اخر حكومة ستحكم العراق قبل قيام القائم (عليه السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

لا احد منا ينسى ما مر به العراق في زمن الحكم الصدامي الظالم الذي رأينا منه انواع الظلم والجور وانواع البلاء لكن رغم ذلك بقت الناس محافظة على مبادئها واخلاقها ودينها رغم كل هذه الصعاب والظلم الذي مروا فيه وكان صعب على اي انسان ان يذهب مشياً على الاقدام للزيارة او الى الصلاة في الجامع اكثر من اللازم اما اذا عمل ذلك فسينتهي به الحال اما الى المعتقل والسجون الصدامية والتعذيب او موته وظلت الناس تحلم بحاكم عادل يحررهم من هذا الظلم حتى في وقت الانتفاضة في سنة 1991 كان هتاف الناس في ذلك الوقت ((ماكو ولي الا علي ونريد حاكم جعفري )) وفعلاً جاء هذا اليوم وسقط النظام الصدامي وتنفس بعد ذلك الناس الصعداء وخرجوا فرحين في الشوارع لان الرئيس الظالم الناصبي ذهب وتحرروا منه وسوف يحكمهم الحاكم الجعفري الذي كانوا يهتفون له لكن الناس قد غفلوا عن حقيقة ان التأريخ يعيد نفسه حيث يقول الله في كتابه بسم الله الرحمن الرحيم ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ ) ومعناها ان الذي حصل تأريخياً سيعاد مرة اخرى على هذه الامة فعن ابي جعفر الباقر (عليه السلام) قال : ( اذا اختلفت بنو امية وذهب ملكهم ثم يملك بني العباس فلا يزالون في عنفوان من الملك وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم)(غيبة النعماني270) .
فحكم الطاغية صدام كان يمثل حكم بني امية الثانية وتأتي بعدهُ حكومة بني العباس الثانية التي بأنهيار هذه الحكومة يأتي فرج الامام المهدي (عليه السلام) وكما كانت دولة بني امية الاولى ذات الطابع السني وجاءت بعدها دولة بني العباس ذات الطابع شيعي تكرر نفس هذا الامر بهذا الزمان في حكومة صدام والحكومة التي جاءت بعده والذي يؤكد ان هناك حكومة ثانية لبني العباس يحكمون قبل قيام القائم (عج) حيث قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما ) (يكون لبني العباس رايتان مركزهما كفر وأعلاهما ضلالة ان أدركتها يا ثوبان فلا تستظل بظلها)(مناقب ال ابي طالب ج3ص275).

والذي يؤكد ان دولة بني العباس الثانية تنهار قبل قيام القائم (عليه السلام) هو قول الإمام الباقر عليه السلام قال: (لابد لبني فلان أن يملكوا فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب ، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان: هذا من هنا ، وهذا من هنا ، حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما ، أما إنهما لا يبقون منهم أحداً). (البحار:52/231)

