تحدّ من الأضرار التي تلحق بالدماغ وأعضاء الجسم
تجميد المرضى حتى الموت.. أحدث تقنية لإجراء الجراحات
تقنية طبية وعلمية غير مسبوقة ربما يعتمد عليها الأطباء في المستقبل القريب عند إخضاع المرضى للعمليات الجراحية، وهي تلك المتعلقة بالآلية التي يتم فيها وضع المرضى في حالة إنعاش مُعلَّق باستخدام وسيلة تعنى بتجميد أجسادهم لدرجة الموت.
ذكرت صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية أن الجراحين ابتكروا آلية يقومون من خلالها بخفض درجة حرارة أجسام المرضى لأقصى درجة ممكنة، حتى تتوقف أجسامهم تماماً أثناء الخضوع لعملية جراحية كبرى، وهو ما يمنح الأطباء مزيداً من الوقت لإجراء العمليات الجراحية. وأوضحت الصحيفة أن تلك التقنية تساعد على الحد من الأضرار التي تلحق بالدماغ وغيره من الأعضاء عند توقف قلب المريض عن العمل. كما أنها تقلل الحاجة إلى آلات التخدير ودعم الحياة.
ويستعد الباحثون الآن للمباشرة في بدء أول تجارب بشرية للتقنية الطبية الجديدة، التي تتضمن استبدال دم المريض بمحلول بارد، من أجل خفض درجة حرارة الجسم بصورة سريعة. ولفتت الصحيفة في السياق عينه إلى أن علاج التبريد، الذي يُجرى تطويره الآن في كلية الطب في جامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، سيعنى بتبريد أجسام المرضى إلى 10 درجات مئوية. ومن المعلوم أن درجة حرارة جسم الإنسان العادية هي 37 درجة مئوية ، وعادةً ما يموت الإنسان بسرعة إذا انخفضت درجة حرارة جسمه الأساسية إلى أقل من 22 درجة مئوية.
من جانبه، قال دكتور حسن علام، الجرَّاح الذي يقود الأبحاث في مستشفى ماساتشوستس العام :"غالباً ما يكون مرضى الحوادث الطارئة، كمن يعانون إصابات ناتجة من أعيرة نارية والطعن بالخناجر وحوادث السيارات على شفا الموت على أية حال، لذا فإنه عن طريق تبريد أجسادهم على نطاق واسع جداً، تكون هناك إمكانية لحماية أدمغتهم وأعضائهم من التلف". وأشار علام كذلك إلى أن التجارب التي أجروها على التقنية الجديدة لدى الحيوانات أظهرت أنها تقنية ناجحة بشكل كبير.
وأضاف :" إذا قمت بخفض درجة حرارة الجسم الأساسية وكذلك درجة حرارة المخ إلى 15 درجة مئوية أو 10 درجات مئوية، فإنك تتحدث عن 60 أو حتى 190 دقيقة من الحماية. وعن طريق التبريد السريع بهذا الشكل، يمكننا أن نمنح حالة توشك على الموت فرصة للبقاء على قيد الحياة بنسبة تصل إلى 90 %". ويستعد الآن دكتور علام وطاقمه لاستخدام تلك التقنية "المنقذة للحياة" لأول مرة على الإنسان.
وسيتضمن ذلك توصيل مضخة بالأوعية الدموية الرئيسة حول عضلة القلب، لإزالة الدم الدافئ في الجسم واستبداله بمحلول ملحي بارد. وهو ما يسمح للأطباء بتبريد الجسم بنحو 2 درجة مئوية كل دقيقة، وهو ما يتسبب سريعاً في وقف نشاط أنسجة الجسم. وفي درجات حرارة الجسم العادية، يحدث عادةً الموت الدماغي في غضون أربع أو خمس دقائق، عند انخفاض مستويات الأكسجين، في الوقت الذي تقوم فيه الخلايا بإفراز مواد سامة تتسبب في نهاية المطاف في قتل المرضى. وبتبريد الجسم كثيراً، توضع الخلايا بشكل أساسي في حالة من الإنعاش المعلق تحول دون حدوث ذلك.