كان يا ما كان في قديم الزمان كان هناك رجل كبير ، وكان عنده فرس عربية أصيلة كانت جميلة جدا ولونها ابيض ، ولكن الرجل الكبير للاسف الشديد لم يكن يعتني بالفرس ولا يهتم بفرسته البيضاء الجميلة ، فأذاقها الرجل الكثير من صنوف الذل والإهانة الكبيرة وكان ي – على غيرهينها ويضربها ويذلها ويضربها ، ويمنع عنها الأكل والشراب والطعام ، لم يكن هذا من عادة العرب وطيبة قلبهم وحبهم لفرسهم وحيواناتهم .
،كبرت الفرس بشدة وكبر سنها وهرمت الفرسة وعجزت وكانت كبيرة بالسن عجوز جدا لا ستطيع السير إلا بالعافية فلقد ارهقها صاحبها لسنين طويلة واذلها واهانها بغباء ، دون اي سبب فماذا فعلت هي ليحدث لها ذلك ، في تلك الفترة نظر لها الرجل ولا يدري عاد صاحبها إلى صوابه ، وهنا اخذ يراجع نفسه وما فعله ، اخذ يفكر و يتدبر فلماذا فعل ذلك بفرسته ولماذا عذبها بتلك الصورة البشعة ولماذا عذبها ؟
أدرك الرجل أنه قد أجرم بحق فرستة من سنين طويلة وكان يعذبها وكان يجعلها تعمل الكثير من الاعمال المرهقة ويمنع عنها الطعام والشراب ، ويفضل عليها حماره ، وكان يجعل حماره يقودها ويذلها ، وهذا اذلالا اكثر لها فذهب الرجل إلي فرسته واقترب منه وقال لها ارجو منك أن تسامحينني على ما فعلت معك أيتها الفرسة ، طلب منها العفو والمغفرة والسماح ، وهنا تنهدت الفرسة بألم وقالت لصاحبها بحزن شديد وحسرة : أستطيع مسامحتك يا صاحبي على قلة طعامي وشرابي لن يهم معي .
اكملت الفرسة قائلة بحزن : يمكنني مسامحتك على إرهاقي يا صاحبي بالأعمال الكثيرة المتعبة جدا ، يمكنني أن أسامحك على كل ما فعلته معي ولن احزن ابدا ولكنني لن اسامحك على شيء واحد فقط لا استطيع ان اسامحك عليه مهما فعلت .
وهنا قال الرجل بسرعة وهو يحاول معرفة السبب : اخبريني ما هو هذا الشيء يا صديقتي ، وهنا قالت الفرسة بحزن واسى : لن اسامحك يا صديقى على ما كنت تفعله ، فعندما كنت تأخذني أنا والحمار معك ، كنت تجعلني أسير خلف حمارك الصغير الغبي ، وانا افضل منه بكثير يا صديقي فكيف تجعل حمار يتقدم على فرسة عربية اصيلة لن اسامحك ابدا على ما فعلت ، لقد اضعت سنوات عمري في الخزى والخجلان ، فكم من المؤلم ان ترى جاهل وساذج ولكنك انت مجبر على الامتثال لأوامره رغم جهله الشديد فكيف فعلت بي ذلك يا صاحبي ، كيف وانا فرسة عربية اصيلة تهينني تلك الاهانة ، اعتذر منك فلن اسامحك .