غالباً ما تحتوي الأفلام التي تُصور نهاية العالم على كثير من الحركة والمغامرة، وكثير من آمال الخلاص من الكارثة والتي نحملها معنا إلى النهاية، ولكن هذا الفيلم يحملنا حملاً في رحلة مثيرة مليئة بالتساؤلات الفلسفية أكثر من الإجابات المنطقية.
فيلم Blindness مأخوذ عن رواية عالمية للأديب البرتغالي الراحل خوسيه ساراماغو، صدرت عام 1995 وفاز عنها بجائزة نوبل للآداب.
الفيلم ينتزع المُشاهد من لحظات بدايته؛ ليرى الأشخاص في الشوارع يتعرضون لوباء خفي يُفقدهم البصر فوراً وبشكل عنيف، إذ لا يستطيع المريض رؤية أي شيء سوى غمامة بيضاء. ويتتبع بعدها الخطوات المتعثرة، المتسائلة الخائفة لمجموعة من الأشخاص.
وبأجواء تشبه أجواء الجوائح المرتبكة المليئة بالذكر، تبدأ السلطات في إعلان الحجر الصحي على الأفراد؛ لمنع تفشي المرض بشكل أكبر.
الفيلم الذي جاءت مشاهده التصويرية باردة، ومليئة بالتوتر والخوف المصحوبين بفقدان أهم حاسة يتمتع بها الإنسان، وأسهمت في ذلك مؤثراته البصرية، تتطور أحداثه بشكل مثير، خاصةً عندما يبدأ المحتجزون داخل الحجر الصحي في استدراك أن الحياة صارت أشبه بالسجن منها إلى الحجر الصحي.
ويبدأ صراع أخلاقي في التصاعد مع أحداث الفيلم، يجعلنا نتساءل فوراً: ماذا لو غابت الأعراف الاجتماعية؟ ماذا لو تحوَّل الإنسان تحت وطأة الظروف إلى وحش آدمي يُخرج للآخرين أسوأ ما فيه من أنانية، وطمع، وحُب للسلطة.
الفيلم أُنتج عام 2008 وحصل على تقييم 6.6، وأخرجه البرازيلي فرناندو ميريليس، وقام ببطولته مارك رافالو وجوليان مور.