عشتار معذبة تموز
أمسكت مسدسها
في عتمة الليل
أطلقت رصاصة
توجهت نحوه
كابرة السم في الشريان
تحمل نار حقدها
شرارة من النار
كالبركان الهائج
على قلبه لتغتاله وتأخذ روحه
تنال القصاص منه بيدها
كأن تموز عدوها اللذوذ
تسأله باستفزاز : من أنت ؟
هل لي صلة بك ؟
وتجيب لا ... لا ...
لتوقد نار الانتقام في صدرها
لا لشيء بل لأنه
نظم أولى القصائد باسمها
وألف أولى الأغنيات باسمها
عشتار معذبة تموز
تجلس في ركن غرفتها وحيدة
تعزف على وتر الكمان في كل مساء
رناة من ألحان الحزن
تقشعر له القلوب
تشعر بآفة النسيان في الوجود
وتغني ما تغني
من أغنياتها المألوفة التعبير
بصوتها السجي الرقيق
ترسم أشعار الكآبة على غمازتيها
وراء ابتسامتها المزيفة على وجنتيها
هكذا هي عشتار معذبة تموز
تلقي بنفسها في البحر
تضع الملح على جروحها
تناجي ربها بالشفاء
ما أعندها حين
تذهب عكس مجرى الماء
تنتظر الخلاص من رب السماء
تموز يتبعها كالظل بخصلة الوفاء
دون علمها بشيء يراقبها
يتعقب خطواتها
ولا تسمع النداء
عشتار يا عشتار
لا زالت في ريعان شبابها
فربما ذات يوم
ستقبل بتموز طول حياتها ...
الراضي الخياطي