TODAY - September 29, 2010
عبد المهدي: لن نشارك في حكومة مصيرها الفشل.الكردستاني: يصعب تمرير الرئيس دون اتفاق الاربعة
غياب المجلس الاعلى يؤجل التصويت على المالكي.. وعلاوي يحاول تخفيف ضغوط ايران عبر الوسيط السوري
النائب عن التيار الصدري نصار الربيعي يتوسط القياديين في ائتلاف دولة القانون خالد العطية وحسن السنيد خلال مؤتمر صحفي الليلة قبل الماضية (ا ف ب)
بغداد – العالم
قاطع المجلس الاعلى بزعامة عمار الحكيم ولليوم الثاني على التوالي، اجتماعا للتحالف الشيعي الذي يحاول التصويت على ولاية ثانية لرئيس الوزراء نوري المالكي، مستغلا مرونة التيار الصدري المفاجئة، في وقت ذكرت مصادر القائمة العراقية ان زعيمها اياد علاوي يحاول من دمشق "تخفيف" الضغوط الايرانية التي بلغت "اوجها" في دعم زعيم ائتلاف دولة القانون.
وكان من المقرر ان يلتئم اجتماع مساء امس تختار فيه الاطراف الشيعية مرشحها لرئاسة الحكومة المقبلة، لكنه تأجل بسبب استمرار المجلس الاعلى في مقاطعة هذه المحادثات، وقال القيادي في المجلس عادل عبد المهدي ان حزبه "لن يشارك في حكومة مصيرها الفشل" معربا عن مخاوفه من ان تؤدي مقاطعة القائمة العراقية لوزارة يشكلها المالكي، الى "ازمة كبيرة".
وحقق المالكي اختراقا مميزا باستحصاله "مرونة" تجاه ترشيحه في معسكر التيار الصدري، الذي قال انه يوافق "شرط موافقة الاحزاب الاخرى". لكن المجلس الاعلى الذي ظل ينسق مواقفه مع قائمة علاوي ابرز غريم للمالكي، نجح حتى الآن في تأخير تسمية المالكي.
وقال قيادي في ائتلاف دولة القانون ان اجتماع التحالف الوطني تعرض لتأجيل آخر إلى اليوم الاربعاء "بسبب عدم حضور المجلس الأعلى" مبيناً أنه في حال عدم حضور المجلس لجلسة الغد فستبطل آلية التصويت في التحالف الوطني لعدم وجود متنافسين اثنين.
وذكر عزت الشابندر في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن الاجتماع ارجئ "حرصا على بقاء المجلس الأعلى ضمن إطار التحالف والتوصل إلى مرشح بنتيجة التوافق وليس عن طريق التصويت".
وفي موقف يعقد الامور داخل البيت الشيعي، قال نائب رئيس الجمهورية، القيادي في الائتلاف الوطني عادل عبد المهدي، ان ائتلافه لن يشارك في حكومة يكون مصيرها الفشل، مشيرا الى ضرورة مشاركة العراقية ودولة القانون.جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده عبد المهدي عقب الانتهاء من اجتماعه التحاوري بمجلس النواب امس.وأضاف ان “الائتلاف الوطني لن يشارك في حكومة لا تحظى بمقبولية جميع القوى السياسية العراقية فيكون مصيرها الفشل، ولايمكن أن تنجح الحكومة دون مشاركة العراقية ودولة القانون فيها”، معرباً عن اعتقاده أن “هذه الشروط غير متوفرة حالياً”، مبينا ان ذلك ما تم بحثه مع قيادات العراقية مساء الاثنين، بحسب قوله.
وفي هذه الاثناء كشف مصدر مطلع في القائمة العراقية ان علاوي "يسعى بزيارته المفاجئة الى العاصمة السورية امس، الى اقناع الرئيس بشار الاسد بضرورة اعادة النظر بموقف دمشق الذي تغير لصالح المالكي بسبب ضغوط طهران". ويؤكد المصدر لـ"العالم" طالبا عدم كشف هويته، ان العراقية "تريد ان تقول لسوريا ان التجديد للمالكي بعيدا عن التفاهمات الداخلية، يمكن ان يقود البلاد الى نتائج مدمرة" دون ان يوضح المقصود من ذلك.وتابع المصدر ان قائمته "سوف لن تستغني عن استحقاقها الدستوري بتشكيل الحكومة باعتبارها الكتلة الفائزة في الانتخابات حتى لو كلف الامر عدم تشكيل حكومة في البلاد"، نافياً "ان تكون هناك ضغوط تمارس على العراقية تضطرها الى تغيير قناعاتها في تشكيل حكومة وطنية بعيدة عن الطائفية".
