"( س ) ، و ( ص ) متغيّران رياضيّان للدّلالة على سَواءِ الأرض ( فقارها أو أفقها ) ، وعلى صعيدها الدّالّ على قشرها وما يكون عليها صعوداً على صعيدٍ . فـــ ( س ) أوّل كلمة سواء ، و ( ص ) أوّل كلمة صعود . وقد جُعِل هذان المتغيّران لتعيين الأجسام داخل غلاف الغاز المحيط بالأرض ، فإذا تناهيتَ إلى فراغٍ وانعتاقٍ من الجاذبيّة الأرضيّة احتجتَ إلى بُعْدٍ ثالثٍ لتعيين الأجسام هو البعد الفراغيّ ( ع ) المأخوذ عن كلمة ( فراغ ) في رسْمها الأوّل الخالي من النَّقْط ( نَقْط الإعجام ) ؛ فقد كانت كلمة ( فراغ ) تكتَب على ( فراع ) ثمّ يُقال عنها : عينٌ معجَمَةٌ ؛ أي : غيْن . وقد أُخِذ أوائل البعديْن الأرضيّيْن باعتبار المبادأة في النّقْل والثّقل ، وآخر البعد الفراغيّ باعتبار التّناهي فيهما .
وهذا نهْجٌ متلئِبٌّ في سَكّ المصطلحات العلميّة وفكّها في لغاتٍ شتّى ؛ ومنها العربيّة . ولو أجلْنا النّظر في الإنجليزيّة لوجدنا طرائق الاختصار والاختزال نهجاً زوجيّاً للإلصاق ؛ فلو تأمّلتَ قولهم : ( AIDS ) ؛ لوجدتَه مختصراً أوّليّاً لأوائل أحرف الكلمات الدّالّة على هذا المرض العُضال ( وقاكموه الله وإيّانا ! ) ( مرض متلازمة نقص المناعة المكتَسَبة ) : Acquired Immune Defficiency Syndromes ) ، وليُقَسْ عليهما ما لم يُقَلْ من المصطلحات العلميّة في اللغتيْن كلتيهما .
كنتُ يوماً في أعمال مؤتمر التّرجمة الأوّل لمؤسّسة الفكر العربيّ بفندق فينيسيا ببيروت وقد أشرتُ إلى دوالّ اللغة للمصطلحات العلميّة ؛ فشكا لي أ.د. إبراهيم الجار الله أستاذ الفيزياء الطّبّيّة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن من عدم الوعي بالجذور اللغويّة للمصطلحات العلميّة ، فأجبْتُه أنّ هذا وجهٌ من وجوه عزل اللغة العربيّة عن أغراضها العلميّة التّجريبيّة ، فضلاً عن الإنجليزيّة الّتي لا يُحيط بجذور مصطلحاتها العلميّة كثيرٌ من دارسي العلوم بها ".