الفوضى تعمّ غرفة ابني!
أطفالي يعبثون بالبيت ويفسدون كل شيء، لدرجة أن الفوضى أصبحت عنوان كل شيء في البيت، وأصبحنا نهرب من استقبال الضيوف في بيتنا، وأصبحتُ أبذل مجهودًا كبيرًا في البيت دون نتيجة؛ فماذا عساي أن أفعل كي أعدل هذا الأمر عندهم؟
تعاني كثيرٌ من الأمهات من فوضى وإهمال أبنائهم، وعدم ترتيبهم للأشياء الخاصة بهم في غرفهم وخزاناتهم، أو حتى شمول باقي البيت بفوضويتهم، وليس الحل أن نمنعهم من الحركة المنطلقة واللعب داخل البيت؛ فهذا ضد فطرة الأطفال وطبيعتهم وكبتٌ لطاقاتهم، لكن من الناحية الأخرى علينا ألا نترك الأمر لهم بالكلية يفعلون ما يشاءون في البيت فحتما سيقضون على كل جمال ونظام في البيت، وهم كما يحتاجون اللعب والانطلاق أيضا يحتاجون أن يروا بيتهم جميلا ونظيفا ومرتبا، حيث يقول علماء النفس: «إنَّ الأولاد الذين يعانون مشاكل سلوكية يأتون من بيوت تسود فيها الفوضى والإهمال؛ حيث لا توجد قوانين وتنظيمات ثابتة في حياة الأسرة لتنظيم مجرى الأمور بشكل يمنح الأولاد الثقة والتعاون، وتعويدهم العطاء وحبِّ الخير ومحبّة الآخرين».
فأطفالنا بحاجة لمن يضع لهم حدودًا في كل مجالات حياته اليومية، فهم يحتاجون إلى أن يعرفون متى يأكلون، ومتى يستحمون، ومتى يذهبون إلى سريرهم، وكذلك ترتيب أغراضهم.. فهذه الحدود التي يضعها الوالدان تعطي شيئًا من الانضباط داخل الأسرة، وهذا الانضباط يعطي الأبناء شعورًا بأنَّ هناك من يحميهم ويهتم بهم ويرعاهم.
وإذا أَمْعَنّا النظر في حال الأمهات مع أطفالهن في قضية الترتيب والنظام والانضباط نجد أنَّهن على حالين:
- الأمهات من لا تبدي لطفلها أي ضيق من عدم ترتيبه لأشيائه في غرفته وخزانته، وتقوم هي بترتيب كلِّ شيء.. ويتكرر ذلك مهما تكررت فوضى طفلها وإهماله.
- ومنهن من تثور ثائرتها؛ فتصرخ في طفلها بكلمات تزيد من سلوكه السيئ.
وكلا الحالتين ليستا على صواب؛ فالأمُّ الأولى تنشئ طفلًا اتكاليًا، والثانية تقهر طفلها دون أن تسلك به مسلك التعليم.
وما ينبغي أن يفعله طفلك هو إعادة ترتيب غرفته وخزانته، ومن أجل تعويده احترام تلك الأمور ينصحك خبراء التربية باتباع ما يلي:
- تبسيط عملية الترتيب والنظام لطفلك بتقسيمها إلى مراحل، كأن تقولي له: «ضع المكعبات في السلة الخاصة بها، ثم اجمع الكتب وضعها على الرف»، ولا بأس بمشاركتِك إياه في المرّات الأولى على الأقل.
- عوِّديه مرّة تلو الأُخرى، وساعديه في تعليق ثيابه التي ألقاها في زوايا الغرفة، وقولي له: «سوف أعلق لك ثيابك هذه المرّة وساعدني في ذلك». وفي المرّات اللاحقة تستطيعين أن تشجِّعي طفلك على الترتيب مستفيدة من التجربة السابقة: «هيا يا بطل، أنت تستطيع أن ترتِّب غرفتك كما فعلت المرّة الماضية بنجاح».
- شجِّعي طفلك على احترام النظام والترتيب وقولي له: «إذا استيقظت وجهَّزت نفسك باكرًا للمدرسة، ورتبت غرفتك؛ تستطيع اللعب قليلًا قبل الذهاب إلى المدرسة أو بعد العودة».
- كذلك يجب على كلا الوالدين أن يتفقا على نفس النظام والقوانين البيتية، فلا يجوز أن تتسامح الأمُّ بموضوع معيَّن ثمَّ يأتي الأب ويناقضها كليَّا في نفس الموضوع؛ فإن مثل هذا التناقض في الأساليب التربوية في البيت الواحد يؤدي إلى البلبلة والحيرة والضياع عند طفلك؛ وهذه المشاعر غالبًا ما تكون هي المسؤولة عن الفوضى والإهمال والمشاكل السلوكية الشائعة عند أطفالنا.
- اجعلي فكرة التعاون والمشاركة في إنجاز عمل ما، مع مجموعة يكون طفلك واحدًا منها، وهنا يعرف أهمية التعاون وقيمته في إنجاز الأعمال وترتيب الأشياء.
- ارصدى جوائز ومسابقات لمن يعيد أشياءه ولُعَبَهُ بعد الانتهاء منها، وأيضا من يعلق ملابسه في الأماكن المخصصة، ومن يضع الورق المهمل في سلة القمامة.
- أظهري مشاعر الفرح والسرور بعد إنجازه العمل، وذلك بحزم ولطف معًا، ودربيه على حسن استخدام المرافق والأدوات ورعاية الأثاث والاهتمام بنظافته، والمساهمة في تزيين المائدة والتزام النظام في جميع شؤون.