وفعلاً تحقق قول آل البيت (عليهم السلام) وسقط حكم صدام وتشكلت بعد ذلك حكومة بني العباس الثانية في بغداد وجاءوا الشيعة الذين كانوا معارضين لنظام صدام وشكلوا الحكومة ودعمتهم كل المرجعيات وصارت حملت تثقيف من قبل رجال الدين على وجوب انتخاب هذه الحكومة . حينما كانت المرجعية تدعم قائمة 169 نذكر منها قول المرجع بشير النجفي الذي قال ( واعلموا انه في مرحلة سابقة كانت مرحلة معينة لاجل ذلك اني وأخوتي مراجع قلنا لكم هاي قائمة وحيدة قائمة الائتلاف ...بلي وبالفعل نزلتم في الشوارع وانا سعيت مع اخوتي المراجع واخواني المراجع ماقصروا شكر الله مساعيهم الكبيرة بلي سعينا ان تكون قوائم مفتوحة واصبحت قوائم مفتوحة وكل محافظة لها دائرة انتخابية مستقلة الان شغلك يا بني يا اخي لا تتركوا المشاركة في الانتخابات... انتهي كلام بشير النجفي ) فقد كانت المرجعية تدعم قائمة الائتلاف العراقي الموحد الشمعة (555) .
وايضاً قال الشيخ الابراهيمي في احد محاظراته (لو تستعرضهم بذهنك قبل 169 الي هي موسومة بالشمعة كانوا نكرات لو معروفين بالمجتمع العراقي ؟ منو كان يعرفهم هسة تسميلك واحد تعرفه انت ابن السماوة تعرف منو هذا ومنين وشنو شغلة منو الي وصله ؟ الي وصله وعرفه للناس النجف مو لو مو .. انا من الناس جعفر خادمكم اجيت هنا للسماوة واجيت للوركاء ورحت لناحية المجد ورحت للخضر ورحت مو رحت بس اني اجيت خادم لممثلي المرجعيات وفضلاء الحوزة وكبار العلماء اجينة وصلنه هذولة المسؤوليين ... انتهى كلام الابراهيمي) وكانت المرجعية تصدر فتاوى على انه الذي لاينتخب كأنما كسر ضلع الزهراء (عليها السلام) وتخلف عن بيعة علي ابن ابي طالب (عليه السلام) وغيرها وغيرها من الفتاوى التي تقشعر بدن الانسان عند سماعها. ومثلما ساند الفقهاء دولة بني العباس الاولى وقفوهم على ارجلهم وثبتوا اركان دولتهم كذلك ساندت المرجعيات الدينية العملية السياسية في العراق وباعوا البلد امام انضار الناس للفاسدين ونتيجة هذه الفتاوى تسارعت الناس لأنتخاب قائمة الشمعة الشيعية (555) وخرجوا في الشوارع يرقصون وكل شخص رافع اصبعه البنفسجي ولسان حاله يقول ذهب نظام صدام الكافر وجاء نظام العدل والخير وراح نطبق شريعة أهل البيت (عليهم السلام) ولكن في الحقيقة كانت اسوء شمعة شافها العراقيين لان العراق دخل في مستنقع الحرب الطائفية بعد تولي الشمعة الحكم واصبح القتل في الشوارع واصبحت السواتر الترابية والمعارك داخل الاحياء السكنية وبين السكان انفسهم وهذا يفجر هذا وواحد يجلب الشباب من الاسواق ويأتي بعد ذلك ويقتله امام جادر الفاتحة لكي يشفي غليل اهل القتيل واصبح مكان وراء السدة مكان خاص لمكب الجثث والقتلى .ناهيك عن الفساد في العراق على كافة الاصعدة حتى اصبح العراق يتصدر دول العالم بالفساد فقد قال رحيم العكيلي رئيس هيئة النزاهة سابقاً مانصه (في الحقيقة ملفات الفساد الكبيرة في العراق كثيرة جداً وفي الحقيقة يصعب ان تتخير مابينها لكن اعتقد ان اكبر ملفات الفساد مازالت خافية ... انتهى كلام العكيلي ) وكل هذه الفضائع يعود الفضل فيها الى سذاجة الحاكم الشيعي الذي بدأ بتطبيق سياسات فاشلة ادت الى تغذية واشعال الحرب الطائفية التي رقص له السياسيين حتى الناس تنشغل عنهم ولاينتبهون الى سرقة اموال الشعب ونهب خيراته وكذلك استغل السياسيين والاحزاب الحاكمة تثبيت حكمهم الظالم وتقوية نفوذهم وبقية الشيعة ينضرون الى افواه المرجعية لعلها تعمل حل لدمار البلد. وجاءت الانتخابات الثانية والمرجعية على نفس الموقف تساند الحكومة وقت الانتخابات وتبقى تتفرج على خراب البلد بدم بارد وبدأت ابواق المرجعية تحشد الناس من جديد للانتخابات الثانية للقائمة الشيعية المباركة (555 )، وافتوا ان انتخابها واجب ديني نفس المرة السابقة وتحت ذريعة (خاف يروح الحكم للسنة) وفعلاً انخدعوا الناس كالعادة وانتخبوا هذه القائمة الشيعية المباركة!!! وكانت العن من اختها ، فقد بدأ العراق يتصدر الدول في قائمة الفساد الاداري والفقر والبطالة والامراض والأمية وارجعونا الف سنة الى الوراء .نستعرض كلام مشعان الجبوري احد اعضاء مجلس النواب في لقاء تلفزيوني حينما سأله المقدم من الفاسد في الحكومة العراقية نص كلامه ( كلها مفسدة الكل اللابس عكال واللابس عمامة وافندي كليتنا فاسدين برلمان وحكومة كلها فاسدة نادرا، المو فاسد جبان ميكدر يفك حلكه اما فاسد ومستفاد واما قابل بالامتيازات الي ياخذهن ومالة شغل... انتهى كلام مشعان الجبوري) واصبح المواطن العراقي منبوذ خارج الدول بسبب حكومته الموقرة!!! وصدق الامام علي(عليه السلام ) عندما قال ( ملك بني العباس عسر لايسر فيه ) (غيبة النعماني ص 258).

