النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

أُنسي الحاجّ يُحرِق مخطوطةً… محمد عيد إبراهيم

الزوار من محركات البحث: 3 المشاهدات : 170 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقب
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 40,731 المواضيع: 3,592
    صوتيات: 131 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 43670
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 4 أسابيع
    مقالات المدونة: 19

    أُنسي الحاجّ يُحرِق مخطوطةً… محمد عيد إبراهيم

    .




    أُنسي الحاجّ يُحرِق مخطوطةً…
    ……….
    امرأةٌ تخافُ من السرطانِ، تخافُ
    وتبكي، من ليلِها لنهارِها تبكي، لأنّ
    حَمامةً عندَ وَعدٍ، وجَفّت مِياهٌ. وهي
    تَضحكُ تبكي، كأنّ شُجيرةً سِيقَت
    إلى مُعَذِّبِها، تبكي وجنبَ بحيرةٍ تَحلمُ
    بحُفنَةِ مطرٍ، تحتَ أنقاضِ السماءِ.
    .
    ماتَ أبوها مِن وَجَعٍ في خِصيَتَيهِ،
    كَمَن يتّفِقُ مع نفسهِ، ليُحرِّرَ السرطانُ
    حَرِيرَ رغبتهِ هَيِّناً، كمُرورِ الخيلِ في
    مَوكبٍ، فَوقَهُ هَودَجٌ من كَراكِيبَ. لكلِّ روحٍ
    دمٌ، وأفاضَ إلى البابِ الذي لَم تَحمِهِ
    راعِية: حَلَّ الأمانُ، وزَلَّ في نَشوةٍ.
    .
    قَطَعَت أمّها ثَديَها، وقد ساحَ نَملٌ
    بطيءٌ عليهِ، فنَدَّتْ صَرخةٌ: “لا شيءَ
    يخنُقُني اليومَ”. خَيطٌّ من الجُرحِ، وأَمَسُّ
    القَيْحَ كلَّ حينٍ كَشَعرةٍ بالصدرِ الذي
    فاقَ الطبيعةَ. أملٌ باطِلٌ في الحُبِّ، إلى
    نُقطَةِ الذوبانِ، أمامَ كَسْرٍ بنافِذةٍ كَمَصِيري.
    .
    الزمنُ طويلٌ، الزمنُ على درجاتِ سُلَّمٍ،
    الزمنُ صَنِيعي الجميلُ، الزمنُ قابِيلُ بعدَما
    يستأنِفُ الجلوسَ، الزمنُ هو الرعبُ
    مُثقَلُ الخُطَى كالمُجرمِ الكاذبِ، يُغنِّي وأنا
    أَتَوتَّرُ. وبلا حِقدٍ، يجيءُ ابنُ المنزلِ،
    كَمَلاكَةِ التاريخِ وحياتي، هَدِيرٌ كَمَن يُفطَم.
    .
    امرأةٌ، قبلَما تُحتَضَر، رَشَّت النارَ فوقَ
    رقائقِ السّاقَينِ، وعلى مَهَلٍ، لِتَسحَبَ مِن
    لَحمِها في شَرائطَ، كَزِينةِ الكرنَفالِ: “رأوني؟
    أُفضِّلُ أن أصمُتَ، وأنا أمدُّ حَبلَ حياتي مِن
    الكَعبَين كالشّالِ إلى الوراءِ، كأني أتلاعَبُ،
    لا. لا تُوقِفوني”. بندقَةٌ وَردِيّةٌ تنفَجِرُ.
    .
    كانَ أُنسِي الحاجُّ في رحلةٍ، قد هَزَّهُ المنظرُ
    من مُنخَلٍ كَونِيٍّ، بطَرفَيهِ ثَقبان: “لا تنسني،
    سيِّدي”، فارتَطمَ رأسُهُ في السورِ. وكالجنديِّ
    برَصاصةٍ، جَندلَ قَوائِمَها، والحزنُ بالمقلوبِ:
    أينَ رابِطُ فَمِها المفتوحِ، كي أُجَمِّلَ شِقَّهُ؟
    أينَ قَضِيبُ الوجودِ ليُعمِيني الأملُ؟
    .
    جَرجرَ الحُبَّ، في قَفزةٍ، يُرقِدهُ، غَصْباً،
    ومِن الآنَ فصاعِداً، وعلى نَحوٍ هالِكٍ،
    يَرشُقُ خُطَّافَه في الشَّرَج، ويُشْبِك ذراعَيه
    من تَحتهِ، كالطائرِ الدُّميَةِ، رأساً إلى
    الحُلمِ، شَفَتاهُ بشَفَتَيهِ، في عَطفٍ دؤوبٍ،
    ورَقَّقَهُ، لِيَثبُتَ، بعدَ صِراعٍ: “أنا الحَيُّ”.
    .
    صَوتٌ، كآثارِ وَطْواطٍ، على فُسطاطِ
    شَوكٍ، وينبو المُشِعُّ، قد يتَطَهَّرُ السّهمُ.
    بعدَ قليلٍ، زَفْرةٌ فَلَتَت، وعلى ظَهرهِ انقلَبَ
    القلبُ، يخنُقُ ذِكرَى، من كَناريٍّ تَهَشَّمَ ـ
    … وأحرقَ أُنسي الحاجُّ، وَسطَ الزّبَد،
    مَخطُوطةً، اسمُها “الباكية”!

    منقوول

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    اٌلِـفّــًرُاٌشْة
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الدولة: آلِّعَّــرِآقٍّ
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 23,852 المواضيع: 7,454
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 8021
    مزاجي: اٍّلَّحّْمُّدٌّ الَله
    أكلتي المفضلة: آلِّعَّصِّآئرِ
    موبايلي: ☎☎☎
    جميل


  3. #3
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,103 المواضيع: 2,180
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 39708
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    مقالات المدونة: 2

  4. #4
    من أهل الدار
    ورد ياس !
    تاريخ التسجيل: December-2019
    الدولة: من ارضٍ فيها شمس الحب تعانق وجه الحريه
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 9,760 المواضيع: 2,050
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 20571
    مزاجي: ^^
    أكلتي المفضلة: حبـات قـَـمـح..
    موبايلي: هسـهسـه ..
    مقالات المدونة: 1

  5. #5
    اهلا بكم ،

  6. #6
    Ŀệġệńď
    اسہٰطہٰورة حہٰرفہٰ
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الدولة: البـصرـةة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 68,402 المواضيع: 19,934
    صوتيات: 249 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 48769
    موبايلي: HUAWEI Y9s
    الزمنُ طويلٌ، الزمنُ على درجاتِ سُلَّمٍ،
    الزمنُ صَنِيعي الجميلُ، الزمنُ قابِيلُ بعدَما
    يستأنِفُ الجلوسَ، الزمنُ هو الرعبُ
    مُثقَلُ الخُطَى كالمُجرمِ الكاذبِ، يُغنِّي وأنا
    أَتَوتَّرُ. وبلا حِقدٍ، يجيءُ ابنُ المنزلِ،
    كَمَلاكَةِ التاريخِ وحياتي، هَدِيرٌ كَمَن يُفطَم.

    *****

    مميز … شكرا ورد


  7. #7

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال