تعقيدات رقمنة أيقونة فولكسفاغن الكهربائية تؤجل انتشارها
300 مشكلة فنية يحاول المئات من المختصين التغلب عليها في طراز آي.دي 3 التي ستكون منافسا لسيارة تسلا الكهربائية.
تبذل مجموعة فولكسفاغن الألمانية جهودا لتجاوز إحدى أهم العقبات التقنية، التي تواجه تقدمها في مجال ابتكار السيارات الصديقة للبيئة بعد أن قدمت نموذجا يتوقع كثيرون أن يكون أيقونة مهمة في سوق يتزايد الاهتمام بها من قبل المنافسين وخاصة الشركات الناشئة.
النموذج الكهربائي الأرخص
فولفسبورغ (ألمانيا) –
يشكل أول نموذج كهربائي يطلقه عملاق صناعة السيارات الألماني فولكسفاغن، منعطفا حاسما في تاريخ ابتكار السيارات الصديقة للبيئة، بسبب رخص سعره.
وتتدافع في هذه السوق الواعدة العشرات من الشركات الناشئة، التي ظهرت في السنوات الأخيرة، جنبا إلى جنب مع عمالقة المجال المعروفين بإنتاج المركبات ذات محركات الاحتراق الداخلي.
ولكن الشركة تعترضها مشكلة اليوم في ظل البرمجيات المعقدة في سياراتها آي.دي 3، والتي يعكف على حلها المئات من المختصين، في ظل مخاوف من اضطرار الشركة إلى تأجيل طرح السيارة للبيع في السوق الأوروبية خلال الصيف المقبل.
وذكرت مجلة مانيجر ماغازين الاقتصادية الألمانية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني مؤخرا أن أكثر من 10 آلاف فتى يحاولون حل مشكلات برنامج كمبيوتر السيارة الكهربائية.
ونقلت المجلة عن خبراء في الشركة الألمانية القول إن عدّة أجزاء من البرنامج لا تستطيع فهم بعضها البعض، وهو ما يؤدي إلى حدوث مشكلات عديدة في تشغيل السيارة.
أجزاء من برنامج كمبيوتر سيارة آي.دي 3 لا تستطيع فهم بعضها بعضا، ما يؤدي إلى حدوث الأخطاء أثناء القيادة
وكشف هؤلاء الخبراء أن الاختبارات التي تجري للسيارة الجديدة تكشف عن أكثر من 300 خطأ يوميا.
وستكون السيارة آي.دي 3، في حال تم إطلاقها رسميا في السوق، أول طراز ضمن سلسلة جديدة تعتزم الشركة إطلاقها لجذب جمهور واسع ولتكون الأساس لطرازات أخرى من السيارات الكهربائية.
ويقول محللون إن خطوة فولكسفاغن من الواضح أنها البداية فقط في هذا المشوار الطويل، لجمع كافة الخيوط التكنولوجية المفقودة، في محاولة لتنظيف سمعتها التي تلطخت بعد فضيحة عوادم الديزل.
ويرجح المختصون أن تكون آي.دي 3 منافسا للسيارة الكهربائية موديل 3 التي تنتجها تسلا، وسيقل سعرها في ألمانيا عن 30 ألف يورو.
وبهدف الإطاحة بالشركة الأميركية من على عرش السيارات الكهربائية الفارهة، كثفت فولكسفاغن تحركاتها وخاصة بعد توجيه بوصلتها إلى الصين في مسعى لتحويلها إلى قاعدة لغزو طرقات العالم مستقبلا.
وتعتبر آي.دي 3 أول سيارة كهربائية يتم تطويرها على أساس منصة الدفع الكهربائية المعيارية (أم.إي.بي)، لكي تتيح إنتاج سيارة سريعة الشحن وذات مدى أطول.
وكانت فولكسفاغن قد أنشأت تلك المنصة بالتعاون مع شركة فورد في عام 2015 لتصميم سيارة كهربائية سوف تطرح في الأسواق الأوروبية.
وتقول فولكسفاغن إن هذه المنصة سوف تستخدم في إنتاج 27 سيارة كهربائية بنهاية 2022 وتحمل علامات فولكسفاغن أو أودي أو سكودا أو سيات التي تمتلكها المجموعة.
مشكلات عديدة في تشغيل السيارة
وأشار موقع أوتوموتيف نيوز المتخصص في موضوعات السيارات إلى أن السيارة آي.دي 3 في حجم السيارة فولكسفاغن غولف الشهيرة وتستهدف السوق الأوروبية ومن غير المتوقع بيعها في الولايات المتحدة، في حين تطور الشركة الألمانية السيارة آي.دي 4 كبيرة الحجم للسوقين الأميركية والصينية.
ولدى الشركة الألمانية قناعة راسخة بأن النموذج الكهربائي الأرخص الذي ستصنعه مهم من الناحية الاستراتيجية بالنسبة إلى مستقبلها، كما كانت السيارتان بيتل وغولف مهمتين بالنسبة إليها في الماضي عندما الصراع على أشده.
ويقول الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكسفاغن هربرت دايس إن السيارة آي.دي 3 ستنقل السيارات الكهربائية من الهامش إلى التيار العام في الشوارع.
وحتى الآن، فإنه بالنسبة إلى العديد من المستهلكين، تُعتبر السيارات الكهربائية التي تتمتع بقدر أكبر من الاستقلال الذاتي منتجا فاخرا باهظ الثمن وغير عملي بسبب عدم وجود شبكة شحن.
لكن منتج فولكسفاغن الجديد مختلف، فهي سيارة كهربائية مدمجة عائلية وصغيرة، وفقا للتصنيف الأميركي، مع بطاريات احتياطية تسمح بالقيادة لمسافة تصل إلى 550 كيلومترا باستقلالية تامة.
وكانت فولكسفاغن قد ذكرت في يناير الماضي أن تطوير الهيكل الإلكتروني والبرمجي للسيارة الجديدة مهمة صعبة، لكنها أضافت أن موعد طرح السيارة في السوق خلال الصيف المقبل ما زال قائما.