TODAY - September 29, 2010
القاعدة تزأر وإن قيل انها ماتت.. وتزايد الحديث عن دعمها من «الشيعة»
بعقوبة - تيموثي وليامز ودريد عدنان
في ربيع هذه السنة قال القادة الاميركان ان منظمة "القاعدة في بلاد الرافدين" كانت تعيش حالة فوضى. وكل ذلك العدو الهائل تلاشى بعد أن قامت القوات العراقية والاميركية بقتل وأسر اكثر من ثلاثة ارباع قادة التنظيم. لكن حتى مع التصريحات العلنية للمسؤولين بان "القاعدة" المعربدة قد ماتت، فان المجموعة المتمردة أقسمت بان هناك "اياما مظلمة يلونها الدم".
وفي هذا الصيف، وكما لو انها تفي بوعدها، اطلقت القاعدة موجة ارهابية تمكنت من هز مختلف العراقيين الذين اعتادوا الارهاب. ففي الشهرين الماضيين شهد العراق اعلى قوائم الخسائر مقارنة بالسنتين الماضيتين.
كيف تمكنت القاعدة من القيام بهذا التحول الكامل من كونها قوة منهكة الى قوة نشطة تهدد ديمقراطية العراق؟ يشكل هذا الامر لغزا للاميركان والعراقيين الذين يدرسون هذه المجموعة المتمردة، الى حد يتساءل بعضهم عما لو كان بالامكان إلحاق الهزيمة الكاملة بالقاعدة في وقت ما.
ويقول هادي العامري، وهو رئيس منظمة بدر وعضو اللجنة الامنية في البرلمان السابق "ان الذين يقولون ان القاعدة في العراق انتهت انما يخدعون انفسهم. فللقاعدة خلايا نائمة ولديها دائما القدرة على النهوض في اية لحظة. وهذه الخلايا لن تنتهي في وقت قريب". وجاء سيل التفجيرات والاغتيالات والهجمات الوقحة على المصارف والمقرات الرئيسية للجيش في فترة مفصلية. وكان الصيف هذا العام طويلا شحت فيه الخدمات مع فراغ سياسي وخفض ملحوظ للقوات الاميركية.
وربما يكون امرا هاما ان تبدأ القاعدة في بلاد ما بين النهرين، ورغم مناوأتها للشيعة، بالتشارك مع الشيعة وفقا لمسؤولين عراقيين وقادة في الصحوة مازالوا يحتفظون بعلاقات بالمجموعة المتمردة. ويقول عبد الله الجبوري احد قادة الصحوة في محافظة صلاح الدين إن القاعدة دفعت (اموالا) للشيعة للتزود بالمعلومات الاستخبارية ولصناعة وزراعة القنابل في المناطق التي ستجذب فيها العناصر السنية انتباها غير مستحب. ومحافظة واسط الشيعية، كانت قد تعرضت لبضعة تفجيرات. لكنها في هذا الصيف شهدت عدة انفجارات، ومن المفترض ان القاعدة قد قامت بها، وبضمنها انفجار الشهر الماضي الذي قتل الكثيرين.
ويقول عضو مجلس محافظة واسط شامل منصور "ان المدنيين الشيعة يساعدون القاعدة لأنهم بحاجة للمال". ويشك المسؤولون بوجود صلة بين القاعدة والشيعة في التفجيرات الأخرى التي حدثت على مدار الصيف في أجزاء أخرى من الجنوب الشيعيِ بضمن ذلك البصرة، حيث قتلت التفجيرات 43 شخصا الشهر الماضي. وعلى أية حال فان الجيش الاميركي يقول انه لا يرى دليلا على وجود روابط بين القاعدة والشيعة بسبب كون "شبكة المجموعة قد ضعفت" منذ الربيع، عندما تم قتل أو أسر 34 من الزعماء الـ 42 الكبار.
