كيف يشارك الأجداد في تربية الأبناء؟
الأحفاد يحتلون مكانة مميزة لدى أجدادهم لدرجة قد تدفعهم للتدخل في شؤونهم وفي أدق تفاصيل تربيتهم، ولكن بعض الآباء والأمهات يرفضون هذا الدور من الأجداد والجدات بحجة إفساد الأبناء بالتدخل السلبي في طريقة تربيتهم لأبنائهم.
اختصاصية علم الاجتماع غادة سيف النصر توضح أن تدخل الأجداد في تربية الأحفاد له عدة أسباب، منها: شعورهم بالعزلة والفراغ، وبحثهم عن لعب دور يشعرهم بأهميتهم، وحاجتهم إلى الاهتمام والعاطفة، وشعورهم بالمسؤولية، ولأن الأحفاد الأقرب عاطفياً للأجداد فنجدهم حريصين على متابعة شؤونهم، وتلبية كافة متطلباتهم، متجاوزين بذلك أحياناً بعض الممنوعات التي يكون الأهل قد فرضوها على أطفالهم، ومتناسين خصوصية واستقلالية الأسرة الصغيرة الناشئة، ومحاولين فرض أسلوبهم الخاص في التربية؛ لقناعتهم بأنه الأسلوب الأفضل والأمثل، ولأن الأبناء في نظرهم لا يزالون يفتقرون إلى الخبرة التي يتمتعون هم بها.
حلول ممكنة
أشارت الاختصاصية إلى أنه يمكن الاستفادة من خبرات الأجداد وتوظيف حبهم للأبناء من أجل إتمام عملية تربية الأطفال وتنشئتهم بنجاح، بالتنسيق بين الرؤية التربوية للوالدين، وبين تلك التي تخص الأجداد، حيث يقتصر دور الجد أو الجدة في حال غياب الوالدين على المساعدة والإشراف والرعاية، كما يمكن للأهل الاستفادة من خبرة وحكمة الأجداد، والحرص على إبراز الاحترام لهم تقديراً لما بذلوه من جهد وتضحيات.
بالمقابل، فإنه يجدر بالجدّين إفساح المجال أمام أبنائهما للقيام بواجباتهما تجاه الأسرة الجديدة الناشئة، والحفاظ على استقلاليتها واحترام خصوصيتها.