(( نقطة ر ج و ع ))
هكذا أسميت منشوري ؛ لقصة واقعية حدثت معي ...لعلها تكون نصيحة و عبرة للجميع .
بقلم :: سلام محارب
اليوم ال١٧ من شهر مارس سنة ٢٠٢٠ و أنا أتفقد هاتفي ؛ أذا بمسج من رقم غريب في الواتساب .
المسج كانت باللغة الانگليزية ؛ وصورة الشخص تدل أنه ليس عربي ؛ والرقم لم أر مثله قبلا
ذهبت فورا باحثا لأي الدول كان ذلك الرقم الغريب ؛ وأذا به من ( أيطاليا ) .
أيطاليا ؟
نعم ايطاليا ؛ وكان الحديث كالتالي بعد الترجمة للعربي ::
المرسل :مرحبا كيف حالك دكتور سلام ؟
أنا : اهلا وسهلا ؛ تفضل من معي ؟
المرسل : أنا ( فرانسيسكو ) من ايطاليا ؛ و أخذت رقمك الخاص من الأستاذ ( سامين امين ) من أيران .
أنا : نعم تفضل ؛ الأستاذ سامين صديقي ! ( وعلامات التعجب جرت مع دمي و الاسئلة تتخابط ؛ كيف وصل لي ؛ ومتى ؛ وأين ؛ ومالذي يجري ) !!!!!
المرسل : سمعت من الأستاذ سامين بأنك طبيب وتعمل بتوزيع المستلزمات والأجهزة الطبية .
أنا : نعم صحيح ؛ تفضل ؛ كيف يمكنني مساعدتك ؟!
المرسل : أردت سؤالك ان كانت تتوفر لديكم ( كمامات طبية ) كي ترسلوها ألى ايطاليا !
أنا : ( والتعجب ملأ وجهي ) ؛ هل تقصد بانكم بحاجة لشراء الكمامات من العراق ؟
المرسل : نعم
أنا : بصراحة عن قريب ستتوفر كمامات نوعية خاصة ؛ وقد تكون مكلفة بعد شحنها لكم ؛ لأنها مقاومة ؛ ومتعددة الأستخدامات حيث يمكن غسلها ؛ ولمدة سنة كاملة ؛ بالأضافة ألى فلتر .
المرسل : لا بأس ؛ أنا احتاج عشرة الاف كمامة !
أنا : سأتواصل معك غدا وأوافيك بالمستجدات .
هنا أنتهت المحادثة بيني وبين فرانسيسكو ؛ وبأنتهائها بدأ فكري العقيم بالذهاب لمتاهات المستقبل و الواقع المرير .
ايطاليا ؛ أحدى الدول الأوربية العريقة ولن اقول العظيمة ؛ وتتمتع بميزات كثيرة ؛ وتطور علمي وتقني رهيب .
ايطاليا بوابة التجارة لأوربا !!
ادى بها الدهر الى أن تلجأ للاستعانة والتشبث بالبقية ومنها العراق الذي يفتقر لأبسط الأمور وللأسف
أيطاليا حاليا شبه متهالكة ؛ الوضع فيها لا يرضي العدو والحاقد ؛ برغم التجهيزات التي يمتلكونها ؛ ورغم الوعي الذي لديهم .
نقطة سطر ؛؛؛
كانت حالات المرض ( كورونا ) في ايطاليا يستهان بها ؛ بل لا تتجاوز عدد أصابع اليد ( أن لم يخونني التعبير ) .
ولكنهم تجاوزوا الحرص و لم يأخذوا الأمور بمحمل الجد ؛ وأنتشر المرض بطريقة عجيبة ؛ و وصل لمرحلة فقدان السيطرة عليه .
وبدأ بحصاد الابيض والأسود وكل من يكون امامه
لماذا ؟
لأنهم لم يكترثوا ؛ استهانوا به ؛ تهاونوا بتطبيق التعليمات الصحية ؛ وجرى ما جرى
ايطاليا هكذا ؛ وبريطانيا مرتعبة وقالت سيصيب ثلثي السكان ؛ وهولندا تقول سيصيب اغلب سكانهم ؛ و اسبانيا ترتجف رعبا من القادم ؛ فهم اوربا
امريكا ؛ تائهة مابين الحجر الصحي لابرز الشخصيات ومابين الركود الأقتصادي ؛ ومابين نقص السلع الغذائية ؛ فهي أمريكا
افريقيا ؛ تزايد الحالات ؛ ورهبة المجاعات من ناحية والفقر الطبي من ناحية اخرى
الشرق الأوسط ؛ ايران تغلغل المرض للحكومة ؛ واطلقوا سراح المساجين ؛ و أنهارت المستشفيات بالمرضى ؛ فهي ايران
والأردن بعد أن كان حالة واحدة ؛ خلال اسبوع اصبح ٤٠ حالة ؛ ومن عيش سليم لحالة طواريء وانتشار للجيش ؛ فهي الأردن
تركيا ؛ بعد التفاخر بعدم وجود حالات ؛ قرر المرض ان يثبت لهم بانه لا يمزح ووصل العدد ل٥٠ حالة ؛ فهي تركيا
الخليج العربي ؛ بين الأنين والحنين ؛ باتوا يتوسلون بالشعب ( نستحلفكم الله ابقوا في منازلكم ) ؛ فهو الخليج
اما العراق ؛ فمصيبة لا تطاق ؛ و وعي ضيق النطاق
تهاون بكل شيء ؛ ورغم حظر التجوال فالسيارات لازالت تجول ؛ والحركة مستمرة ؛ و العادات التقليدية دائمة ؛ من تجمعات ومناسبات
الغاية ؛؛؛
يجب ويجب ويجب اخذ العبرة من البقية ؛ وهم الاعظم ؛ والأثقف ؛ والاكثر جاهزية منا .
يجب اخذ الموضوع بمحمل الجد ؛ فأن أنتشر لاسامح الله بالعراق ؛ فلن يوقفه الا الله وحده .
يجب عدم الاستهانة بالموضوع رجاءا ؛ ان كنت غير مكترث لنفسك ؛ ماذنب من حولك وأهلك !
كنت ألوم من يبالغ ويعظم الأمر ؛ ولكن معهم حق .
لماذا ؟؟؟
لانه عند الاستهانة وعدم الأهتمام سيجري مايجري ولن نتمكن من فعل شيء ؛ سوى الندم .
اما ان عظمنا الأمور وأعطينا الموضوع اهتمامه ؛ سنتمكن يوما من الوقوف من جديد والرجوع .
لنقطة الرجوووووع .