الجملة الشائعة عند الناس : «خلع الولادة» وهي إصابة تصيب المفصل وتُجبر فيه أطراف العظام على ترك موقعها الطبيعي، خروج رأس عظمة الفخذ من التجويف الحقي للحوض بشكل جزئي أو كلي، ويمكن لعملية الخلع أن تصيب وركاً دون الأخرى أو قد تصيب الوركين، وتختلف درجة خلع الورك الولادي من حالة إلى أخرى... وتتدرج شدته من البسيطة إلى الكبيرة. عن أسباب الخلع الوركي وأعراضه على الطفل وطرق علاجه معنا الدكتور إبراهيم عز العرب استشاري جراحة العظام.
ا
حقائق عليك التعرف عليها
يصعب تشخيص الخلع الولادي؛ لأنه لا يسبب ألماً ولا تيبساً في المفصل، ولا يمكن للوالدين اكتشافه إلا بمساعدة الطبيب أو بالأشعة الصوتية أو أيهما معاً. ويبدأ الكشف لمنطقة الحوض للطفل ابتداءً من الشهر الثالث من عمره، ولا يجب أن تزيد هذه الفترة بأي حال من الأحوال؛ حيث إن العلاج المبكر يؤدي إلى علاج أسهل ووقت أقل وشفاء أسرع، و90 في المائة من الحالات لا تحتاج إلى أكثر من المتابعة، ولذا يفضل فحص المولود في اليوم الأول من الولادة للتأكد من عدم وجود خلع.
هناك نوعان من الخلع؛ الأول خلع شائع يحدث بنسبة 98 في المائة، ويحدث في الفترات الأخيرة من الحمل؛ حيث تكون ورك الجنين غير مستقرة أثناء الحمل، مما يسهل حدوث الخلع لاحقاً، والنوع الثاني: خلع معقد ونسبته ضئيلة جداً، ويحدث في الفترات الأولى من الحمل، ويصاحبه غالباً تشوهات عظمية في الجسم، ونسبة حدوثه 1 .1000 من الولادات الطبيعية، ويصيب الإناث أكثر من الذكور بنسبة 1 - 6. وهذا الخلع يحدث عندما يكون الجنين في وضعية الجلوس ورجلاه ممدودتان في رحم الأم، ويكثر من الناحية اليسرى أكثر من الناحية اليمنى، كما يحدث في الجهتين بنسبة 20 في المائة
هناك اعتقاد خاطئ بأن مرض خلع الورك الولادي يأتي بسبب الآلات المستخدمة أثناء عملية الولادة كحالات الشفط مثلاً، والحقيقة أنه مرض شائع لا تخلو منه غرفة عمليات الولادة، وأحياناً لا يتم كشفه إلا عندما يبدأ الطفل في المشي...إذا كان الخلع في جهة واحدة.
أعراض الإصابة بخلع الورك الولادي
من الممكن أن يكون المفصل المخلوع مشوهاً بشكل ظاهر أو في غير مكانه...متورماً أو متغير اللون، إحساس مؤلم بشدة لدرجة عدم التحرك، وقد يكون من الصعب تحديد الفرق بين العظمة المكسورة والعظمة المخلوعة... وفي كلتا الحالتين يفضل اللجوء إلى مساعدة طبية.
أسباب خلع الورك الولادي
1- تتعدد أسباب الخلع الوركي، منها ما يكون بسبب وضعية الجلوس؛ أي أن تكون رأس الجنين لم تنزل بشكل سليم في منطقة الحوض، أو يكون في وضعية جلوس القرفصاء مما يزيد من احتمالية إصابته بالخلع، وكثيراً ما يصيب الخلع الوركي المولود الأول دون غيره... وقد يكون السبب أثناء الولادة.
