تسللت خيوط الشمس مخترقة زجاج نافذتها....
وتغريد العصافير قد ملأ مسامعها....
رمت أمل الغطاء عنها ....
أكيد قد فرح هذا الأخير باستقلاته عنها على أعتاب صباح مشرق..
لم تقفز من سريرها بسرعة،
كما كانت تفعل بل نهضت ببطء وهي تشعر بالكسل ..
كيف بات يحصل معها ذلك ؟؟ أهو تقدم العمر أم ماذا؟؟
اقتربت من مرآتها لتنظر إلى ملامحها وكلها خوف أن تفقد بعضا من جمالها،
لقد بدأت تتغير..
.لم يعد ذاك البريق يشع من عينيها ...
سرقته الأيام وأخذت من نضارتها كما سرق الزمن أحلامها الوردية ....
ما كذبت يوما المرآة عليها هي الوحيدة من تخبرها الحقيقة دوما وإن كان ذلك قاسيا عليها.
تقدمت بخطوات نحو دولابها لتخرج منه صندوقها...
مازالت تحتفظ بذكريات لها..
.همت بفتحه لكنها تراجعت ...
ليس لها أن تُحَمِّلَ نفسها الوجع للرجوع إلى الوراء، حتى تتخيل تلك الفتاة المرحة التي ما أحبت يوما المكوث في مكان واحد....
بل كانت كلها حيوية وحماس لقد رحل كل ذلك ...
الآن هي تعيش خريف عمرها ....
عليها أن تعتاد على تفاصيله لتكمل مشوار حياتها...
وتمثله كما رسمه لها القدر على خشبة المسرح..
سميا دكالي ..