لابدّ أن نعرف أنّ إنجاح أي تجمع بشري لابد وأن يقوم على تناغم بنيوي وقيم مشتركة تاريخية ولغوية ومجتمعية بين فئات هذا التجمع تكفل إنجاح هذا التجمع وتقلل من الخلافات والقلاقل والمحن. وبينما يعرّف المهتمّون بالكتل المجتمعية الولاية الوطنية - ذات الحكم الذاتي الموحد -Nation State بـ تجمّع بشري يحمل تاريخًا موحدًا وقيمًا عقدية/دينية موحدّة ولغة مشتركة وقيم مجتمعية متقاربة تنعكس كلها مشكلّة قانون الولاية ، فهذا يدفعنا لمساءلة حتمية للوضع العراقي المتأزم والمفتوح على مختلف الصراعات والمشاكل. يعكس وضع العراق عن خلل رهيب في بنية المجتمع حيث يتكون من ثلاث طوائف رئيسية :
- السنّة.
- الشيعة.
- الأكراد.
وبينما تتشاحن هذه الطبقات الثلاثة على العراق ، وما يولد هذا التشاحن من قتلى وتسيب أمني واضطرابات لا أول لها ولا آخر ، فهل هناك ما يجمع هذه الطوائف تحت علم واحد؟
ثلاثة طوائف تحمل متناقضاتها بحدة مع الطوائف الأخرى ، تاريخيا ولغويا ومجتمعيا ، ما يجعلنا أمام سؤال حتميّ : هل الحل تقسيم العراق إلى ثلاث دول لكل منها سيادتها الخاصة ؟ وإن كان هذا هو الحل ، فكيف يمكن تحقيق التوازن بين هذه القوى المتشاحنة لتحقيق هذه المعادلة؟