2- كما أن لجنس المولود تأثيراً كبيراً على حدوث حالة الخلع الوركي؛ فالبنات أشد عرضة للخلع الوركي من الأولاد بسبب هرمون الأستروجين الأنثوي المسؤول عن ليونة العظام، وكلما زادت نسبة هذا الهرمون لدى المولود زادت احتمالية حدوث الخلع الوركي لديه.
3- وهناك عامل الوراثة الذي يؤثر على حدوث الحالة؛ إذا كان في العائلة من هو مصاب بها، وتأتي الوراثة من الأم وليس من الأب...إذا كانت تعرضت لها أو أحد من عائلتها.
العلاج المبكر...أفضل
لا بد من الكشف المبكر للحالة مما يؤدي إلى سرعة وسهولة معالجتها؛ فقد يقتصر الأمر على ارتداء حفاظتين بدلاً من واحدة...مما يجعل فخذي الطفل تتخذان شكل خط مستقيم زاوية 180 درجة، مما يسمح لرأس عظمة الفخذ بالعودة إلى مكانها الطبيعي، ويلتئم التجويف الحقي حولها فتعود إلى طبيعتها وفي الحالات الأشد يمكن استعمال جهاز خاص لهذه الحالة يقوم بعمل الحفاظتين، مما يساعد على إرجاع رأس العظمة إلى مكانها الصحيح... وتدوم فترة العلاج بهذه الطريقة عادة لمدة تصل إلى ضعف عمر الطفلوقت المعالجة؛ فإذا اكُتشفت الحالة عند عمر اربعة اشهر وبدأت المعالجة من وقتها، فإنه يلزمه ثمانية أشهر من لعلاج..باستخدام جهاز الخلع الوركى
احذري الكشف المتأخر
تأخر الكشف في هذه الحالة له آثار سلبية خطيرة على الطفل؛ ابتداءً من عدم نمو الساقين بشكل متساوٍ؛ حيث تصبح الساق التي بها خلع وركي أقل طولاً من الساق السليمة مما يؤدي إلى حدوث عرج يلازمه طوال حياته، كما أنه يصبح عرضة لحصول التهابات مفصل الورك التنكسي في مراحل حياته التالية... وقد يكون هناك عاهة مستديمة.
ومع تأخر الكشف -أيضاً- يكون العلاج بعملية جراحية لإرجاع رأس عظمة الفخذ إلى مكانها الصحيح، ويتم تثبيت الفخذين بواسطة جبيرة؛ لأن الطفل سيكون بلغ عمراً كبيراً لا يمكن السيطرة عليه لارتداء جهاز سهل الخلع، إضافة إلى الوزن الزائدالذ ي سيتحمله الطفل بسبب الجبيرة التي سيضعها الطبيب لفترة طويلة مما يحول دون مشيه أو حتى أن يبدأ الزحف مثل أقرانه.
في كثير من الأحيان لا يتم الكشف عن المرض إلا عندما يبدأ الطفل في المشي...إذا كان الخلع في جهة واحدة، أما إذا كان في الجهتين فلا يُكتشف إلا بعد عمر السنتين، وكلما تقدم الطفل في العمر ازداد العلاج صعوبة، لذا لا ينصح بالعلاج بعد سن الثامنة.
أما الحالات التي تكتشف بين 6 - 18 شهراً من العمر فتحتاج إلى محاولة إرجاع رأس الفخذ إلى التجويف تحت التخدير، والتأكد من وضع الورك بالأشعة الملونة مرة أخرى، بعد ذلك يزال الجبس في العيادة، ويتم التأكد من وضعية الورك بالأشعة السينية.
أما الأطفال فوق 18 شهراً فالعلاج يتطلب تدخلاً جراحياً، وقد يتطلب قطعاً في عظمة الحوض أو الفخذ لوضع الورك بشكل جيد، ومن ثم يتم وضع البنطلون الجبسي لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً، وفي هذه المرحلة السنية تتفاوت نسب النجاح في رجوع المفصل لشكله الطبيعي ..