارات تويوتا موتور الهجينة.
ويتفق خبراء القطاع على أن البطارية ستكون المعركة الفاصلة للسيطرة على سوق صناعة المركبات الصديقة للبيئة بعد أن أصبحت الشغل الشاغل للشركات منذ فترة.
وبدأ معظم المصنعين في سباق من أجل ابتكار وحدات ذات جودة عالية في البطاريات، وفي الوقت ذاته إيجاد حلول لمعرفة مدى قدرتها على العمل لمدة أطول مع مرور الوقت دون أن تحدث مشاكل.
ومع التطور التكنولوجي المتسارع، تسعى الشركات إلى إيجاد حلول جديدة لإطالة عمر البطاريات بهدف توسيع قاعدة المشترين باعتبار أن الموديلات الكهربائية ستكون المسيطرة على الطرقات في المستقبل القريب.
وأشارت بلومبرغ إلى أن تويوتا إنداستريز ستقوم بإنتاج البطاريات الجديدة في مصنعها بمنطقة كيوا وفي المصنع الجديد بالقرب من مصنع هيجاشيورا، والاثنان يقعان في إقليم آيشي الياباني.

تويوتا ترغب في تطوير بطارية الحالة الصلبة بحلول 2025
وكانت تويوتا موتور قد قدمت أول سيارة هجينة مزودة بمحركين أحدهما بعمل بالوقود التقليدي والآخر يعمل بالكهرباء في العالم، عندما كشفت عن نموذج السيارة بريوس عام 1997 لتبدأ إنتاجها وتسويقها في عام 2001 حيث تباع حاليا في أكثر من 40 دولة ومنطقة في العالم.
وتحتوي السيارة بريوس الهجينة مجموعة بطاريات الليثيوم المؤين لتخزين الطاقة الكهربائية التي يتم توليدها أثناء عمل المحرك التقليدي لاستخدامها في ما بعد لتشغيل المحرك الكهربائي عند تحويل السيارة للعمل بالمحرك الكهربائي لتوفير استهلاك الوقود.
وترغب تويوتا في تطوير بطارية الحالة الصلبة بحلول 2025، في حين يتوقع أن تسبقها شركة فيسكر الأميركية المصنعة للسيارات الكهربائية بعامين.
ودخل تحالف رينو الفرنسية ونيسان اليابانية في عام 2018 إلى هذا السباق للاعتماد على هذه البطارية المذهلة، وتتضمن خطتهما اعتماد هذه التقنية الجديدة بحلول 2025.
ويقول الخبراء إن البطاريات الصلبة تمثل مستقبل السيارات الكهربائية بدلا من بطاريات أيونات الليثيوم، حيث أنها تعتبر أكثر قوة وأمانا وأقل سعرا.
ويعتمد هذا النوع على مواد صلبة بدلا من الإلكتروليت السائل، وهو ما يساعد على زيادة كثافة الطاقة، مما يعني المزيد من مدى السير مع نفس الحجم.
ولا تحتاج هذه البطاريات إلى نظام التبريد، وهو ما يقلل التكاليف والوزن، فضلا عن توفير المزيد من الأمان لعدم تسبّبها في نشوب حرائق شديدة عند وقوع حوادث.
وسيستغرق ظهور هذه النوعية من البطاريات في الأسواق بعض الوقت، لكن من المتوقع أن تدخل البطارية برامج الإنتاج القياسي خلال العقد القادم.
وشكّل ابتكار لفريق من الباحثين السويديين تم الكشف عنه في ديسمبر الماضي يتعلق بتخزين الطاقة في البطاريات، خطوة عملاقة يتوقع خبراء أن تغيّر وجهة المنافسة بين المصنعين.
ونشرت مواقع مختصة بالاكتشافات العلمية مطلع هذا الأسبوع مقطع فيديو مدته دقيقة واحدة يقول فيه أحد الباحثين إن هذا السائل يعمل كبطارية قابلة لإعادة الشحن، ولكن بدلا من الكهرباء، تدخل أشعة الشمس وتخرج كحرارة عند الحاجة.
ويؤكد رئيس الفريق، كاسبر موث بولسن، في الفيديو أن هذا الابتكار الثوري يعتمد على أجزاء داخل السائل يمكنها امتصاص الطاقة، وهي تتكون من ثلاث مواد هي الكربون والهيدروجين والنيتروجين.
وأوضح أن المادة سائلة وتكون في درجة حرارة الغرفة وتمتص طاقة الشمس وتخزنها ليتم إطلاقها لاحقا عند الحاجة إليها من خلال جهاز خاص خلال فترة زمنية قد تمتد إلى 18 عاما.
واستغرق فريق البحث، بقيادة بولسن، ما يقارب عشر سنوات تقريبا من البحث وبتكلفة تقدر بنحو مليوني يورو في تطوير وحدة تخزين الطاقة الشمسية الكيميائية الجديدة.