وقال "هل من المنطق ان تشكل حكومة بدون العراقية والمجلس الاعلى؟".
من جانبه، اكد مصدر داخل الائتلاف الوطني، رفض الكشف عن اسمه، ان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر "يتعرض لضغوط كبيرة من قبل قاسم سليماني (المسؤول عن الملف العراقي في ايران) وآية الله كاظم الحائري المرشد الروحي والمؤثر على التيار الصدري، من اجل ارغامه بالقبول بزعيم ائتلاف دولة القانون".
وأضاف ان مقاطعة المجلس الاعلى لاجتماع التحالف الوطني "فضلاً عن تصريحات التحالف الكردستاني والتي اشارت الى انهم سوف لن يشاركوا في حكومة يغيب عنها المجلس الاعلى والعراقية، اعطت اشارة سلبية داخل الائتلاف الوطني الامر الذي شعر معه الصدريون بالحرج".
ويقول المصدر ان الصدريين "يريدون الخروج من عباءة ايران نهائيا، خاصة وأن قرب التيار من ايران حديث عهد يختلف عن قرب الاخرين التاريخي من طهران، لكنه بحاجة الى وقت للتخلص من الضغوط الهائلة".
ويتابع ان "عراب التحالف الوطني هو ايران التي طلبت من الائتلافين الدخول في التحالف المذكور، ووعدت الصدريين والمجلس الاعلى بأنها ستتولى اقناع المالكي بالتنحي لاحقاً، لكن الموقف الايراني الاخير الداعم للمالكي فاجأ الجميع".
وبشان زيارة زعيم القائمة العراقية الى سوريا اوضح المصدر "ان الزيارة جاءت للتعرف على مدى مقبولية خطوة العراقية والمجلس الاعلى في معارضة المالكي حتى النهاية، وهي خطوة تحتاج تأييد عاصمة مثل دمشق مقابل ضغط طهران".
يذكر ان القائمة العراقية والمجلس الأعلى اتفقا على تشكيل حكومة شراكة وطنية بما لا يسمح لرئيس الحكومة المنتهية ولايته، بولاية ثانية. وقال مستشار القائمة العراقية هاني عاشور في تصريح امس "ان هذا الإعلان تم بالاتفاق مع التحالف الكردستاني الذي أكد انه لن يشارك في حكومة ليس فيها المجلس الأعلى والعراقية".
وأضاف عاشور"كما تم الاتفاق على دعوة الكتل الأخرى للمشاركة في حكومة الشراكة الوطنية وإعادة النظر في برامجها وفق هذه الشراكة".
وأشار الى ان القائمة العراقية "لم تتخل عن تشكيل الحكومة ، ولكن سيتم بحث هذا الأمر" منوها بان (العراقية) لا تعترض على عادل عبد المهدي "اذا ما تم الاتفاق بين الكردستاني والعراقية والمجلس الأعلى وإذا التزم ببرنامج حكومي تقرره العراقية بوصفها صاحبة الحق الانتخابي ".
الى ذلك قال القيادي في ائتلاف الكتل الكردستانية سامي شورش، إن ائتلافه لن يتجه للتحالف مع أي محور على حساب آخر ما لم تتفق الكتل الأربع الفائزة على صيغة لتشكيل حكومة شراكة وطنية دون تهميش أي طرف، مبيّناً أن التحالف الوطني لا يستطيع فرض ترشيح نوري المالكي على الكرد.
وأوضح شورش أن “ائتلاف الكتل الكردستانية سيدعو إلى استئناف الحوارات بين الكتل الأربع الفائزة من أجل الجلوس إلى طاولة المفاوضات عن طريق التوافق والرجوع إلى الدستور”.
رد مع اقتباس
