خُيِّمَ الظلام على الكون وأسدل الليل ستائره على البيوت لتنام الحياة،
وَيَعُمَّ السكون فتُغْلَقُ النوافذ طلبا للراحة...
إلا أحلام مازالت في شرفتها واقفة تتأمل سحر الهدوء....
رفعت عينينها إلى السماء وكأنها تبحث عن شيء تائه....
لتجدها وقد ملأتها السحب ربما تنذر بقدوم ليلة ممطرة ......
ماهمها البرد وهو يلسع خذيها فقد أنستها ذكراه ذلك....
تُراهُ هل يراها من هناك ؟ وروحه أتُحَلِّقُ فوق تلك الغيوم؟
أم لا شيء يحصل مما تفكر فيه....
دمعة هوت غصبا عنها...
مسحتها وحبست عبراتها لا تريده أن يُعَذَّبَ في قبره بسبب بكائها....
هذا ما كان يقال لها.
دخلت إلى غرفتها في اتجاه آلة الخياطة، لتكمل تلك الملابس المطلوبة منها لخياطتها...
هي أحلام الأرملة الشابة المكافحة....
والأم لابن وابنة توفي عنها شريك حياتها ليتركها تلعب دور كل شيء....
ما عاد يهمها نفسها ولا شبابها الذي يذبل....
لِتُنْسَى كوردة في الصقيع .....
أملها أن توصل بطفليها إلى بر الأمان.....
فهي تعلم جيدا أن أجمل سنين عمرها ستقضيها أمام تلك الآلة ....
ولن يحزنها ذلك إذا جنت من وراء تعبها ثمار جهدها....
لكن خوفها من أن يرسم لها القدر بريشته خيبة أمل لمستقبل ابنها وابنتها،
تكون ضربة موجعة لها....
وهذا ما يؤرقها كثيرا، بل ويُذْهِبُ النوم عنها.....
فقط هي شرفتها من تعزيها حين ترفع كَفَّيها إلى السماء أملا أن تبتسم لها الحياة....
سميا دكالي ..