.
لعلك تدرك في الليل
كم من الخيبات كسبتَ في نهاية النهار.
وتلعن مع آخر نفس من سيجارتك الملعونة
الساعةَ والعمرَ.
وتحسب أنها النهاية، مع الفكرة التي تتلبسك كقرين لك،
أنها أخف من فلينة خفيفة يتقاذفها موج الحياة،
وأنها أثقل من أحزان هذه الحرب.
يخطر لي اﻵن ..
هل يوجد في فمك يقطين وماء ما يكفي هذي السنين الطويلة؟
ثم أفكر بأن أبحث في مروجك الخضراء،
في سهولك، في غابات حنينك،
وخلف عمودك الفقري،
عن مفتاح وباب لأقفل عليَّ داخلك و أتماهى مع مائنا الذي ينتظرنا خلف قبلة الأذن.
…..
كنا من مخلوقاته التي فرت من الفيضان الكبير،
لكن لم تكن سفينة نوح.
كان قارباً لم يتسع للجميع،
رغم أنه احتضن ماكان ينزّ حينها من ذاكراتنا،
ذاكراتنا المتخَمة بالأناشيد غير المكتملة، بالنقصان المكتمل، الطافحِ حتى شفة الكأس.
لم تكن مخلوقات الظلال و العتمة على ظهر السفينة،
إنما نهشتْ ما تبقى من أجسادنا،
وترَكَ منّا الأزرقُ أسماءنا الصغيرة بين أسنانِ أسماكٍ ميتةٍ
على شاطئ الحرب,
يمكننا الآن أن نلعن أنفسنا،
أن نحدق كما يجب في انسراب الزبد
خارج شفاهنا الزرقاء.
وأن نخضب دمنا المملوء بشتات البلاد،
ثم نمدّ أيدينا لنشحذ حياة،
ربما نصف حياة،
تكفي هذا العمر الذليل.
*
عقدت قراني مع الهواء في السرّ،
معاً، لملمنا أشلاءنا
من تحت أنقاض هذا النشيج.
*
ها أنا أتفقد هيئتي جيداً
قبل الرحيل إلى معنى الله فيك،
وكرسم ثلاثي الأبعاد
أرقب حزني المدبب.
*
أسرّتْ إليّ وهي تبكي:
لو اقتلعت ذلك الرحم قبل مجيء الكارثة .
منقوول