ليس كل فيلم يتناول ويلات وعنف ودمار الحرب جديراً بالمشاهدة، ولكن فيلم 1917 فيلم ينتقل من مرحلة الجدارة إلى مرحلة حتمية المشاهدة. وربما كان مؤشرنا الأول لترشيح هذا الفيلم هو عدد جوائز الأوسكار التي ترشح لها في المسابقة الأخيرة وهو 10 ترشيحات.
الفيلم يقذف بك في أجواء الحرب شديدة القسوة، وبطريقة سينمائية لا يتكرر استخدامها كثيراً في عالم السينما؛ نظراً إلى صعوبة تنفيذها؛ ألا وهي تقنية اللقطة الواحدة One shot، وهي تعني تماماً ما يشير إليه الاسم.
تخيَّل أن فيلماً كاملاً تدور أجواؤه في وسط القصف المتبادل بين الألمان والبريطانيين في أثناء الحرب العالمية الأولى، في حين تتابع الكاميرا باللقطة مهمة جنديين لتوصيل رسالة إلى معسكر حليف يبعد أميالاً؛ كل هذا من دون أن تنقطع اللقطة شديدة الإثارة إلا في لحظات نادرة لا توحي أبداً بأن اللقطة ليست مستمرة!
رحلة مليئة بالخوف والرعب والعزيمة لاستكمال مهمة غاية في البساطة، ألا وهي توصيل خطاب يمنع كتيبة بريطانية حليفة من الانسياق وراء فخ صنعه الألمان للإيقاع بهم.
التصوير والموسيقى صنعا فيلماً ملحمياً زاد الفيلم نجاحاً وعمقاً، واستطاع أداء الأبطال أن يشعرك بأنك معهم في قلب معركة فاصلة، خاصة عندما يعزم البطل أن يُنهي رحلته بأي ثمن.
الفيلم حصد 3 جوائز أوسكار من بين الترشيحات الـ10، وحصل على تقييم 8.4 في موقع IMDB و89% على موقع النقاد Rotten Tomato، وأخرجه وشارك في كتابته سام منديز اقتباساً عن قصة شخصية لأحد أجداده في أثناء الحرب العالمية الأولى.