.
في مديح البلاستيك
….
أنا محاطة بآلاف الدمى وبسلالمَ وثعابين وحصالاتِ فارغة، اللبن يغرق ملابسي ولا أطفال لي.
الكتابة تطلق الرصاص على حياتي، ولا يحدث أي شيء، حياتي لا تصرخ ولا تغرق في الدماء، حياتي لا تتحرك مثل تمثال تعبره الرَّصاصةُ إلى الناحية الأخرى.
في الناحية الأخرى تجلس ذاكرتي التي تفرح بكل الرصاصات الطائشة.
***
الحفار يدخل فمي بحذر، يبرد أسناني مثلما يحدث مع الرخام. كلما انتهى من ضرس التفت إلى الآخر.
بالحفار نفسه سأحاول تنعيم الغضب.
من طين خيالي أنحت رأسًا تشبهني، أراقبها وهي تحترق في الفرن، أطلب منها ألا تخاف لأنها ستخرج ناعمةً ولامعةً وجاهزةً للكسر.
رأسي الأخرى تفاجئني وتنفجر.
بملقاط صغير أعيد تجميع نفسي وما من غراء كافٍ.
***
ما جدوى الكتابة؟ ما أكتبه لا صوتَ له، وساقاه معوجتان
فقدت حبيبًا في قارة بعيدة ولا أسنان لي لطحن حبيب آخر.
النتائج لا مقدمات لها، هذا العالم يعيد تكرار ذاته
أغسل يدي من خيالات إيروتيكية لن تحدث أبدًا،
وأروج لمخدر جديد اسمه اللامبالاة.
الكتابة مجرد امرأة أخرى تقف في طابور الإذعان.
أكرههم جميعًا وهن يلطمن خدودهن ويمزقن ثوب حياتي.
***
أنا حورية البحر، جسدي يشبه سمكة البلطي وجناحاي ينموان للداخل، تحيطني فقاعة من الدبابيس لحماية صوتي. أنا حورية بحر مع أنه لا شيء يثبت ذلك.
لا اسم لي ، وأخاف أن أكون مجرد اختراع لمؤلفة مجهولة تحاول كتابة حكايتها باستخدام حكايتي.
لن تتمكن من التقاط صورة واضحة هذه التي ترصُّ الكلام دون اهتمام.
ستراني فقط إذا تمكنت من نسيان نفسها والتفتت لي أنا سمكة البلطي التي تجلس في الطبق وتنتظر.
***
أسرق طرحة الدمية، كُتل الدهون تقف بيني وبين سعادتي
أنا امرأة ضخمة تجرُّ خطوتها ببطء كمن يلضم غرزةً إلى أختها.
يا دمية البلاستيك أنا أحسدك، كم هي صافية بشرتك ومشدودة دائمًا، جسدك لا يصاب بالترهلات والهالات السوداء لا تعرف الطريق إلى عينيك.
أنت أجمل مني ومن أمي ومن أختي ومن نساء شارعنا
أريد أن أتبادل الأماكن معك، خذي جسدي المترهل وامنحيني جمال البلاستيك الناعم.
أريد ابتسامتَك الدائمة التي تصمد أمام النيران.
منقوول
رد مع اقتباس
