ما عشت يوما إلا والأمل يملأني
أنام وأستيقظ وهو بمحاذاتي
وإن كنت على مشجب الاشتياق أضعه
فكم سألته متى ستأتي لتحملني ؟
وإلى السماء تطير بي
بدا مستغربا وهو يجيبني
أما شَعَرْتِ بي وأنا أرسل شمسي
كلما فَتَحْتِ نَافِذَتِكَ أشْرَقْتُ فيكِ
وداعَبْتُ أنفاسك بِعِطْرِ أزهاري
وأسْمَعْتُكِ صوت تغاريد عصافيري
كم أنت جاحدة وللمعروف ناسية
أجبته باستحياء متمتمة
ما لهذا أنشد وأنت أدرى برغبتي؟
سألني مستفسرا:
وما رغبتك مني ؟
أجبته بكل إصرار ولهفة:
أملي أن تسافر إلى كل الأوطان
وتشرق على كل من في الوجود
لتعيد البسمة للحزين
وللمظلوم حقه المسلوب
وللجائع رغيف يومه
وَتَفُكَّ الأغلال عن أيدي العبيد
حتى يَنْعَمَ الكل بطعم الحرية
تَبَسَّمَ في وجهي وأجابني:
لن أبرح مكاني فمازلت أنتظر
أنْ تُشْرَعَ كل النوافذ لأَتَسَلّل
فهي مازالت مغلقة في وجهي
أَعِدُكِ أنا للحرية أحيا وأحرسها
عهدي أن أمنحها لكل الأرواح
وأنشر السلام والحب بداخلها
معيدا للأرض حياتها وبهجتها..