نشرت مجلة "لامينتي إي ميرافيليوزا" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن كيفية تحسين العلاقة بين الأزواج خلال فترة الحجر الصحي.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن التعايش مع الشريك قد يكون أمرًا صعبًا في بعض المواقف مثل الحجر الصحي، التي قد يمر خلالها أحد الشريكين أو كليهما بفترة من التوتر، أو يحدث تغيير في روتين حياتهما الزوجية، أو يواجهان مشاكل اقتصادية يمكن أن تؤثر على علاقتهما.
في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي حتّمتها حالة الطوارئ الصحية التي لا يُعرف نهايتها، قد تظهر العديد من المشاكل الأسرية بسبب الشك في مدى القدرة على تحمّل قضاء المزيد من الوقت في المنزل. لتفادي تفاقم المشاكل يوما بعد يوم، من الأفضل تعزيز استراتيجيات التعايش الزوجي.
مشاكل الأزواج في الحجر الصحي
ذكرت المجلة أنه إلى جانب المشاكل المعتادة للأزواج أثناء فترة الحجر الصحي، فإن المساحة المادية المتاحة تعد من بين أهم الجوانب التي يجب أخذها بعين الاعتبار. من المحتمل ألا يواجه الأزواج الذين يعيشون في منزل كبير نفس المشاكل التي يواجهها أولئك الذين يعيشون في شقة صغيرة. في المقابل، يمكن أن تزيد فرصة الوقوع في المشاكل المتتالية بسبب العجز عن التحكّم في الضغوطات النفسية.
في ظل هذه الظروف، قد يعاني العديد من الأزواج من مشاكل اقتصادية، إذ يفقد الكثيرون وظائفهم أو يقلّ دخلهم. ودائمًا ما تمثّل المخاوف الاقتصادية مصدرًا للقلق، الذي يستنزف الطاقة العقلية والعاطفية.
وتطرقت المجلة إلى الحياة الجنسية التي يمكن أن تؤثر بدورها على العلاقة بين الزوجين أثناء الحجر الصحي. وفي حين يجادل البعض بأن هذا الوضع سيؤدي إلى زيادة المواليد، يرى البعض الآخر أن ممارسة العلاقة الجنسية تنخفض. ويمكن أن يؤدي الخوف من العدوى إلى التباعد الجسدي فضلاً عن انعدام الاسترخاء العقلي. وأحيانا، من الصعب التمتع بحميمية سلمية بوجود الأطفال أو أفراد الأسرة الآخرين في المنزل.
نصائح لتحسين الحياة الزوجية أثناء الحجر الصحي
1- عدم الإفراط في تغيير الروتين اليومي
قدمت المجلّة سلسلة من النصائح لتحسين العلاقة الزوجية، ومن أهمّها محاولة الحفاظ على الروتين السابق من خلال الاستمرار في تنفيذ نفس الأنشطة سوى بشكل ثنائي أو منفصل. ويعد الحفاظ على النظام والتحلي بالصبر والمرونة من مفاتيح تحسين الحياة الزوجية.
2- البراغماتية
تنصح المجلة بأن يتبع الزوجان سياسة البراغماتية، أي التزام الهدوء في مواجهة المشكلات والعمل على إيجاد طريقة لحلّها، واللجوء للحوار المتحضّر في حال بدرت من الشريك تصرفات مزعجة من شأنها أن تفسد العلاقة.
3- المسامحة
ذكرت المجلة أنه من المهم أن يتحلى الشريكان بروح التسامح من خلال تقبل فكرة أن الطرف الآخر ليس مثاليا وأن لا أحد خال من العيوب، مع ضرورة الاعتراف بالخطأ عند ارتكابه وتحمّل المسؤولية كاملة والاعتذار.
4- أهمية التواصل
أكدت المجلة أنه من المهم والممتع في العلاقة الزوجية تخصيص الوقت للتحدث مع الشريك لفهم حقيقة مشاعره في هذه الظروف، إلى جانب فتح باب النقاش حول الموضوعات التي تمّ تجاهلها سابقا. وبهذه الطريقة، سيكتشف الشريكان أسرارا لم تسنح الفرصة سابقا لمعرفتها عن بعضهما البعض.
5- تخصيص الوقت للذات
أفادت المجلة بأنه من الضروري أن يكون لكل شريك مساحته الخاصة للاعتناء بنفسه وممارسة الأنشطة التي يحبها سواء كانت المطالعة أو التحدث في الهاتف مع أشخاص آخرين أو الاستمتاع بلحظة استرخاء لتجديد الطاقة وإيجاد أشياء للتحدث عنها مع الشريك.
6-امتلاك روتين يومي
من المفيد جدًا في العلاقة الزوجية أن يكون لدى الشريكين عادات مشتركة، لأن ذلك سيسمح لهما بتوطيد علاقتهما وترسيخ لحظات مشتركة جميلة في الذاكرة. ونظرًا للظروف الحالية، يمكن للزوجين اختيار الذهاب إلى الفراش في نفس الوقت أو تحديد ساعة من اليوم للقيام بشيء معًا مثل مشاهدة فيلم أو إعداد الطعام.
7-الحفاظ على شرارة الحب متقدة
أضافت المجلة أنه يجب بذل جهد للحفاظ على جو لطيف في الحياة الزوجية لضمان استمرارها على المدى الطويل. وينصح بإبقاء المرح والحفاظ على الابتسامة في وجه الشريك والاعتناء به ومحاولة إظهار التقدير والمودة له والانجذاب نحوه، خاصة أن الروتين الذي يفرضه الحجر الصحي قد يؤدي إلى تدهور العلاقات. وقد يكون من الممتع مفاجأة الشريك بحضن أو قبلة أو مغازلة.
عندما سينتهي كل شيء
وأشارت المجلة إلى أنه عندما تبدأ الأزمة في الانفراج، ستعود العلاقة الزوجية ببطء إلى الوضع الطبيعي وسيتغير الروتين تدريجيا، لذلك من شأن تنفيذ هذه الاستراتيجيات أثناء الحجر الصحي أن يساعد في تعزيز الروابط الزوجية وتحسين الحياة.
ويمكن اعتبار هذه الفترة فرصة ذهبية لتعزيز العلاقة الزوجية، وتقاسم اللحظات الجميلة التي حدثت خلالها وتقديرها.