اما من ناحية الجانب الديني بأعتبار ان الحاكم اصبح شيعي ومسند من قبل الحوزة فالمفروض يكون مطبق للشريعة بحيث لايوجد في بغداد لا ملاهي ولا بارات ولادعارة وممنوع بيع الخمور والمخدرات وكل شيء يمشي بشكل صحيح .لكن العراق في ضل حكومة بني العباس الثانية انتشر فيه البارات والملاهي والدعارة المبطنة وبأرقام قياسية غير مسبوقة وكلها بموافقة الحكومة ورعايتها وحمايتها وبعلم المرجعية ودعمها ولم يقف الحال ال هنا بل ان المخدرات اصبحت رائجة بحيث اصبح العراق يتصدر دول المنطقة بالمخدرات .يقول (عمار الحميداوي) صحفي في فرنس24 في مقطع فديو نص كلامه ( العراق كان لسنوات طويلة مجرد ممر لهذه المادة مادة المخدرات التي تدخل من الحدود ايران بحسب السلطات العراقية لكن في الاونة الاخيرة اصبح سوقاً لهذه المادة المخدرة) وتباع المخدرات حتى في المدارس المتوسطة للأولاد والبنات الي هم في مقتبل العمر فأذا وصل الحال الى المدارس هنا يكون خراب البلد .
ويقول الناطق الرسمي لمحافظة البصرة (اعلن هذا وبكل صراحة ان المخدرات التي تأتي الى البصرة بنسبة 80% من الجانب الايراني ... انتهى كلام الناطق الرسمي لمحافظ البصرة) اما رئيس الوزراء عادل عبد المهدي يبرر لايران ويقول نص كلامه (اليوم في المخدرات مثلا التي هي ظاهرة كبيرة يعني تحاول ان تمتد تأتي من الارجنتين وتدخل العراق!!! ) وايضا المجرمين اذا مسكهم رجل الامن الذي يخاف على بلده من الانهيار في اليوم الثاني يخرج المجرم صاحب المخدرات ويطلق سراحه من قبل القيادات العليا بمبلغ كبير من الاموال .ولا نخفي عليكم ان العراق اصبح الاول عالمياً بمعدلات الانتحار وهذا خير دليل على يأس الناس من العيش الكريم والحصول على لقمة العيش.
وفي تقرير تلفزيوني ذكر احد المسؤولين ان (مسألة الانتحار تنوعت بين تناول مواد سامة او قفزاً من اعلى المباني والجسور او الشنق او اطلاق النار على الرأس كتاب صدر من مجلس محافظة بغداد جاء فيه : مقترح لانشاء سياج امني لجميع الجسور في بغداد بأرتفاع حُدد بمترين للحد من هذه الظاهرة... انتهى التقرير)

واذا كان هناك احد يقول انهُ سوف يأتي يوم وينصلح الحال لا عزيزي القارئ لان هذه سنن وآل البيت (عليهم السلام) كلامهم حق لايذهب جزافاً ..فهذه الدولة سوف تبقى على هذا الحال من سيء الى اسوء الى ان يختلفوا فيما بينهم وتضعف دولتهم فيستغل السفياني الوضع ويهجم عليهم ويسقط دولتهم كما ذكرناها في الرواية اعلاه ونذكر كذلك ماورد عن ابي عبدالله (عليه السلام) ( لاترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم فاذا اختلفوا طمع الناس وتفرقت الكلمة وخرج السفياني ) (الكافي 8: 209: ح254 ).

والمقصود ببني فلان هم دولة بني العباس الثانية والخلاصة انه لابد على كل منتضر حقيقي للامام المهدي( عليه السلام) ان يعرف بجانب من يقف لان اول الناس الذين سوف يحاربون الامام المهدي (عليه السلام) هم المشيعة المغرر بهم .