ويقول الجيش الاميركي على موقعه "لقد أدت العمليات المشتركة الأخيرة إلى إنهاء زعماء القاعدة الرئيسيين، وكذلك عناصر من الشبكة الداعمة، ومنهم المشغلون المسؤولون عن التمويل والتجنيد والدعاية والسعاة ومسؤولو الاتصالات عبر الانترنت ومسؤولو تجهيز القنابل وتخطيط الهجمات. ورغم ذلك، فان الارهابيين من المستوى الادنى والمتوسط يواصلون نشاطهم في العراق. واننا نواصل دعم القوات الأمنية العراقية في عملها لايقاف اولئك الراغبين باعادة عملية التقدم الى الوراء". وبعد سبع سنوات من الحرب، فان "القاعدة" تبقى لغزا وهي لاتمتلك الا مايقارب 200 مقاتل عقائدي مخلص طبقاً للجيش الاميركيِ. وفي الشهر الماضي، تعجب الجنرال راي اوديرنو الذي كان قائد القوات الاميركية في العراق، من قدرة المجموعةَ على تنسيق هجمات غطت 13 مدينة في يوم واحد تسببت بمقتل اكثر من 50 شخصا وجرح 250.
وقال الجنرال اوديرنو ان العنف "لم يكن متوقعا". لكنه اضاف "ما سأخبرك به فاجأني قليلا وهو قدرتهم على القيام بهجمات في ارجاء البلاد ببعض التنسيق". ويقول ماثيو ليفيت مدير برنامج ستاين لمكافحة الارهاب في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى "أنت لست بحاجة إلى منظمة مزدهرة كبيرة لتنفيذ الهجمات المدمرة الضخمة".
وفي توزيع الاختصاصات، فان زعيم الخلية أو اميرها له السلطة لتخطيط الهجمات، وفي أغلب الأحيان يقوم بذلك بالتنسيق مع المجموعات المتمردة الأخرى، بضمنهم البعثيون. والمنظمةَ مُصَمَمة بشكل تكون فيه خسارة اي فرد، حتى لو كان زعيما، لها تأثير صغير.
ومن المعتقد ان عناصر القاعدة حاليا جميعهم من العراقيين تقريبا، بعد وقف تدفق الاجانب الى البلاد في السنوات الاخيرة. ويشرف على القاعدة حاليا زعماء الجيل الثالث الذين هم عديمو الرحمة كاسلافهم حسب الروايات، وربما يكونون اكثر قدرة ومخادعة. وجلبت الأسابيع الماضية عددا من الفرص المفتقدة التي تساعد في اضعاف دعم الاقلية السنية المتضائل للقاعدة. ففي اجتماع للقبائل المحلية الأسبوع الماضي في ديالى، تمكن مسؤولون في الجيش والشرطة من عزل مئات الزعماء العشائريين السُنّة الحاضرين عن طريق تهديدهم بالسجن مالم يوقعوا تعهدات بالابلاغ عن اعضاء القاعدة. وقالت السلطات ان المرتبطين بالقاعدة سيعاقبون بشكل قاس. وكان شريط فيديو عن تدريبات الشرطة معروض على شاشة في الخلف يُظهر كيف تهاجم كلاب الشرطة الناس.
ويقول الزعيم العشائري عبد الجبار السعدي "ان العدو الذي يتحدثون عنه يعيش معنا - انهم جيراننا واخوتنا وعائلاتنا، لذا لا يمكنك ان تطلق النار عليهم ببساطة".
وقبل يوم، قرب الفلوجة وقع هجوم اميركي عراقي مشترك لاعتقال شخص يُظنُ انه من قادة القاعدة وقُتِل على اثره عدة مواطنين بينهم طفل.
وأصدرت الحكومة المحلية بيانا شجبت فيه الهجوم بوصفه "عملية إرهابية" وكان "دافعه الكراهية العميقة لهذه المدينة وأهلها". وخرج المئات إلى الشوارع احتجاجا.
وقال رجل كان عضوا في القاعدة، يطلق على نفسه اسم أبو عبد الله الدايني ان مجموعته تغذي مثل هذا الاستياء العام. وقال "ان دعم المجاهدين المؤمنين يزداد كل يوم".
عن نيويورك تايمز
الشرق الاوسط