وكان المؤذن ينادي جهارا
هلموا إلي الصلوات مرارا
أيا مؤمنا ألا تبغي الزيارا
أيا مسلما باجتماعنا الشعارا
هو الركن من أربع مسطورا
بتوبةٍ(إنما يعمر) مذكورا
كذا أعلا الله لنا بها قصورا
إذا ما أنتوينا لها وللقلب إعمارا
ولكن لغفلتنا هجرنا القصورا
وعمرنا ديارا غدت كالقبورا
فشهواتنا بليلٍ ألفناها والنهارا
وزلاتنا تعشقناها كعشق العذاري
وخَرِبت قلوبٌ سكنَّ القبورا
فلولا تعاقبتها أكاليلٌ غرارا
لما طال الزمان علينا قرونا
غدت ساحاتنا فيها قفارا
وما ناح المناد صلوا بالرحالا
مساجد ربنا مُنِعْنَاها اضطرارا
بزهدنا لصلوات الجماعات اختيارا
فدار الزمان يقسو بنا ودارا
يُحَوِّلُ قبلتنا للديار إجبارا
وصرنا كالنسا مالنا خيارا
فيا غوث المستغيثين الحياري
بفضلك أجبت المضطرين اضطرارا
سألناك فرجا مداده مدرارا
وعفوا شاملا ما لحده قرارا
أحمد عبد الغني السيد