دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس إلى مواجهة فتنة طائفية جديدة «يراد للعراق ان يعود إليها»،
مطالبا السياسيين بالتنافس انما دون محاولة كسب أصوات «مغمسة بالدم».
وقال المالكي في «المؤتمر التأسيسي الأول لتيار شباب العراق» في بغداد «لنقف صفا واحدا في مواجهة هذه الفتنة التي يراد للعراق ان يعود اليها»، مضيفا «لا تعودوا لإشعال الفتنة الطائفية من جديد».
وتابع المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 «انسيتم يوم كنا نجمع الجثث من الشوارع؟ أنسيتم يوم كنا نجمع الرؤوس المقطعة من الشوارع؟ انسيتم يا دعاة الطائفية من الجانبين يوم اضطررتم الى الهرب؟».
وفيما طالب زعماء العشائر بمواجهة الفتنة «كما واجهتم الإرهاب»، دعا رئيس الوزراء الشيعي خصومه السياسيين الى التنافس «لكن دون إثارة فتنة طائفية كي تكسب صوتا هنا او صوتا هناك مغمسا بدم الأبرياء».
وتأتي تصريحات المالكي هذه بعد يوم من تصريحات مماثلة حذر فيها «محاولات البعض العزف على الوتر الطائفي» على خلفية اعتقال عدد من أفراد حماية وزير المالية رافع العيساوي، الشخصية السنية النافذة في ائتلاف «العراقية». وقد تظاهر المئات أمس الأول احتجاجا على اعتقال هؤلاء وخصوصا في مناطق تسكنها غالبيات سنية.
الى ذلك بحث رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي ورئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني تطورات الأزمة السياسية في البلاد وقضية اعتقال أفراد حماية وزير المالية رافع العيساوي.
وقال النائب عن القائمة العراقية مظهر الجنابي في تصريح صحافي أمس، إن النجيفي بحث خلال لقائه البرزاني في اربيل أمس الأحداث الجارية على الساحة السياسية والسبل الكفيلة بحل الأزمة بين المركز والإقليم ومعالجة قضية اعتقال حماية وزير المالية رافع العيساوي.
وأضاف الجابي ان اللقاء تضمن طرح مبادرات لحل الأزمة بين المركز والإقليم ووضع حد للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد في أسرع وقت من خلال ركون كل الأطراف الى طاولة الحوار.
في سياق متصل وصف نائب شيعي مقرب من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر عملية اعتقال حمايات وزير المالية رافع العيساوي بأنها «أمر غير مهني وبعيد عن الموضوعية».
وقال النائب أمير الكناني عضو التحالف الوطني لصحيفة «المدى» الصادرة أمس إن «اعتقال حمايات وزير المالية رافع العيساوي أمر غير مهني وبعيد عن الموضوعية وجميع الملفات التي يعرضها رئيس الحكومة نوري المالكي صارت مفبركة ومسيسة وغير صحيحة».
وأضاف «ان الجهات الأمنية التي نفذت الاعتقالات بفوج حماية العيساوي لم تحترم الوزير وهذا تصرف يقلق جميع الفرقاء السياسيين».
وذكر أن هذه الإجراءات «ستزيد من الخلافات السياسية التي تنعكس بصورة كبيرة على الشارع العراقي»، وأوضح الكناني ان «المالكي حاليا لا يستجيب لنصائح كتلة التحالف الوطني لتجنب مثل هذه المجازفات وان عقد التحالف الوطني سيتفكك في غضون الفترة القليلة المقبلة بسبب تصرفات رئيس الوزراء»، وأضاف ان «جميع الملفات التي يلوح بها المالكي ضد خصومه هي مفبركة وغير صحيحة الغاية منها هي الاستهداف السياسي».
المصدر