أيا طيفاً يصيّرني نوراً ونار
شّد وثاقَ الروحِ إليك
علمها كيف تذوي
فوقَ أشرعةِ الأسفار
كيف تغنيكَ فرحاً كونياً
تقتلع جذور ولهي
كموجةِ إعصار
كيفَ تحصدكَ نهراً
من لفافاتِ العطش
وبملىءِ دفقِ راحتيك
تنسابُ بإنهمار
وتدٌّ أنت في وتينها
يزهرُ
سحراً و لوزاً...
وتطّربُ اطيارٌ وأمطار
فأولُ الزمنِ حرفٌ يبذرُ
بفجرِ جبينكَ أديمَ الجمّار
وأخرهُ زفرةٌ تلثمُ ذبولَ المغيب
بوابلٍ من نديّ الازهار
يا أملا تواطئَ بفناءِ سهادي
في لوعةِ البردِ و غربةِ الأقدار
فتوةُ أناملكَ تلجمُ صحارىٰ أزمنتي
تجثُ وعثاءَ بوصلتي متاعَ الأسفار
تغمسُ ترانيمَ الحياةِ في صمتِ أحداقي
وها هنا جسدي فوقَ موجِ هذيانكَ
يسكنهُ كمرفىءٍ بلا سفينةِ إبحار
يا بعيداً ينمو تحتَ رفاتِ أوردتي
يقظةُ السنونو تسفحُ رقصةَ الأنصهار
تبتّرُ أحلامي على تخومِ النجماتِ
تنثرها هباءاً في شبكٍ يقبع
تكممُ النورَ بمواجعِ الضياء
بلهيبِ الوجد مديةٌ تقطع
لا أحسبُ ملاذكَ سمائيَّ الخضراء
سحرُ وفاءكَ يذوي
كما الاحلامُ من ورقٍ مفقَّع
عصيةٌ ملامحُ الأماني عن التدوين
بليلٍ يتعرى من حميميةِ غسقٍ مرقع
إشتباكُ النظراتِ
ما بين كفٍ و رمشٍ ذائبٍ يلذع
يُربكُ ظليَّ المحشوَّ
بوعدِ السندسِ والاستبرقِ الألمع
و أنا أُسائلُ مقابضَ الجدرانِ
عن عطرٍ من أناملكَ ينصع
عن جلبةِ شهقةٍ تقدُّ قميصَ ضياعي
تمازجُ عقيقَ أنفاسك
برجفاتِ وردٍ وياسمينٍ تجمع
تحاصرني شرقيةُ نسماتكَ
تُبعثرني فراشاتك الشقية
تبحثُ عن حقِ اللجوءِ
لوسائدِ الشفقِ الأروع
~~~~~~~
د.شذا