بطارية جنرال موتورز فائقة القوة تهدد طموحات تسلا
نماذج ثورية تعد بنقلة في مستقبل السيارات الصديقة للبيئة.


محور استدامة المركبات الخضراء
اعتبر المختصون كشف شركة جنرال موتورز الأميركية عن تطوير بطارية كهربائية فائقة القوة تهديدا مباشرا لمنافستها المحلية شركة تسلا المتخصصة في ابتكار الطرازات الخضراء، التي تعرّضت لكثير من العثرات في السنوات الأخيرة.
ديترويت (الولايات المتحدة)

تخوض شركة جنرال موتورز الأميركية معركة فاصلة لتركيز موقعها في سوق السيارات الكهربائية بعد أن كشفت عن بطارية جديدة أكثر قوة من تلك التي تصنعها كيانات منافسة.
ويرجع المختصّون تحرّك جنرال موتورز إلى حوادث سيارات تسلا التي كانت دافعا قويا على ما يبدو لأن يغيّر المطوّرون نظرتهم الضيقة لكيفية ابتكار بطاريات لا تلحق ضرارا بالسيارة قبل التفكير في سعتها وعمرها الافتراضي.
وأعلنت الشركة، التي تتخذ من في ولاية ميتشغان الأميركية مقرا لها، في حدث الأسبوع الماضي أنها ابتكرت بطارية توفر طاقة تشغل السيارة الكهربائية لمسافة تصل إلى 645 كيلومترا، ويمكن إنتاجها بتكلفة أرخص.
وهذا المستوى أكثر بنحو 15 كيلومترا من سعة بطارية تسلا التي تسير بها سياراتها موديل أس، مما يجعل الضغوط تتزايد على الشركة التي تحاول تثبيت أقدامها مرة أخرى.
وتهدف شركة صناعة السيارات العريقة إلى إحداث ثورة في مجموعة منتجاتها من خلال تقديم حزمة مميزة من السيارات الكهربائية الكاملة لجميع علاماتها التجارية الأساسية.
ونقل موقع رود شو الأميركي المتخصص في عالم السيارات عن المدير التنفيذي للشركة ماري بارا قولها خلال حدث أقيم في مصنع جنرال موتورز في ديترويت “لقد وصلت قوة جنرال موتورز إلى مستوى المعايير الأوروبية”.
وأضافت أن “هدف الشركة هو النمو السريع لمبيعات السيارات الكهربائية مع جني الأموال من هذه العملية، رغم أنه أمر لم يكن إنجازا سهلا”.

ماري بارا: مقتنعون بأن التغيير المناخي يعد مشكلة حقيقية للقطاع
ومن المقرر أن تُستخدم بطاريات جنرال موتورز للجديدة في عدة طرز من سياراتها الكهربائية الجديدة بالكامل بما في ذلك السيارة الكهربائية ذاتية القيادة التي كشف النقاب عنها مؤخرا كروز أوريغين، وكذلك سيارة كاديلاك رباعية الدفع الفاخرة.
وطموحات موتورز لا تتوقف عند هذا الحد، بل تسعى أيضا إلى الحصول على ترخيص تقنية بطارياتها الجديدة لشركات أخرى.
وتقول الشركة إنها سترصد حوالي ثلاثة مليارات دولار سنويا حتى العام 2025 من أجل أبحاث تطوير السيارات الصديقة للبيئة التي تصنعها.
وقد أكدت بارا أن الشركة تتجه نحو مستقبل كهربائي بالكامل لأن هناك قناعة بأن التغييرات المناخية تعتبر مشكلة حقيقية بالنسبة إلى الجميع.
وأشارت إلى النماذج الكهربائية، التي سيتم إطلاقها خلال العامين المقبلين وتعمل بهذه البطارية، بما في ذلك جي.أم.سي وكاديلاك وبويك وشيفروليه.
وستتخذ خلايا بطارية جنرال موتورز في تصميمها شكل الحقيبة، ويمكن ترتيبها أفقيا أو رأسيا لتوفير مرونة أكبر في التغليف. كما سيتم تجميع مجموعات من الوحدات الصغيرة في وحدات أكبر لتشغيل السيارة.
ويعتقد خبراء أن شراكات تسلا ربما تساعدها على النهوض من كبواتها خاصة إنتاج البطاريات، أحد أبرز التجهيزات، التي تراهن عليها في صناعة سياراتها الكهربائية.
ورغم إعلان كل من تسلا وباناسونيك الأسبوع الماضي إنهاء شراكتهما لإنتاج الخلايا الشمسية، إلا أن شركة الإلكترونيات اليابانية ستحافظ على شراكتها مع نظيرتها الأميركية بشأن صناعة بطاريات سيارات تسلا.
وذكرت صحيفة نيكي اليابانية نقلا عن مصادر مطلعة أن الشركتين تعتزمان مواصلة العمل معا بشأن بطاريات السيارات الخاصة بسيارات تسلا الكهربائية في مصنعها بولاية نيفادا الأميركية.
وجاء ذلك بعد أسبوع من قول تسلا إنها جلبت شركاء مثل أل.جي الكورية الجنوبية وكاتل الصينية، سعيا للتنويع بعيدا عن باناسونيك، التي كانت المورد الوحيد لبطاريات السيارات الكهربائية.
وقامت تسلا وشركات أخرى بتزويد موديلاتها الكهربائية بمختلف أنظمة القيادة لتقليل التأثر بانخفاض درجات الحرارة، حيث يتم تقليل قوة التدفئة مع تحسين توزيع الطاقة.
وهناك طريقة أخرى لتقليل استهلاك الطاقة باستخدام المضخة الحرارية، إذ يتم الاعتماد على الحرارة الداخلية لخزان الجهد العالي والمحرك الكهربائي للتحكم في درجة الحرارة الداخلية.
كما يتم، عادة، التحكم في التفاعل بين نظام التدفئة الكهربائية ونظام المضخات الحرارية بشكل أوتوماتيكي بالكامل.
وليس ثمة قلق من تعطل أنظمة البطارية، إذ يتم ضمان هذا عبر أنظمة العزل المختلفة، وتؤكد تسلا أن بطاريات سياراتها تكون محاطة بسائل يضمن عدم حدوث زيادة في تسخين أو تبريد البطارية.