كم سافرت بالساعات عني
تحت ضوء القمر من شرفتي
إلى حيث هناك تركت ذاكرتي
اجترني صمت فأخذني إليها
وبقلبي غصة على حلم عمري
وأنا أراه مازال في نفس مكانه
تُراه هل سيَعْبُرُ كل الأزمنة معي؟
أم سيبقى ساكنا بجدار ذاكرتي.؟
قبل كنت قد صورته في مخيّلتي
ليغدو الآن كطيف يتراءى لي
ماطرق يوما النسيان بابي
وأنا أحضن كل مساء ذاكرتي
أسامرها وعن الأحلام أحدثها
إلى أن يحررني النوم عنها
بل وعن كل الوجود وذاتي
لتبدو لي في الحلم وكأنها حقيقة
سأظل أنام وأسيقظ وذاكرتي معي
أعلم أنها مني فكيف لها أن تخذلني؟
فقد وعدتني أن تهديني عطرها
وأنا التي سقيتها بحبي ووفائي
حتى انتشت وأزهرت في خيالي
محال أن يظل عبقها محبوسا
فما دُمْتُ أنا شكلها وهي تسكنني
فحتما سَيُفَكُّ قيد مفراداتها عني
لينتشر أريجها الفواح فتنعشني
ونحيا زمننا بعد طول انتظاري..
سميا دكالي..